مقالات

يوميات خارج من كوفيد

بقلم – فراج إسماعيل:

نعم قضيت ثلاثة أسابيع مع كورونا.. لكني قضيتها في متعة المحارب لهذا الفيروس الموجع. قد يستغرب البعض، كيف للمتعة الاجتماع مع الوجع، ولكنها غريزة الاستكشاف عندي، البحث في التفاصيل.
في النهاية توصلت إلى أن هناك ذعرا مغالى فيه. صحيح أنه مميت، وهناك حالات وفيات كثيرة، لكن هل هناك مرض غير مميت، وهل حالات الوفيات قاصرة على خطورة المرض نفسه أم أن هناك أسبابا معنوية وعضوية متداخلة؟!
الانفلونزا الموسمية موجعة أيضا، ولا زالت توقع الكثير من الضحايا، والموت الصامت ضحاياه كثر كذلك.
في التفاصيل رأيت أن الأهم في هذا المرض ألا تخلق ذعرا لنفسك أو للبيت أو للغير. انس الفيسبوك ولا تكتب خبر إصابتك بكوفيد 19 وكأنه خبر خطير جدا، غزو كائنات فضائية قاتلة، عن نفسي لم أعلن إصابتي إلا بعد شفائي تقريبا.
في البيت تخلى عن الجملة التي يخشاها كثيرون “اعزل نفسك” واستعض عنها بجملة “البس الكمامة وابتعد عني مسافة أمان جيدة. بهذه الطريقة سنعيش فترة المرض في بيتك بطريقة عادية وسيعيشها من في البيت وسينجون من العدوى.
لا تفكر في كوفيد إلا أنه مجرد فيروس برد. أقم معه علاقة طيبة، إذا أوجعك ابتسم وأضحك وتوعده بالويل والثبور وعظائم الأمور، وقل له السن بالسن والعين بالعين. سيكرهك وسيلعن اليوم الذي عرفك فيه.
ركز على السوائل الساخنة بدون سكر. وعلى البروتين الحيواني مثل اللحم الضأن، إنه يمنحك قوة كبيرة في المقاومة.
انس أي مرض مزمن كالسكر والضغط. لا يخدعوك فيقولوا لك إن هذه الأمراض مع كوفيد قمة الخطر. لا خطر ما دامت حالتك المعنوية في السماء.
تجاهل كل النصائح إلا نصائح جسمك، هو دليلك. تنفس بطريقة طبيعية ولا تظن أنك تختنق. استخدم قياس أوكسجين الدم عند الحاجة، لكن لا تكثر منه عمال على بطال.. تجاهله أغلب الوقت.
في الأيام الخمسة أيام التالية زاد الوجع والهزال، فطلبت رنجة وبصلا أخضر وأكلتهما بكل شهية وأنا أوهم نفسي أنني بصحة جيدة، فانتصر الوهم على الحقيقة.
قبل كل ذلك وأثناءه وبعده لا تنس كتاب الله، وأن لكل أجل كتاب. هنا ترتاح أكثر وأكثر.
طبعا واظب على الدواء في مواعيده وأهمها حقنة كل أربع وعشرين ساعة بعد إجراء اختبار الحساسية واعتقد أنها صارت جزءا من بروتوكول العلاج واعتمدوها في الهند بشكل رئيسي.
الف سلامة لكل من أدركه كوفيد وسلم الله الجميع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى