محليات

سارق الأفكار

الدوحة – فوزية أحمد: 

 في كل دائرة عمل أو محيط الأصدقاء، لابد من وجود “سارق الأفكار” الذي يسرق مجهود غيره بعيداً كل البعد عن الضمير والتربية وأخلاق المهنة.

تحدثني إحدى الزميلات قائلة: كانت لدي فكرة لمبادرة مجتمعية توعية هادفة، حالمة بأن فكرتي ترى النور على أرض الواقع، وذات صباح دعوت زميلة لي إلى مكتبي لشرب القهوة ومن بين الحديث، سردت عليها فكرة المبادرة ومحاولة دراستها من جميع النواحي وإمكانية تطبيقها، وعرضت عليها بأن تكون من ضمن فريق العمل، اعتذرت عن المشاركة لجدولها المزدحم، وبعد قرابة الإسبوعين بالصدفة خطف بصري خبر اعلان لزميلتي بتطبيق مبادرتي بكامل التفاصيل ، تلقيت الخبر كلطمة صمت فلا يوجد دليل اثبت فيه عن ملكيتي للفكرة ولكن كلي قناعة بأن سارق الأفكار عند التطبيق سيفشل، إلا إذا كان شخصاً فائق الذكاء.

فعلاً هذا هو الحاصل وحال البعض، يسرق ليهرول إلى مكتب المدير ويعرض عليه الفكرة بأنها من صلب وصميم أفكاره وكأن الالهام طاف بمخيلته ليبتكر الفكرة، مما يحبط ويثبط صاحب الفكرة وقد يؤثر سلباً على إبداعه وعطاءه، فسرقة الأفكار ليست من سمات الشخصية الناجحة وتتدرج تحت السرقات الغير أخلاقية التي يفتقد فيه الشخص ثقته بنفسه وثقته بالآخرين وهناك دراسات تشير بأن 29% من أفكار الموظفين مسروقة.

عند معرفتك بسرقة أفكارك، حافظ على هدوئك بعيداً عن الغضب والانفعال وكن مرناً لتستطيع ان تواجه الشخص وتتضح الرؤية والحقيقة الخافية، وضع بعين الاعتبار بأن الموضوع لا يستحق ان تبذل جهد وتتوتر وتستثير تعسفاً لتبدوا وكأنك طفيف الشخصية وهش التفكير، وإن اعترف بالسرقة واعتذر بأسف، أتركه وشأنه شريطة بأن يعدك بعدم التكرار بالمستقبل.

تقبل بأن بعض الأفكار تسرق وركز على الهدف النهائي بعد تنفيذ الفكرة وحتماً ستكون هناك فرص أجمل لإثبات أفكارك وشخصك وبأن من يسرق افكارك لا يثق بقدراته وإمكانياته وهناك احتمالات بأن الفكرة تتلاشى ويتم اكتشاف السارق بالنهاية، فكن مطمئنًا أن من يسرق فكرة ما، لن يتمكن من تحقيق وجني النتائج، لأن العقل المدبر وراءها هو أنت، وأنت وحدك من يمكنه تطبيقها بأفضل طريقة ممكنة.

 الدين الإسلامي منع الضرر، فسرقة الأفكار اعتداء على حقوق الآخرين وأيضاً تجلب الضرر النفسي لصاحبها، قال الرسول صلى الله عليه وسلم (لا ضرر ولا ضرار)

 تعلم أن تكون استباقيّاً في مشاركة أفكارك واقتراحاتك مع مديرك المباشر ويفضل بأن توثقها بالبريد الرسمي أو من خلال الاجتماع الدوري بتواجد فريق عملك لضمان معرفتهم بصاحب الفكرة، فمعظم نجاحات الأفكار تكون نتاج التعاون مع فريق العمل وليست جهود فردية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى