مناسبات

المصريون يودعون العربي في مشهد مهيب

أشمون – سويفت نيوز:

شيع الالاف  اليوم في جنازة مهيبة رجل الأعمال الراحل محمود العربي بمسقط رأسه بقرية أبو رقبة في أشمون بمحافظة المنوفية. وحزن ملايين المصريين على رحيله، ونعاه عدد كبير من الشخصيات العامة وشيخ الأزهر.

وخيمت حالة من الحزن الشديد على أهالي القرية الذين وصفوه برجل الخير والبر، حيث اشتهر بمواقفه الإنسانية ومساهمته في كافة المشروعات الخيرية بأنحاء مصر حيث كان للراحل دور مؤثر ومحوري في تطوير أداء اتحاد الغرف التجارية المصري، كما ساهم في تطوير وتوطين الصناعة الوطنية.

كان رجل الأعمال الراحل إنسانا بمعنى الكلمة، عاشقا لأعمال البر والخير، وعطوفا على الفقراء، ويقدم المساعدات للمحتاجين سرا دون إعلان أو ظهور إعلامي، ولذلك نال محبة الجميع وحزن الجميع على رحيله.

كان العربي أبرز رجال الأعمال العصاميين وأحد أعمدة ما عرف بالرأسمالية الوطنية، حيث كانت حياته مثالا للكفاح، وجمع ثروته التي تجاوزت مليارا و500مليون جنيه من مبلغ بسيط، بدأ به حياته وتجارته وكان لا يتجاوز 40 قرشا وهو أقل من نصف جنيه.

السيرة الشخصية والذاتية لرجل الأعمال تضمنها كتاب له بعنوان “سر حياتي” روى فيه مراحل نموه المهني ونشأته الريفية وكيفية البداية، حتى وصوله لأن يكون صاحب شركات تضم 40 ألف موظف، وكان يطمح أن يصل عدد العاملين لديه إلى 200 ألف عامل.

ولد العربي عام 1932 في أسرة ريفية فقيرة بقرية أبو رقبة بمركز “أشمون” في محافظة المنوفية، شمال مصر، وتوفي والده وهو في سن صغيرة، انتقل بعدها إلى القاهرة، ليعمل بائعا في محل صغير لبيع الأدوات المكتبية، ثم بدأ العمل في التجارة في سن صغيرة بالتعاون مع شقيقه الأكبر، وادخر مبلغا بسيطا 40 قرشا وأعطاها لشقيقه ليأتي ببضاعة من القاهرة قبل عيد الفطر، وكانت هذه البضاعة عبارة عن ألعاب نارية وبالونات، وقام العربي ببيعها وحقق منها ربحا قيمته 15قرشا ثم جمع الربح ورأس المال وتوسع في بضاعته حتى بلغ العاشرة من العمر.

بعد ذلك انتقل العربي للعمل في القاهرة وبراتب كبير حيث عمل بمصنع روائح وعطور وكان ذلك في العام 1942 لكنه تركه بعد شهر فقط، لعدم قناعته بالعمل لدى آخرين أو العمل الروتيني.
افتتح محمود العربي محلا للأدوات المكتبية ضم 10 عمال، بجانب عمله في تجارة التجزئة، ثم تجارة الجملة، وظل يتوسع حتى زادت تجارته، ورأس ماله لينتقل بعدها للخطوة الأهم في مسار حياته.

قرر العربي أن يحصل على توكيل إحدى الشركات اليابانية الكبري في صناعة الأدوات المنزلية “توشيبا” وفي عام 1974 سافر لليابان للحصول على التوكيل، وحين اطلع وتفقد مصانعهم هناك طلب منهم إنشاء مصنع في مصر، على قطعة أرض يملكها في طريق مصر-إسكندرية الزراعي، ووافق اليابانيون، وتم إنشاء أول مصنع للشركة في مصر تحت رئاسته.

أصبح مصنع العربي مجموعة من الشركات والمصانع وتوسعت في إنتاج كافة الأجهزة المنزلية وتضم بين جنباتها أكتر من 40 ألف عامل ومهندس وإداري يقدمون منتجات يتم تصديرها لأكثر من 60 دولة حول العالم وتحمل شعار “صنع في مصر”.

بجانب ذلك كان رجل الأعمال الراحل محل حب وتقدير من عماله وموظفيه للمساته ومواقفه الإنسانية معهم فهم لا ينسون له قيامه بتوزيع مكافآت وهدايا خلال المناسبات الدينية والاجتماعية، ودخول المدارس، كما لم ينسوا له قيامه باستمرار بصرف رواتبهم كاملة خلال فترة سريان قرار الحكومة ببقاء العمال في منازلهم أثناء تفشي جائحة كورونا كما ساهم في العديد من الأعمال الخيرية الكبري في كافة أنحاء مصر.

لقد ترك الفقيد  تجربة ثرية لإسهامات القطاع الخاص في تعزيز بنية الاقتصاد القومي، وتحقيق التنمية، وتوفير فرص عمل للشباب، من خلال التوظيف الأمثل للتكنولوجيا الحديثة في النهوض بالصناعة الوطنية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى