مقالات

د سعيد محمد الزهراني .. عباقرة من الوطن

 

بقلم المستشار – خالد الجعيد:

الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق فلو نظرنا الى غالبية العظماء لوجدنا خلفهم نساء دفعن بأولادهن الى التعليم فكان الامام الشافعي خلفه أمه وغيره كثير
ومن جبال الباحة سطع نور سعيد محمد الزهراني حيث فقد والده وهو في الرابعة عشرة من عمره حيث أولته  والدته  إهتماما كبيرا واعتنت به  وتحملت مسؤولية الأب لأولادها بالنفقة والتربية
فتخرج من الثانوية العامة والتحق بجامعة الملك سعود كلية الهندسة الكيميائية وحصل على درجة البكالوريوس  في الهندسة الكيميائية بتفوق عام 1988وواصل الماجستير بها وتخرج عام 1990 بنفس التخصص ودرس بجامعة أوكلاهوما للحصول على الدكتوراه وأثناء أحد الإختبارات الدراسية لأحد المواد ( السائل المتحرك ) مع زملائه الذين بلغ عددهم 17 طالبا حصل على نتيجة صفر في الإختبار حيث كان حله للمعادلات بخطوة واحدة ومختصرة عكس حل الدكتور على عدة خطوات مما أستدعى الدكتور لمراجعة حل المعادلة وغير نتيجته الى الدرجة الكاملة
نال د سعيد الزهراني درجة الدكتوراه بتفوق بمعدل 4.4 تخصص فلسفة الهندسة الكيمائية 1994 وعاد الى أرض الوطن
وفي أول أسبوع تلقى عرض من شركة سابك وقدم لهم أربعة أفكار أرسلها بالفاكس وأثناء التوجه الى جامعة الملك سعود للحصول على التعيين تمت الموافقة على فكرتين من سابك وهو يتفاوض مع عميد الكلية لتوقيع عقد التعيين إلا أنه رفض وتم تصعيد عقد التعيين حتى مدير الجامعة وكان عرض سابك مغري بمليون ريال فعمل مستشار في شركة سابك وما زال وخلال مشواره في الأبحاث حصل على وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى والدرجة الممتازة بسبب براءات الاختراع الستة والعشرون سبعة منها في تدمير الأسلحة الكيميائية وتكمن صعوبة الأسلحة الكيميائية بالتخلص منها لذلك عمل د سعيد على السوائل منخفضة الإنصهار والتي تعمل على تكسير السوائل والغازات الكيميائية الضارة في درجات الحرارة العادية دون ان تلحق الضرر بالمكان . وتم تسجيل براءة الاختراع في مجال الأسلحة الكيميائية في الدول المتقدمة بالرغم من صعوبة التسجيل بسبب سرية المعلومات
وبفضل من الله أستطاع د سعيد أن يقنع سابك بعمل مركز سابك للتطبيقات البلاستيكية الذي كلف 472 مليون ريال على مراحل وطاقة بشرية 200 موظف وساهم أيضا بتطوير شركة ستيل بمدينة الجبيل الصناعية بطاقة بشرية 850 موظف
ومن التحديات التي واجهته تآكل اللحام في الأنابيب بسبب غاز هيدروجين الكبريت وتم الإستعانة بشركة أرامكو لتزويد المشروع بقطعة طولها مترين لمواصلة العمل وتمت مطالبة الشركات المصنعة بالخارج لصنع المنتج في السعودية وجاء الرفض مباشرة لأنها تصدر المنتج لنا وبعد البحث في السوق المحلي تم العثور على شركة محلية صغيرة ذات إمكانيات تقنية محدودة وتم التعاون معها لمدة سنتين وزاد من تطويرها دخول صندوق الإستثمارات العامة بنسبة كبيرة من رأس المال وأصبحت الشركة ذات ميزانية ضخمة وطاقة بشرية تفوق 850 موظف
ويعتبر الاقتصاد عجلة التقدم للدول وعندما تستغل كل الطرق العلمية لتحويل النفط الخام الى منتجات بتروكيماوية يعود نفعه على المملكة بأضعاف بيعه كمادة خام
والغاز بنوعيه مصدر أساسي في صناعة البتروكيماويات وشركة سابك ساهمت بصنع حاوية متنقلة تعمل بالطاقة الشمسية تحوي بداخلها أجهزة تحلية المياه المالحة بسعة إنتاجية 5000 لتر يوميا سواء من مياه البحر او الجوفية الساحلية
ويقول د سعيد محمد الزهراني أنا استفدت من الهندسة في حياتي العملية فالإنتاجية تقاس بمعادلة رياضية تساوي النشاط في الانتقائية .
وفي الختام  يحق لنا أن نفخر بعقول الوطن مثل د سعيد الزهراني الحاصل على العديد من الجوائز المحلية والدولية لسنوات متتالية وعضو مشارك في المجالس والمراكز .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى