ثقافة

الرسم بالدبابيس.. قصة تشكيلي يخوض تجربة الفن النادر باليمن

سويفت نيوز- وكالات

لم يكتفِ الفنان اليمني الشاب عزيز عبدالعليم المعافري، بكونه رسامًا تشكيلياً محترفًا، وذهب يختبر قدراته في فنون جديدة وغاية في الصعوبة.

فالفنان التشكيلي المنحدر من بلدة “المعافر” التاريخية العريقة إلى الجنوب من مدينة تعز (جنوبي اليمن)، والخريج من قسم الفنون الجميلة بكلية الآداب، جامعة تعز، خاض تجربةً نادرة، لم يسبقه إليها إلا قلة قليلة من الفنانين أو التشكيليين اليمنيين.

وقام مؤخرًا برسم صورة للفنان اليمني الكبير أيوب طارش عبسي، باستخدام “الدبابيس”، وهي طريقة نادرًا ما تستخدم من قبل الرسامين، وتتطلب خبرةً ومهارةً كبيرتين.

يتحدث عزيز مع “العين الإخبارية” عن طبيعة فن الرسم بالدبابيس وفكرته الأساسية، معتبرًا إياه تجربة فنية تستخدم خامات وأدوات صعبة نوعاً ما.

ويرى المعافري أن هذا الفن صعب إلى حد كبير على من جربه من قبل، وغاية في الصعوبة لمن لم يجربها، ويقف أمامها متحيرًا في طريقة أدائها.

وبالنسبة لفكرتها الأساسية، فيؤكد أن هذا الفن يندرج تحت ما يسمى بالأشغال اليدوية الفنية، وهي أنواع مختلفة، ولها طرق وخامات كثيرة.

ويلفت عزيز إلى أن طريقة الرسم بالدبابيس كانت فكرته واختياره، ويقول: “بحسب علمي، أعتقد أنني الوحيد الذي خاض هذه التجربة على المستوى اليمني، ولم يسبقني إليها أحد”.

ويشير إلى أنه في بداية خوضه لغمار هذه التجربة، واجه صعوبة كبيرة في الرسم بالدبابيس، باعتبارها طريقة صعبة ومكلفة حتى من ناحية التخطيط والأداء، ومحاكاة الصور المستهدفة بالرسم.

ويضيف: “كانت البداية متأرجحة بين الحيرة والتردد وبين خوض التجربة والمجازفة، واحتجت أن امتلك الإصرار والتحدي لتجسيد هذا العمل، وبمجرد بدء أولى الخطوات شعرت بالاستمتاع وتدفقت إلى نفسي الثقة لإنجاح العمل على أكمل وجه”.

ويقول: “الإصرار والدوافع الذاتية للتجربة هي ما جعلني أدخل عالم هذا الفن، دون أي تعلم أو تدريب مسبق، وإنجاز هذه اللوحة بحد ذاته يعتبر تعلما وتدريبا على رأس العمل”.

ينوه التشكيلي اليمني إلى أن أي فن يهدف لتحقيق أهداف وإيصال رسائل، فالأمر ليس مجرد ترفيه أو ترف، بل رؤية وغاية كأي فن آخر.

ويقول: “من أهدافي بالرسم بهذه الطريقة الوصول إلى قمة النجاح بأصعب الطرق، وتحدي الذات ومواجهة أي صعوبات أو عوائق لتحقيق هذا الهدف”.

ويضيف: “فالرسائل التي أود إيصالها عبر هذا الفن هي رسالة تحدي وإصرار وصبر للنجاح، وإتقان أي عمل، وأنه مهما كانت الصعاب كبيرة، بسبب الحروب أو غيرها من الظروف الأخرى، وشحة المواد المستخدمة والإمكانيات، إلا أننا سوف نرسم بالدبابيس، وسنرسم بالمسامير، وسنرسم بقصاصات الورق، وحتى سنرسم بمخلفات البيئة، ولن يوقفنا أي عائق أمام إيصال رسالتنا الفنية”.

ويعتقد عزيز أن مستقبل هذا الأسلوب سيكون نادرًا، حيث أن صعوبة هذه الطريقة وتكلفتها الكبيرة، تجعل من مسألة انتشاره صعبة بعض الشيء، وقد تستغرق وقتًا طويلا.

ويفخر المعافري برسم صورة للفنان اليمني العملاق أيوب طارش، بطريقة الدبابيس، معتبرًا ذلك تحديا كبيرا بحد ذاته، وجعله يعمل بإخلاص ومصداقية؛ تقديرًا وحبًا لمطرب اليمن الكبير، وللفن بشكل عام.

وينشط التشكيلي عزيز المعافري في مجال رسم أنواع مختلفة من الرسوم، بمختلف الأساليب التشكيلية، والتي تؤكد خبرته وتمرسه في هذا المجال من الفن، إلا أن تجربة الرسم بالدبابيس هي الأولى في مشواره الفني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى