مقالات

جذور نادي البحرين راسخة في تراب أم المدن

بقلم – محمد العليوي:

قبل أيام قليلة ماضية لم يهدأ تلفوني من المكالمات الواردة والرسائل الكثيرة من قبل العديد من الشخصيات الرياضية في الوسط الرياضي ومن خارجه، وطالبني الجميع بالكتابة عن موضوعنا اليوم والذي أصبح حديث الساعة في الأوساط المحلية، حيث ضجت منصات وسائل التواصل الاجتماعي من ردود أفعال غاضبة وغير راضية بخصوص الاقتراح الذي غرد به الأخ العزيز الشيخ زياد بن فيصل آل خليفة بخصوص نقل نادي البحرين من جزيرة المحرق العريقة إلى مدينة حمد. 

وهذا كان مجرد اقتراح نابع من وجهة نظر خاصة بالشيخ زياد، وهذا رأيه الشخصي وحرية الرأي مكفولة في بلد تسوده الديمقراطية. 

ومن يعرف شخصية الشيخ زياد يعي جيدا بأنه لم يقصد الإساءة إلى نادي البحرين العريق ولا لرجالاته الكرام ولا لتاريخ النادي العريق؛ لأن «بوفيصل» إنسان رياضي مميز ويملك الخبرة والثقافة والأخلاق العالية، التي لا تسمح له بالإساءة إلى أي كيان أو أي مؤسسة رياضية. 

بالرغم أنني شخصيا غير مقتنع وضد هذا الاقتراح جملة وتفصيلا، وذلك لعدة أسباب واقعية معروفة لدى الرأي العام من حيث عراقة النادي وتاريخه الحافل وجذوره الراسخة والمتأصلة في أعماق ثرى مدينة المحرق الشماء. 

ومن أسس النادي هم رجالات من أبناء مدينة المحرق ولهم تاريخهم وباعهم الطويل في الحركة الرياضية البحرينية منذ بداية تأسيسها. 

وأما بخصوص مدينة حمد، تلك المدينة العزيزة على قلوبنا كمواطنين ومقيمين لأنها تحمل مسمى عزيزا وغاليا علينا جميعا وهو اسم صاحب الجلالة الملك المفدى حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه وسدد على طريق الخير خطاه. 

وقد طالبت في عمود سابق من هجمة مرتدة قبل ثلاث سنوات تقريبا في العدد رقم 10595 الصادر في يوم الخميس الموافق 12 أبريل 2018 بأحقية مدينة حمد في إنشاء ناد ثقافي ورياضي نموذجي على أعلى مستوى أسوة بالمدن والقرى الأخرى يكون أسم النادي على أسم المنطقة، وكان ذلك في العمود الذي حمل عنوان: «يجب إعادة هيكلة الأندية المحلية»؛ نظرا لما تمتلكه مدينة حمد من الرقعة الشاسعة من حيث المساحة الجغرافية والكثافة السكانية الكبيرة، حيث إن إنشاء ناد كبير في تلك المنطقة سيكون من أهدافه لم شمل شباب مدينة حمد من الجنسين، بعد أن شهدت المدينة العديد من قصص وروايات الضياع لبعض الشباب الذي انجرف وراء مغريات الدنيا واتبع الطرق غير السوية. 

 

خلاصة الهجمة المرتدة:

لنعود إلى محور حديثنا اليوم بخصوص عراقة نادي البحرين الذي يعد واحدا من أعرق الأندية البحرينية، إذ بدأ ناديا يركز على النشاط الاجتماعي والثقافي وكان النشاط الرياضي بشكل جزئي ثم أدرج النشاط الرياضي بشكل كامل ضمن أنشطته المتعددة. 

وتأسس نادي البحرين في مدينة المحرق سنة 1936، لكنه لم يكن لديه نشاط رياضي، بل كان ناديا اجتماعيا ثقافيا، ومع نهاية الستينات اتخذ فريق النهضة لكرة القدم من إحدى الغرف بنادي البحرين مقرا له، ومن هنا بدأت تتبلور فكرة كرة القدم في النادي، إذ يعد النهضة هو البذرة التي يمتد منها فريق البحرين لكرة القدم الذي يمثل النادي في الزمن الحالي.

تأسس النهضة في بداية الخمسينات من القرن الماضي، وكان أحد الفرق المؤسسة للاتحاد البحريني لكرة القدم سنة 1957، وبعدما اندمج الفريق رسميا مع نادي البحرين، ليلعب في الدوري باسم نادي البحرين منذ موسم 1971-1972.

ويعد نادي البحرين ثاني أقدم نادي في الجزيرة الأم «المحرق» بعد نادي المحرق الثقافي والرياضي العريق الذي تأسس في 1928 حيث تعود جذور تأسيسه إلى الانطلاقة الأولى للعبة كرة القدم الشعبية، والتي تكونت خلالها عدة فرق كروية بمدينة المحرق مثل فريق الخليفية والشبيبة والفتيان، وهي في نهاية المطاف اندمجت لتكون نادي المحرق. 

وخلاصة الكلام.. فإنه لا يعقل نقل نادي البحرين العريق وجذوره ثابته ومتأصلة في تراب جزيرة المحرق العتيدة، وكذلك لا يمكن التطرق لهذا الموضوع بتاتا؛ 

لأنه حتما سيكون هناك رفض تام ليس من قبل أعضاء ولاعبي وجماهير نادي البحرين فقط! وإنما سيتم رفض هذا المقترح أو الموضوع برمته من قبل جميع أهالي جزيرة المحرق الشامخة بالتاريخ الوطني الحافل والحركة الثقافية والرياضية والاجتماعية على مر الأزمان والأجيال. 

«نادي البحرين ومدينة المحرق وجهان لعملة واحدة» لا تقبل التغيير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى