مناسبات

الدوخلة يعيد إحياء الموروث الشعبي

سويفت نيوز_الدمام

10

ينشط عدد من سيدات المنطقة الشرقية هذه الأيام في صنع الدوخلات، وهي سلال صغيرة تصنع من الخوص ويوضع بها زرع وترمى في البحر يوم عيد الأضحى مع ترديد أهازيج وأناشيد قديمة، وهي عادة شعبية أعاد مهرجان الدوخلة السنوي في محافظة القطيف إحياءها.
وتدر صناعة الدوخلات على تلك السيدات دخلا سنويا مربحا، فبعضهن يعملن في بيع الأعمال اليدوية طوال العام، إلا أنهن يتفرغن خلال هذه الفترة لصنع السلال الخوصية للدوخلات.
إحياء العادة

رغم اندثار هذه العادة لأعوام عدة، إلا أنها عادت للحضور بقوة منذ نحو 10 سنوات مع مهرجان الدوخلة، وأصبحت من أكثر العادات الشعبية انتشارا بين أبناء الجيل الحالي، وهواية ووسيلة تدر دخلا سنويا لكثير من الأسر.
وينتظر الأطفال وعائلاتهم بالمنطقة الشرقية حلول عيد الأضحى لإلقاء الدوخلة في البحر مرتدين أزياء تراثية خليجية، في انتظار عودة الحجاج المسافرين بعد أن يؤدوا مناسك الحج، حيث كانت تصنعها الأمهات قديما لأطفالهن مع بدء توجه أحد ذويهم للحج، ويزرعن البذور في الدوخلات مع بداية الرحلة التي كانت تستغرق أسابيع، وترمى في البحر مع انتهاء مناسك الحج، مع ترديد أناشيد تدعو بعودة الحجاج سالمين إلى ذويهم.
صناعة مربحة

وقالت كوثر السالم التي بدأت عمل السلال الخوصية كهواية منذ ثلاثة أعوام: أخصص شهرا قبل عيد الأضحى لصنع أكبر قدر ممكن من السلال الخوصية بأحجام متفاوتة، حيث أستخدم في صنعها خوص النخيل فقط الذي أوفره قبل الشروع في عملها بدون تكلفة من نخيل مزرعتنا، ثم أغسلها وأنشرها، كما ألون بعضها لأصنع منها سلالا ملونة.
وأضافت كوثر، أصنع سلالا في اليوم تتراوح بين 8 و15 سلة، وتشاركني قريباتي في بعض الأحيان في تصنيعها، حيث ورثنا عادة صنع الخوصيات عن جدتنا التي عملت سنوات في صنع السلال، مشيرة إلى أن أسعارها تتراوح بين 5 و20 ريالا، وتباع قبل الموسم فارغة، لكنها تجهز قبل العيد بأيام بزرعها ليصل سعرها إلى 50 ريالا.
تصنيع وتسويق

وبحسب إحدى العاملات في صناعة الدوخلات، فإن موسم بيع الدوخلات يدر عليها دخلا يتراوح بين 2000 و5000 ريال خلال شهر واحد، بداية من فترة بيعها وانتهاء بوقت رميها في البحر، ولا تقتصر هواية صنع الدوخلات على السيدات، بل يمارسها بعض الشباب كنوع من التسلية ورغبة في تعلم مهنة الأجداد، إلا أن أغلب النشاطات الشبابية تتجه لصنع السلال الكبيرة والحصير، فيما سهلت وسائل التواصل الحديثة عملية تسويقها، حيث تعرض صانعات الدوخلات ما لديهن من مصنوعات على صفحات التواصل الاجتماعي، ويسوقن من خلالها لبيع ما ينتجنه من دوخلات وأعمال يدوية أخرى.
كرنفال شعبي

وتلي مرحلة صنع الدوخلات مرحلة تجهيزها، حيث يتم وضع رمل وأحد أنواع الحبوب بداخلها وتركها في الشمس مع سقيها بشكل يومي حتى تنمو تلك الحبوب وتظهر كزرع، وتعمل بائعات الدوخلات على زرع النباتات في أحواض خارجية ووضعها لاحقا في السلال المتبقية لبيعها جاهزة قبل العيد، بينما يجهز أغلب من يشتريها الزرع بداخلها قبيل العيد بفترة، ويتجمع على ساحل البحر في يوم العيد آلاف الأطفال لرمي دوخلاتهم التي جهزوها بأنفسهم، أو التي اشتروها جاهزة، ليستمتعوا بلحظة رميها في كرنفال شعبي أصبح يتكرر كل عام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى