مقالات

القانون لا يحمي الأغبياء

بقلم – حمود عوده الشمري:

 

كثيراً ما نسمع هذه العبارة القديمة والمتجددة والجافة التي لاتحمل أي معنى للإنسانية بعالمنا العربي الكبير، ولا شك أن مبتكرها ضليع في القانون وممن شاركوا بكتابة بنوده وساهموا بترك تلك الثغرات التي لا يتنبه لها ذلك الإنسان العادي حسن النية والذي يصفونه بـ (المغفل أو الغبي) لانه لا يتمتع بنفس درجة مكرهم وخبثهم ودهائهم ، تركوها للإطاحة بذلك المسكين ونُصرة موكليهم ، ولا يتم اكتفائهم بخداعه والمشاركة بنهب حقوقه ونصرة موكلهم عليه بل يقومون بالشماتة بسقوطه بالحفرة التي حفروها له عند وضعهم تلك المطبات والثغرات القانونية ليسقطوه بها دون علمه ، وكأني بهم يخدعون أنفسهم بإطلاق تلك العبارة الظالمة.

ولو سلمنا جدلاً أن (القانون لايحمي المغفلين) فلماذ تصيغونه ليكون كذلك ؟! ، ولماذا تجعلون منه حامياً للمحتالين والنصابين؟!
ولماذا يتم إخراج ذلك المجرم أو المحتال أو حتى القاتل كالشعرة من العجين عندما يقوم بتوكيل محامٍ مشهور يتقن الخروج من دهاليز وثغرات ذلك القانون؟!

ولماذا تم تطويع القانون وجعله وسيلة مطاطة لا يتقن اللعب بين متاهاتها سوى المحامين المهرة فقط؟!
وختاماً اناشد الجهات المختصة وذوي الضمائر الحية أن يكونوا أكثر إنتصاراً للطيبين وتمكينهم من حقوقهم والعمل على إيقاف وصمهم بالغباء، وأن يعملوا على سد تلك الثغرات التي يتمكن المحتالين من النفاذ من تطبيق الأحكام بحقهم ، وأهيب ببعض السادة القضاة بمحاكم العالم أن يحكّموا ضمائرهم ويحكموا بروح القانون وينصبوا أنفسهم حماة للعدل والطيبون ويداً مؤدبة للمجرمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى