مقالات

 بنك النوم

بقلم – دكتور مهندس عبد الرزاق المدني:
كثيراً منا لا يهتم بموضوع النوم ويستهتر بالعناية به رغم أهميته الكبيره للإنسان وتركيبة جسمه البيولوجية الدقيقة جدا والتي تتحكم بوظائف جسمة المختلفة ، كما أن القرآن الكريم وضع لنا أوقات للنوم حيث
ذكر الله سبحانه وتعالى لنا في كتابه الكريم ظاهرة النوم في معرض الامتنان علينا، والبيان لنا بأن هذه الظاهرة آية من آياته؛ وهذا البيان يدلنا على أمور كثيرة منها: إثبات أن النوم ضروري للإنسان، ومنها حصول الضرر لمن يخالف الفطرة التي حباها الله لجميع خلقه للتمتع بالنوم، ومنها أن عدم النوم بالمقدار الذي يحتاجه الإنسان منه قد يفضي إلى الهلاك. إلى غير ذلك من المعارف حول هذه الظاهرة مما كان الإنسان في عصر تنزل القرآن الكريم على جهل تام بها؛ وما ذلك إلا لكونها مصنفة وإلى زمن قريب مع الأسرار الكونية، التي لا يحيط بها علماً سوى الله جل وعلا.
وبعد أكثر من ١٤٤٠ سنه أثبتت البحوث العلمية، كثراً من الحقائق المتعلقة بالنوم فإنه قد استطاع الإنسان إدراك مناط الحقيقة الكامنة وراء وصف الله جل وعلا لهذا النوم بأنه آية من آياته جل وعلا.
ومن النصوص القرآنية المتعلقة بالنوم:
قال تعالى:   {وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا (9) وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا (10) وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا (11)} [النبأ]  أي: راحة لكم، وقطعا لأشغالكم، التي متى تمادت بكم أضرت بأبدانكم، فجعل الله الليل والنوم يغشى الناس لتنقطع حركاتهم الضارة، وتحصل راحتهم النافعة.

وقوله تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا﴾ الفرقان: 47.
وقوله تعالى كذلك : ﴿وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا﴾النبأ: 9.
كذلك قوله عز وجل: ﴿اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾الزمر: 42.
وكذلك وقوله جل جلاله: ﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ﴾القصص:
وكذلك قوله تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا﴾النبأ ٩

وهناك العديد من التعاريف للنوم ومنها : أنه حالة طبيعية تتعطل معها جميع القوى
ويؤكد هذا المعنى قول آخر :(النون والواو والميم أصل صحيح يدل على جمود وسكون حركة.
والذي لا نعرفه عن النوم هو انه يتم في الإنسان بغير إرادته فالإنسان لا يملك السيطرة على النوم وقد يتمناه محتاجاً إليه فلا يستطيعه وقد يشتهي السهر فيغلبه سلطان النوم، وقد إتضح للباحثين من علماء الطبيعة مدى أهميه النوم للحياة وهو أهم من الطعام والشراب.
ومن المستغرب جداً أن بعض الناس لا يعترفون بالأبحاث والنصائح الطبية ولا يلقون إعتبار لتلك الأوقات
إن عدم النوم يؤدي إلى أمراض كثيرة وربما الموت عند التمادي في السهر كما أن هناك مركز في دماغ الإنسان يدعى مركز تخزين النوم (بنك النوم ) حيث يقوم بإيداع الساعات التي لا ينامها الإنسان فمثلاً إذا كان جسمك يحتاج إلى النوم ٨ ساعات ونمت ٥ ساعات فإن الدماغ يخزن الثلاث ساعات في هذا المركز ويجمّعها ومن ثم يفرغها في يوم من الأيام فتجد نفسك تنام وقت طويل ولا تصحى قبل أن تسدد ماعليك من ساعات!!! لا تستغرب من ذلك لأنني قبل سنوات كنت أستغرب من ذلك ولكنني كنت أشاهد التلفزيون فكان برنامج إستضاف عميدة كلية طب النوم وتكلمت عن ذلك بإسهاب ومن يومها وأنا أحاول فهم ذلك العلم الذي له تأثير على سلوكيات الإنسان وهو بحر غزير يمكن التعمق فيه بإسهاب
لفد أكتشف العلماء أن مواعيد النوم تختلف بإختلاف الأوقات التي ينام فيها الإنسان فمثلاً إذا كنت تنام مبكراً فإن لذلك فائدة كبيرة لذا ترى القرويين وسكان المدن الصغيرة ذو صحة جيده ويعمرون أكثر من غيرهم لأنهم ينامون مبكراً ويصحون مبكراً

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى