مقالات

النقل البحري و متغيرات العصر (٢)

 

بقلم دكتور مهندس – عبد الرزاق المدني:

نواصل اليوم اللقاء معكم في مقالة جديدة من سلسلة من المقالات التي تخص النقل البحري ويمكن أن تكون من واقع خبرتنا الممتد لأكثر من ٤٣ عاماً
الحلقة الأولى:
يعتبر النقل البحري شريان الاقتصاد العالمي حيث يتم نقل أكثر من ٨٠ % من إجمالي حجم التجارة العالمية على السفن
و بدون النقل البحري لا تتم التعاملات التجارية بين مختلف دول العالم سواء كانت تتعلق بمواد غذائية أو منتجات مصنعة أو أولية أو نفط وخلافه وهو ما يعني أن معظم العالم سيموت جوعاً لا سح الله عند توقف النقل البحري وتعتبر الواسطة البحرية من أغلى الاصول حيث تتراوح تكلفة بناء سفينة واحدة من ١٠مليون – مليار ونصف دولار بينما تقترب الإيرادات السنوية للأسطول البحري العالمي من الترليون دولار وهو ما يمثل حوالي ٧ % من حجم الاقتصاد العالمي.
وتمثل الموانئ العالمية والاسطول التجاري البحري محوراً أساسياً النقل البحري حيث أن لها دورا رئيسيا في حركة البضائع واجور النقل ودفع حركة التطور الاقتصادي والنظام اللوجستي العالمي ومع زيادة الاهتمام بهذا النشاط الاقتصادي الكبير إلا ان القطاع البحري يواجه تحديات كثيرة محلية ودوليه سوف نتطرق لها في حلقات قادمة إن شاء الله .

النقل البحري نوع من النقل المائي الذي يتم من خلاله نقل الأشياء على المسطحات المختلفة التي تسير على المياه إلى مناطق أخرى بإستخدام الوسائط المائية التي تسير عبر المياه سواء بحار أو أنهار ويتم نقل معظم هذه البضائع بين بلدان العالم بواسطة سفن مختلفة الأنواع والأحجام وسوف نتطرق لأنواع السفن لاحقاً.
ويعد النقل البحري من وسائل النقل القديمة التي إستخدمها الإنسان منذ بداية البشرية وخاصة في الدول المطلة على المحيطات والأنهار والبحار والبحيرات ويعود ذلك إلى عهد الفراعنة حيث أنهم أول من إستخدموا السفن الشراعية والقوارب الخشبية وتلاهم الفينيقيون والإغريق والرومان حتي العصر الراهن ومن ثم تطورت مع بدايات الثورة الصناعية إلى أن وصلت إلى ما وصلت إليه الآن من سفن حديثة تصل حمولاتها إلى مئات آلاف الأطنان وسرعات تفوق ٥٠ ميل بحري/ ساعة وخاصة سفن الحاويات التي تحمل حاويات (٤٠قدم) تصل إلى ٢٠ ألف حاويه وكذلك سفن الركاب (كروز) التي تحمل ركاب يفوق عددهم ٦ آلآف راكب وكذلك ناقلات النفط الضخمة التي تصل حمولاتها إلى ملايين البراميل كما أنها أصبحت تسير بقوة محركات تعمل بالنفط والغاز وبعضها بقوة الطاقة النووية ويعتبر اليونانين والنرويجيين من أعرق الدول في النقل البحري الحديث حيث تقوم بدعم الشركات البحرية الوطنيه وقطاع النقل البحري بدعم يصل إلى ٨٠٪؜ من التكاليف.
ولا ننسى دور المسلمين في بناء السفن وخوض البحار، من أجل نشر الديانة الإسلامية والتجارة بما لهم من دراية ومعرفته بعلم الفلك وإستخدام البوصلة ورسم الخرائط، مما يذكرنا بمعركة ذات الصواري المعركة البحرية التي حدثت في عام ٣٥ هجريه ٦٥٥ ميلادية بين المسلمين والبيزنطيين وإنتهت بنصر المسلمين
وكانت سفن العرب والمسلمين تجوب البحار إلى الشرق والغرب ولاننسى وصول العرب إلى أمريكا قبل إكتشافها من كولوبوس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى