أخبار دولية

مؤسسة البصر الخيرية العالمية .. ٢٨ عاما مضيئا لمكافحة العمى في اليمن

 

 

جدة ـ سويفت نيوز

أيادي بيضاء خيرة وكريمة امتدت لتزيح حجبا سوداء قاتمة غطت على عيون ملايين المحتاجين في العالم ومنهم فقراء اليمن.. كانت الرؤية بالنسبة لهم مجرد آمال وأحلام تراودهم فأضحت حقيقة واقعة بفضل الله تعالى ثم بفضل مؤسسة البصر الخيرية العالمية التي اضطلعت بدور ريادي وجهود جبارة ومميزة في هذا الاتجاه، وصارت المنظمة الطبية الإسلامية الوحيدة المتخصصة في مكافحة أمراض العيون على مستوى العالم.

لتسليط الأضواء على أعمال وجهود هذه المؤسسة الريادية وأنشطة مخيماتها وكذا مستشفياتها في اليمن.. التقينا بممثل مؤسسة البصر الخيرية العالمية في اليمن الأستاذ محمد بن حسن الحميري وأجرينا معه اللقاء الصحفي التالي حصيلته :

 

 

 

– مؤسسة البصر صرح متميز في طب العيون ماذا عن نشاطها؟

 

– بداية أقدم شكري وتقديري لكم وللقائمين على مؤسسة عدن الغد التي ذاع صيتها وأصبحت رائدة في مجال الإعلام.. وأود الإفادة هنا أن مؤسسة البصر الخيرية العالمية مؤسسة خيرية تطوعية غير حكومية وغير ربحية مركزها الرئيسي في المملكة العربية السعودية، وتستهدف مكافحة العمى على مستوى العالم، إذ تعمل في ٤٧ دولة برئاسة أمينها العام  البروفيسور عادل بن عبدالعزيز الرشود وتحت شعار(لعيون تبصر الأمل) وقدمت حتى الآن خدمات في الفحص والمعاينة لقرابة ٢٧ مليون نسمة ونفذت أكثر من ٢ مليون عملية من خلال ١٦٢٧ مخيما مجانيا و٣١ مستشفى.

 

 

 

بداية فكرة التأسيس:

 

 

 

– كيف كانت البداية؟ وما طبيعة نشاطها في اليمن؟

 

– بدأت فكرة المؤسسة عام ١٩٨٩م على يد البروفيسور عادل بن عبدالعزيز الرشود بالنزول إلى مناطق في أفريقيا وإجراء عمليات وتقديم خدمات في طب العيون.. فتوسع العمل وانتشر في كثير من دول العالم، وكانت البداية هي مخيمات، وفكرة المخيمات أن يذهب فريق طبي يحمل معه الأجهزة والمستلزمات وجميع الاحتياجات إلى منطقة نائية لا تتوفر فيها الخدمات الطبية وبالذات خدمات طب العيون، فيتم فحص الناس الذين يعانون من مشاكل النظر، فمنهم من يحتاج إلى نظارات قراءة ومنهم من يحتاج أدوية ثم أيضا الذين بحاجة إلى عمليات إزالة المياه البيضاء والتي ثبت علميا أن ٧٠% منها تسبب العمى في العالم وربما بنسبة أعلى، وهناك إحصائيات تذكر أن 50 – ٧٠ % من أسباب العمى في اليمن هي المياه البيضاء.

 

 

 

النشاط في اليمن:

 

 

 

وفيما يتعلق بنشاطنا في اليمن، فقد بدأت المؤسسة أعمالها بإقامة أول مخيم عام ١٩٩٣م وواصلت تنفيذ سلسلة المخيمات حتى بلغت ١٠٨ مخيمات حتى الآن.. ولدى المؤسسة حاليا ٤ مستشفيات هي مستشفى هيا اليحيا التخصصي لطب العيون في المكلا وأنشىء عام ١٩٩٩م ومستشفى مكة التخصصي لطب العيون في عدن وأنشىء عام ٢٠٠٤م ومستشفى مكة في مدينة جبلة بمحافظة إب وأنشىء عام ٢٠١٣م ومستشفى مكة في مأرب حديث العهد أنشىء في أكتوبر ٢٠١٩م، وجميع هذه المستشفيات تواصل تألقها وصارت صروحا طبية متخصصة بأمراض العيون يشار إليها بالبنان.

 

– كم عدد الذين تم فحصهم ومعاينتهم إجمالا وكذا العمليات وغير ذلك؟

 

– منذ بداية العمل في اليمن وحتى الوقت الراهن جرى معاينة وفحص ما يقارب ٥٠٠ ألف شخص و٤٠ ألف عملية وصرف ١٠٠ ألف نظارة في المخيمات فقط، أما في المستشفيات تم فحص ومعاينة مليون و٢٠٠ ألف شخص وإجراء ما يتجاوز ٤٧٠ ألف عملية.

 

– وماذا بشأن الفريق الطبي والفني القائم بالعمل؟

 

– لدينا في اليمن فريق طبي متكامل، وحاليا نعتمد ١٠٠% على الفريق الطبي المحلي، فلدينا ٣٠ طبيبا وطبيبة تم تدريبهم في مؤسسة البصر الخيرية العالمية وحققوا نجاحا طيبا وبذلوا جهودا كبيرة في هذا المجال وحلوا محل الأطباء من خارج اليمن الذين كنا نعتمد عليهم كليا، كما أن لدى مستشفياتنا في اليمن فريق كبير من الكوادر الوطنية العاملين في المجال الفني والتمريضي والأعمال المساندة وصل عددهم إلى أكثر من ٣٠٠ فرد.. ونود الإشارة هنا إلى أنه يوجد لدينا بعض الأطباء السوريين وغيرهم من الخارج غير أن النخب الطبية والكوادر الفنية الوطنية إجمالا نسبتها ١٠٠% ونحرص على رفع مستوى قدراتهم..

 

– كيف هي مستويات الأجهزة الطبية المتوفرة لدى مستشفياتكم؟

 

– مستشفيات المؤسسة في المكلا وعدن وجبلة ومأرب تعتبر من أكثر المستشفيات تقدما وتطورا من ناحية الأجهزة التشخيصية والعلاجية التي تلبي الاحتياجات اللازمة لتشخيص ومعالجة مختلف أمراض العيون، بحيث أصبحت تستقطب أعدادا متزايدة من المرضى المراجعين، وباتت مراكز جذب للاستشفاء فيها لجودة خدماتها ونظرا لرسوم العلاج المخفضة، ونحن مازلنا نبحث ونسعى بكل جدية لتطوير مستوى الخدمات والتوسع في إنشاء مزيدا من المستشفيات في مختلف مناطق اليمن.

 

الإعفاءات والتخفيضات:

– كم بلغ إجمالي الإعفاءات والتخفيضات في مستشفيات المؤسسة في اليمن؟

– في العام الماضي ٢٠١٩م فقط بلغت التخفيضات والإعفاءات في مستشفيات المكلا وعدن وجبلة ومأرب ١٠٠ مليون و٥٨٠ ألفا و٢٦٥ ريالا موزعة على النحو التالي: العمليات: ٦٤ مليون و ٤٧٥ ألفا و٣٣٢ ريالا/ العيادات: ١١ مليون و٢٨٠ ألف و١٢٦ ريالا/ الأدوية: ٤ ملايين و٧٧٦ ألفا و٦٢٠ ريالا/ النظارات: ٥ ملايين و٨٤٧ ألفا و٦١٤ ريالا/ مستلزمات أخرى: ١١ مليون و٤٠٢ ألف و٤٦٥ ريالا.

 

 

 

أهداف المؤسسة:

– ما هي أهداف المؤسسة؟

 

– للمؤسسة ٤ أهداف رئيسية هي:

 

أولا – إقامة مخيمات متنقلة مجانية بكل خدماتها وبالذات في المناطق التي يحتاج الناس إلى خدمات طب العيون وهذا محقق بإذن الله.

 

ثانيا – إنشاء المستشفيات التخصصية والمراكز الدائمة لعلاج الحالات التي تستدعي التخصصات الدقيقة ، ولدينا في اليمن ٤ مستشفيات لهذا الغرض.

 

ثالثا – تدريب وتأهيل ورفع مستوى قدرات الفرق الطبية والكوادر الفنية وكذا المهارات الحرفية المتخصصة في صيانة الأجهزة وهو ما تحقق بعد أن كانت المؤسسة تعتمد على مثل هذه الفرق من خارج البلد.

 

رابعا – تعزيز جانب التكافل الاجتماعى عن طريق تقديم هذه الخدمات الطبية الجليلة بصورة ميسرة.

 

 

 

نشاط مستشفى مكة في عدن:

وعلى هامش اللقاء الصحفي بممثل المؤسسة التقينا مدير مستشفى مكة التخصصي لطب العيون الأستاذ عمار أنور عمر الذي استعرض نشاط المستشفى وأعماله العالية الجودة والمتقنة بجهود أطبائه وطبيباته وأنشطته الفنية والإدارية المنظمة، حيث أوضح أن المستشفى يستقبل يوميا عددا كبيرا من مرضى العيون يتراوح ما بين ٤٠٠ – ٤٥٠ شخصا من مختلف الأعمار يأتي أغلبهم من المناطق الريفية ومن المدن القريبة.

 

وعن العمليات الجراحية أفاد بأن العمليات الجراحية تشمل المياه البيضاء والمياه الزرقاء وتخصصات أخرى دقيقة لكن أغلبها المياه البيضاء حيث يتراوح عدد العمليات يوميا ما بين ٤٠ – ٥٠ عملية كحد متوسط، وقال: إن المستشفى يساهم بفعالية في مساعدة المجتمع من ناحية رسومه المخفضة وخاصة الحالات الفقيرة، ولدينا قسم خاص بالبحث الاجتماعي المتخصص بالتخفيضات في أسعار الخدمات للمرضى والتي هي في الأساس متدنية التكاليف مراعاة  لأوضاع الناس  المادية مقارنة بالمستشفيات والمستوصفات المماثلة.. إذ أن معدل التخفيض شهريا يصل إلى ٤ أو ٥ ملايين ريال ونحن مستمرون في تقديم أفضل الخدمات والأنشطة الطبية رغم الصعوبات والظروف المحيطة التي تمر بها البلاد.

ختاما :

٢٨ عاما مضيئا في مسيرة مؤسسة البصر الخيرية العالمية في ربوع اليمن.. من النجاحات المهمة في مكافحة العمى في أوساط مئات الآلاف من فقراء اليمن كان استعادة النظر لديهم حلما فأصبح حقيقة، ٢٨ عاما من الجهود الرائعة في سبيل الحد من الإعاقات البصرية ، ساهمت في جانب منها كشركاء المنظمات غير الحكومية والهيئات التمويلية والمؤسسات الخيرية.. جهود تستحق كل الثناء والتقدير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى