مقالات

فتّش عن الأنثى

 

بقلم – د. سعود المصيبيح:

من صلاح الأسرة ونجاحها فتش عن الانثى. ومن صلاح الأبناء والبنات فتش عن الأم. وعندما ترى السلوك المهذب لدى بعض الأطفال وطريقتهم في الحديث والحوار بكل أدب واحترام وأسلوبهم في استقبال الضيوف ومنهجهم في التعامل مع الأكبر سناً وقدراً فابحث عن الأنثى وعن المرأة التي تولت تربية هؤلاء النشء حتى وصلوا إلى ما وصلوا إليه.

ربما تكون أمّاً صالحة أو ربما تكون جدة مميزة أو ربما تكون أختاً معطاءة أو ربما تكون زوجة أب فاضلة. المهم هو أن المرأة هي التي يمكن أن تحدد مسار المجتمع وتقدمه وتطوره.. ولهذا شدد الإسلام على أهمية الأم وفضلها الكبير في رعاية وتربية الأبناء. والأب – في أغلب الأحيان – مشغول بأعماله وأنشطته، وأحياناً أصدقائه خارج المنزل، فتكون الأم هي الأكثر ارتباطاً بالطفل منذ ولادته، فإذا أحسنت رعايته وصدقت في تربيته وأعطته من حنانها وعاطفتها وجديتها، فإن المجتمع يصلح – بإذن الله – بوجود هذا العنصر الذي أخذ الكفاية اللازمة من الحنان والتربية.

وفي ظني أن جزءاً من مشكلة التربية لدينا هو إهمالنا – في أحايين كثيرة – العناية بالأنثى وتربيتها وإعطاءها القدر المناسب من الاهتمام والثقة والتعليم القائم على الحوار والمناقشة والتفكير، وليس على الحفظ وحقن المعلومات. إضافة إلى ذلك فإن بعض الأمهات ليس لديهن إدراك لخطورة التربية، ولهذا فإن بعض النساء يحاولن أن يتعلمن ويدرسن ويبحثن ويقرأن الجديد في تربية الأطفال، وهذه عملية في غاية الأهمية، وإذا ما تم إتقانها صلح المجتمع كله بإذن الله.

وعندما ننظر للمملكة نجد الاهتمام بتعليم المرأة رغم المعارضة السابقة من البعض، لكن الدولة كانت حريصة فانتشرت المدارس والكليات في كل مكان، وتخرجت المرأة في كل تخصص، وأسهمت بكل تميز بعطائها وإبداعها بشكل يدعو للإعجاب.

وفي عهد خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين – حفظهما الله – صدر قرار السماح لها بالقيادة والسفر، وتم تطوير الكثير من الأنظمة العدلية لكي تنصفها وتعطيها العدل دون ظلم أو انتقاص من قدرها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى