مقالات

لمسة وفاء في رحيل الأمير بندر بن محمد

بقلم –  خالد السقا:

بكثير من الصبر، والكثير من الإيمان بقضاء الله وقدره، نفارق في دنيانا أحباء كانوا بيننا وهم يضيفون الكثير إلى حياتنا وقيمتنا بأعمالهم الجليلة، وخصالهم الحميدة، وصفاتهم النبيلة، فهم العنوان والنبراس والقدوة والإلهام.. يرحلون وتبقى ذكراهم وأثرهم عميقا في النفوس يشعلون بسيرتهم الباقية طريق الأمل والفضيلة والقيم.
من أولئك العظام الذين فجعنا برحيلهم صاحب السمو الأمير بندر بن محمد بن عبدالرحمن آل سعود يرحمه الله تعالى ويسكنه أعلى عليين، لما قدمه من شخصية رفيعة في خلقها وأخلاقها ونقائه وتقواه وعطائه وبذله الخير والمعروف، وتلك هي السيرة التي يعرفها عنه كل من عرفه فقد كان طيب المعشر، رقيق الجانب، وفي ومخلص وصادق، يرتقي بجميل تعامله كل من تعامل معه فقد كان القدوة والمثال.
لا توفي الكلمات مقام الراحل صاحب السيرة العطرة، ولكن من حقنا نحن الأحياء أن نذكره بكل الخير والجمال الذي كان يتدفق به في مجتمعنا، فتلك شهادة حق بحق رجل فاضل حصد حب الناس بحسن معاملته وكريم أخلاقه، ومن الوفاء أن نحفظ له مقامه الذي سيظل انعكاسا لكل قيمة جميلة في حياة الفرد منا، ومن أحبه الله حبب خلقه إليه، وذاك يقيننا أن الأمير الراحل محل محبة الكثيرين الذين عرفوه.
لا تتجسد قيمة الأمير الراحل في شخصيته الفريدة والاستثنائية وحسب وإنما في أدواره المجتمعية والوطنية حيث قدم الكثير لخدمة المجتمع من خلال المسار الإنساني والخيري، وهو من الخيرين الذين ينفقون أطراف الليل وآناء النهار، وينفق بحيث لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، فهو خير متصل ومستمر طوال حياته التي تظل تجسيدا لقدرة العظام على بذل الخير والإحسان إلى مجتمعاتهم.
كثيرة هي الفضائل التي تحلى بها سموه وكانت تعريفا مميزا لشخصيته في حياتا الفانية، وحسبنا أنها تبقى كما ذكرت شعلة تضيء لنا وتلهمنا أن نعمل الصالح والخير وأن نحسن المعشر وأن ننقي السرائر، ونبذل كل ما فيه خير مجتمعنا ووطننا، فهو القدوة والحافز الذي يجعلنا نجتهد في أن نعمل مثل ما كان سموه يعمل من خير وعمل جميل ونبيل.
قليل في حقه ما يمكن أن يتدفق به مداد الكلمات، ولكنها محاولة لأن نستلهم من تلك المسيرة والشخصية والسيرة الكثير من الدروس لنعمل مثلها إن أفلحنا، فالكبار يعملون بما يفوق طاقة ووسع أمثالنا، ولكن يكفينا شرف المحاولة والاجتهاد، فهناك أعلام مثل الراحل يدفعوننا لمجاراتهم والعمل بهم تأسيا بما فعلوه من خير وعمل مخلص طوال حياتهم.
وليس لنا سوى أن ندعو الله لسمو الأمير بندر بأن يتقبله أحسن القبول، وأن يوسع مدخله، وأن يغفر له ويرحمه بواسع مغفرته ورحمته وأن يسكنه أعلى الجنان، وذلك عهدنا معه وقد غادرنا وفي إرثه الرصيد الإنساني الكبير الذي يجعلنا لا ننساه بحول الله وقوته، إنه نعم المولى والسميع المجيب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى