مقالات

غادرنا «فاكهة البحرين»

بقلم – خليفة صليبيخ:

لا أبالغ عندما أقول فُجع المجتمع البحريني وبالذات مثقفوه بجميع أطيافهم الفنية عندما سمعوا بخبر وفاة الفنان المسرحي والسينمائي المرحوم علي الغرير، لقد كانت صدمة لم يتوقعها أحد ربما بسبب صغر سنه، أو بسبب حبهم الزائد له وتعلقهم به وتعلقه بهم، وهو من اعتاد أن يدخل منازلهم بدون استئذان من خلال الشاشة الصغيرة، ولأنه فاكهة يستمتع بها من يراها، تجد المواطن على الدوام فاتحًا منزله لدخول هذا الضيف الذي يتمتع بموهبة فنية تجعلك ملزماً أن تتابعه.

إذا ضحك أجبرك على الضحك معه، وإذا حزن أجبرك على أن تتضامن معه وتحزن، وهذه صفات الممثلين الحقيقيين، ولذلك فقدان قامة فنية في هذا الوقت، والعمر يعتبر خسارة كبيرة للوسط الفني وهو عمود من أعمدتها.

ولا أبالغ أيضاً عندما أقول أنه ليس فاكهة البحرين فقط، بل فاكهة الخليج أيضًا! والسبب تنقله في مهام فنية في دول الخليج وهو يحلق في سماء الخليج وكأنه أحد طيور النورس التي لا تستقر في مكان.

لقد جمع من الأصدقاء والمحبين في مسيرته التي قضاها في المسرح والسينما والمسلسلات التلفزيونية، وهي تقارب ثلاثين عاماً من العطاء جمع الآلاف إن لم نقل مئات من الآلاف من المحبين على مستوى البحرين والخليج وجميعهم يكنون له التقدير والاحترام، واليوم هم أنفسهم يدعون له ويترحمون له، داعيين له أن يرحمه الله وأن يجعله مع الصالحين.

الكتابة عن شخص كالمرحوم علي الغرير سمعت عنه الكثير من الأشياء الحسنة التي كان يتمتع بها من خلق وتواضع، يجعلك أن تفتخر بمن تكتب عنه ! ولقد أفرحنا بجانب حزننا ما سمعناه واسعدنا توجيه صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد تخصيص وحدة سكنية لاسرة الفنان الراحل علي الغرير،كما ذكر الأمين العام للمؤسسة الخيرية الملكية الدكتور مصطفى السيد تعازي سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة الى أسرة الفنان علي الغرير وجميع محبيه وجمهوره، وبيّن الدكتور إن هناك توجيهًا من سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة باتخاذ الإجراءات اللازمة لتقديم الرعاية والكفالة لأبناء الفقيد الفنان علي الغرير، وبحكم تواصلي مع الدكتور الذي عُرف عنه باهتمامه ومتابعته لهذه الأمور الإنسانية أخبرني أنهم يتابعون موضوع الفقيد ويتناقشون في وضعه حتى منتصف الليل، وهذا الاهتمام ليس بغريب على سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، فهو سباق في دعم من يحتاج للدعم، وبصماته الإنسانية ليست محصورة على اخوانه البحرينيين، وإنما تعدت الى دعم دول تعرضت لأمراض أو فيضانات أو غيرها.

ولذلك أنا وغيري مطمئنين من كرمه وإنسانيته، فيا من غادرتنا وانتقلت روحه الى الباري نم مطمئناً، ولتكن روحك مع الصالحين. اللهم إنا نسألك حسن الخاتمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى