مقالات

الاستثمار خلال فترة التحديات الاقتصادية … ما بين الحذر واقتناص الفرص

 بقلم-أنيس مؤمنه:

الرئيس التنفيذي لمجموعة سدكو القابضة

شهد تدفق الاستثمار الأجنبي المباشر في العديد من البلدان حالة من التقلبات ما بين الصعود والهبوط. ونتج عن هذا التأرجح الدراماتيكي تراجع كبير Anees Ahmed Mouminaفي عدد صفقات الاستثمار المباشر في الأسواق العالمية بلغ 13% في عام 2016، وذلك وفق تقرير مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية “الاونكتاد” الأخير. وبسبب  التحديات الاقتصادية وتراجع الناتج المحلي الإجمالي سادت حالة من الترقب على معظم الأسواق الاستثمارية. وهو ما دفع العديد من المستثمرين إلى التريث وعدم الإقدام على الاستثمار إلى حين اتضاح الصورة.

ويرى الكثير من المحللين في الشأن الاقتصادي أن مثل هذه الظروف قد تُوجِد فرصاً ذهبية لشراء المنتجات بشكل واسع خصوصاً على الأصول والممتلكات الضخمة، حيث يتم تحريك عجلة الاقتصاد، فالأسواق تتكيف مع التوسع الاقتصادي، وهو ما يوفر للمستثمرين فرصة لكسب المال.

ولاشك أن هناك العديد من الشركات التي ترغب الدخول في الصفقات الاستثمارية، لكنها تفتقر إلى السيولة وقد تضطر إلى الاستدانة أملاً في تحقيق أرباح مرجوة مع توقعات الازدهار الاقتصادي. لكن تظل مثل هذه الفرص الاستثمارية متاحة للشركات ذات الملائمة المالية، والتي تمتلك من السيولة ما يؤهلها للخوض في مثل هذه الصفقات، نظراً للمرونة التي تتحلى بها، مما يمكنها من الحصول على حصة جيدة من السوق. وهي إذ تقدم على مثل هذه المخاطرة، تتأمل في أن يستعيد السوق عافيته وتدور حركة البيع والشراء من جديد. ”

ولايخفى على أحد أن الإصلاحات الاقتصادية التي أشارت اليها رؤية المملكة 2030 تهدف الى جعل السعودية قوة استثمارية بعيداً عن الاعتماد على النفط الذي ظل المورد الرئيسي  لتمويل  الموازنات. وتهدف الرؤية إلى زيادة الإيرادات غير النفطية إلى 160 مليار دولار بحلول عام 2020 وإلى 533 مليار دولار بحلول عام 2030. كما تتضمن الرؤية زيادة رأسمال صندوق الاستثمارات العامة إلى تريليوني دولار بدلاً من 160 مليار دولار”.

وبالرغم من حالة  الحذر التي تسود الاقتصاد ومنه سوق الاستثمارات الا أن هناك العديد من الاستحواذات والصفقات التي تم إبرامها سواء على صعيد الصناديق الحكومية وحتى على مستوى العديد من شركات القطاع الخاص التي ترى في نفسها الكفاءة المالية للخوض في مثل هذه الصفقات. وضمن برنامج التحول الوطني الذي اعتمد تفعيل دور القطاع الخاص للمشاركة في البرامج الهادفة إلى تحقيق رؤية المملكة 2030، هناك العديد من الفرص الواعدة التي ترغب مجموعة سدكو الاستثمار فيها؛ يأتي في مقدمتها قطاعي التعليم والصحة. خاصة وأن نصيب القطاعين من الميزانية الأخيرة كان أكثر من الثلث، بواقع 200 مليار ريال للتعليم و120 مليار ريال للصحة. ويحتوي برنامج التحول الوطني على أهداف استراتيجية مرتبطة بمستهدفات مرحليّة إلى العام 2020م، وتم إطلاق المرحلة الأولى من مبادراته بداية العام الماضي 2016 م.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى