ثقافة

د.شريفة العيافي تهدي خادم الحرمين الشريفين كتاب “محمد بن سلمان .. طموح أمة”

 

 أهدته لخادم الحرمين الشريفين .. د. شريفة العيافي:

 

* الحملة الإعلامية المغرضة ضد المملكة وولي العهد.. دافعي الأكبر لإنجاز كتاب”محمد بن سلمان .. طموح أمة”

*  الرؤية الإصلاحية الشاملة للأمير محمد بن سلمان تدفع شبابنا إلى تحقيق طموحاته  

 

جدة – سويفت نيوز

صدر مؤخراً كتاب “محمد بن سلمان .. طموح أمة” للكاتبة السعودية د. شريفة شامي العيافي، والتي تتناول فيه الرؤية الإصلاحية الشاملة لسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وارتباطها بطموح الأمة التي يمثل الشباب ما يقارب الـ (65%) من سكانها.

وأوضحت د. العيافي – في أول حوار لها عن الكتاب لصحيفة الكترونية سعودية – أنه  نظراً لكونها تحمل درجة الدكتوراة في العلاقات الدولية، لاحظت خلال زيارة أخيرة لإحدى الدول الإفريقية كم الإفتراءات على المملكة وسمو ولي العهد، مشيرةً إلى  أن إنجاز الكتاب يمثل ثمرة مباشرة لهذا الكم من الإصلاحات التاريخية التي يقوم بها الأمير محمد بن سلمان – في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين- في كافة المجالات بالمملكة، لا سيما ما يتعلق منها بدعم الشباب، وتمكين المرأة، ومحاربة الفساد.

وأضافت د. شريفة العيافي أنها تشرفت بإهداء الكتاب – وهو كتابها الأول- إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.. حامي الدين والوطن، والرجل الذي أحب أبناء شعبه فأحبوه.

التفاصيل الكاملة للحوار في السطور القادمة.

 

ما السبب الذي دفعكِ لتقديم هذا الكتاب للمكتبة العربية؟ *

– حين كنت في زيارة عمل لإحدى الدول الإفريقية مؤخراً، هالني هذا الكم المفرط من المبالغات والافتراءات على المملكة وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ، وذلك بفعل تلك الآلة الإعلامية المنتمية لبعض وسائل الإعلام الغربية.. والأخرى العربية.. التي تكّن عداء ً سافراً للمملكة ولولي العهد بسبب تصديه الدائم للإرهاب بكافة صوره وأشكاله. وفي مقابل ذلك، وجدت تقصيراً ملحوظاً لدى وسائل إعلامنا لمواجهة هذه الإفتراءات. وهنا، فكرت في إصدار هذا الكتاب لكي نقدم نحن السعوديين- وكذلك العرب والمسلمين- روايتنا عن ولي العهد وإنسانيته وإخلاصه في خدمة دينه ووطنه ومليكه من خلال رؤيته الإصلاحية المميزة، في مواجهة تلك الرواية الأخرى المسمومة. كما وجدتها فرصة سانحة لإبراز دور ولي العهد في ترسيخ “فكرة الطموح” لتقديم نموذج شاب وحيوي لإلهام شباب هذه الأمة في اتجاه تحقيق الإنجازات وترقية حياة شعوبنا بأفكار ومشاريع عظيمة.

 

آنية الحدث

 

* ألم تخافي من الوقوع في فخ “آنية الحدث ” وارتباطه بزمن محدد وأنتِ تنجزين هذا الكتاب؟

– لا شك أن هناك أنواعاً شتى للكتب، منها: كتب تتحدث عن “أفكار كلية” .. فكرية كانت أم سياسية أو اجتماعية، إلخ.. وهي لا ترتبط بحدث معين أو زمن محدد. وهناك كتب أخرى ترتبط بحوادث محددة زمنياً .. وهذا النوع الأخير لابد من توثيقه تاريخياً حتى لا نفقد ذاكرتنا، وحتى لا تتهمنا الأجيال المقبلة بالتقصير في وصف وشرح ما حدث.

هذا من جانب، ومن جانب آخر.. ليس هناك شروطاً منهجية محددة تشير إلى أن معالجة أو وصف كتاب ما لـ “الحدث الآني” هو أمر أقل قيمةً – من الناحية المعرفية- من كتب “الأفكار الكلية” التي لا ترتبط بحدث ما.

 

ألا تخشين من اتهامكِ بالدفاع عن شخصية الكتاب .. سمو ولي العهد؟  *

– إن كانت تلك التهمة جاهزة – وأعتقد أنها كذلك، لا سيما من أعداء المملكة- فلنعتبرها تهمة لا ننكرها وشرف لا ندعيه، ولكن الحقيقة أن الأمر يتعدى مسألة الدفاع عن شخصية الكتاب إلى ما هو أبعد وأكبر وأعمق .. وأعني بذلك فكرة الطموح ومحاولة تغيير الواقع وتحريك الساكن.. ليس فقط على مستوى المملكة، بل على المستوى العربي والإسلامي الأشمل.. وهو ما يمثله الأمير محمد بن سلمان خلال المرحلة التاريخية الحالية.

 

دور محوري

 

* لا شك أن ولي العهد السعودي كان له دور محوري ومؤثر في تحقيق ما يمكن وصفه بـ “تمكين المرأة السعودية”.. فهل كان لهذا الدور اعتباره وأنتِ تكتبين “طموح أمة”؟

 – بالطبع.. لأن ما قام به الأمير محمد بن سلمان – في ظل رعاية خادم الحرمين الشريفين- للمرأة السعودية مثار فخر واعتزاز لنا جميعاً .. نحن نساء المملكة.. حيث تحقق لهن على يده انجازات يصعب حصرها، مثل: قيادة المرأة للسيارة،  وتأنيث الوظائف لإتاحة أكبر قدر ممكن من الفرص للنساء للمشاركة في سوق العمل، وكذلك تصدرت النساء الأخبار الاقتصادية  بعد توليهن مناصب قيادية تمنح للمرأة السعودية لأول مرة، أيضاً تمكين المرأة من الخدمات دون “موافقة الولي” ، فضلاً عن دعم صندوق النفقة للمطلقات، و ضبط زواج القاصرات، إضافةً إلى حماية خريجات قسم القانون. كما شهدنا ولأول مرة مشاركة المرأة في المجال العسكرى، وفي ممارسة الرياضة والمشاركة في المسابقات الدولية والسماح للعائلات بدخول الملاعب. فيما ارتفعت أعداد الإناث الدارسات فى الخارج من 4000 مبتعثة إلى 27500 مبتعثة.. والقائمة تطول.

 

صناعة الأمل

 

* وماذا عن الشباب؟

– ترتبط “صناعة الأمل” دائماً بالشباب، وهو ما يحرص عليه دائماً سمو ولي العهد الذي كان دافعه الأول في التفكير نحو خلق “رؤية 2030” تلك القوة الكامنة والحركية المتوثبة للشباب السعودي .. شباباً وشابات دون الثلاثين عاماً .. والذين يمثلون نحو (65%) من سكان المملكة. وهو الأمر الذي أفرز ذلك التلاحم وتلك المحبة بين سموه وبين شباب الوطن الذين يبادلونه حباً بحب، ولم لا وهو شاب مثلهم.. يحلم معهم، وبهم، ولهم، من أجل وطن أجمل، واكثر شباباً وتوثباً وتقدماً.

 

من وجهة نظرك، ما أبرز ملامح رؤية ولي العهد الاصلاحية؟ *

– ابتداءً يجب التأكيد على أن رؤية سمو ولي العهد الإصلاحية (رؤية 2030) تنطلق أساساً من قاعدة الدين، والوطنية، وهذه الرؤية تقوم .. من الناحية الفكرية (المعرفية) .. على ثلاثة مرتكزات أساسية، هي:

  * المرتكز الروحي المتمثل في أن الله سبحانه حبانا وطناً مباركاً هو أثمن من البترول، ففيه الحرمين الشريفين، وهذا هو عمقنا العربي والإسلامي وهو عامل نجاحنا الأول.

* امتلاك المملكة لقدرات استثمارية ضخمة.

 * الموقع الجغرافي الإستراتيجي، فالمملكة هي أهم بوابة للعالم بصفتها مركز ربط للقارات الثلاث، وتحيط بها أكثر المعابر المائية أهمية.

ومن جانب آخر، ترتكن رؤية  2030 على ثلاثة محاور:

* مجتمع حيوي: قيمه راسخة- بيئته عامرة – بنيانه متين.

اقتصاد مزدهر: فرصه مثمرة – تنافسيته جاذبة- استثماره فاعل- *

موقعه مُستَغل.

* وطن طموح: حكومته فاعلة- مواطنه مسؤول.

ومن وجهة نظري، أرى أن تلك الرؤية الإصلاحية في سعيها الواثق نحو التحقق والرسوخ، فإنها تنتهج مجموعة من الآليات، من أهمها ما يلي: تعظيم قوة الشباب – تفعيل دور المرأة – مواجهة سرطان الفساد، وهي الآليات التي فصلتها بوضوح على صفحات الكتاب.

 

فكرة الطموح

 

* تركزين كثيراً على فكرة “الطموح” كما يظهر في عنوان الكتاب.. حدثينا عن تلك الفكرة؟

– “الطموح” هو كلمة السر القادرة على أن يجد الإنسان نفسه أولاً، ومن ثم شق طريقه في الحياة من أجل تحقيق “إنجاز ما” يعكس قدراته، ويجعل له “مكان تحت الشمس”. والقاعدة الأساسية التي ينبغي لفت الإنتباه إليها أن الإنسان لا يحقق النجاح فيما يعمل بالتمنيات، إنما بالإرادة التي عبرها يمكن أن نصنع المعجزات.

كما أن الفارق بين الإنسان الناجح والآخرين ليس نقص القوة أو نقص العلم، ولكن عادة هو نقص الإرادة. ويحضرني هنا قول الشاعر:

لا تحسبن المجد تمراً أنت آكله

لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا

وقد حثنا ديننا الإسلامي الحنيف على التحلي بالطموح وبالهمة العالية، وهو ما يظهر جلياً في قوله تعالى: {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} (سورة المطففين: 26). كما روى الطَّبراني بسند صحيح من حديث الحسين بن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إن الله تعالى يحب معالي الأمور وأشرفها ويكره سفاسفها”.

 

مشروعات كبرى

 

* تعرضتِ في فصل كامل بكتابكِ للمشروعات الإستراتيجية الكبرى التي قدمتها رؤية 2030 .. فماذا تقولين عن ذلك؟

– يبدو جلياً لأي متابع للشأن السعودي الحرص الشديد من قِبل سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على ترسيخ الصورة الذهنية المضيئة لرؤية 2030 في القلوب والعقول، وذلك عبر تقديم نماذج ملهمة لمشروعات استراتيجية كبرى تفيد الوطن والمواطن، وتجذب الاستثمارات من كافة أنحاء العالم.

وأنا – كمواطنة سعودية- فخورة  بهذه المشروعات، فحين كنت خارج المملكة، وخاصةً في أثناء بعثتي الدراسية بالولايات المتحدة الأمريكية، وما بها من أشخاص متعددي الأصول والجنسيات لا يعرفون المملكة، كان السؤال الدائم الموجه لي: من أين أنتِ؟، فأجيب: أنا من المملكة العربية السعودية، فكانوا يقولون بما يشبه الإجماع: آها.. دبي، وهو الأمر الذي كان يثير استيائي وأبدأ في الشرح لهم بأن دبي هي أحد الإمارات لدولة الإمارات العربية المتحدة، وهي من أعظم الإمارات حيث يوجد فيها أكبر اقتصاد، ولكن أنا من المملكة العربية السعودية .. بلاد الحرمين الشريفين مكة والمدينة، وعاصمتها الرياض.

واليوم، حين أسافر خارج المملكة وأُسئل نفس السؤال: من أين أنتِ؟ فتكون الإجابة الممتزجة بالفخر والإعجاب: أنا من المملكة العربية السعودية، فيبادرون: آها.. من بلد محمد بن سلمان، صاحب فكرة “نيوم” الذي جعل النساء يقدن السيارات، والذي يقود حملة القضاء على الفساد.. ردود متعددة، ولكن كان الجميع يعرفون المملكة، والعجيب في الأمر أنه حتى غير المسلمين في جنوب أفريقيا يعرفون المملكة العربية السعودية الجديدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، فهما من جعلا العالم يعرف المملكة جيداً، وهو ما دفعنا للكتابة عن ذلك.

ولا شك أن هذه المشروعات العملاقة تمثل خيراً لكل المواطنين والمقيمين على أرضنا، فهي تصنع اقتصاداً قوياً، وتحقق أهدافاً سامية بالقضاء على البطالة والإسهام في النهضة العمرانية والإقتصادية الشاملة.

وحين نمعن النظر في هذا الكم الكبير من المشروعات، نلحظ أمرين: تنوع المشروعات، وتوزيع هذه المشروعات.. تنوعها إقتصادياً، وتوزيعها جغرافياً، إذ نجد مشروع “نيوم” على البحر الأحمر، ومشروع البحر الأحمر في تطوير الجذور، كما نجد مشروع “القدية” في الرياض، ومشروع “سبارك” في المنطقة الشرقية، فضلاً عن عدة مشروعات في حائل تقوم جميعها على الفكر الإقتصادي المتميز، وتوجه الدولة لمشروعات عظيمة في جميع أنحاء المملكة.

وفي هذا السياق، قدمت الرؤية العديد من المشروعات الإستراتيجية الكبرى التي تستحق الإشادة والتقدير، ومنها مشاريع: القدية- البحر الأحمر- نيوم- سبارك، وغيرها.

 

الجولات الخارجية

 

؟ لماذا شغلت جولات ولي العهد الخارجية فصلاً كاملاً بالكتاب  *

– رغم أني لا أحبذ الحديث عن السياسة، ولكن حين أرى تلك النظرة الثاقبة للأمير القائد الشاب في تحركاته وجولاته السياسية الخارجية بين الدول، وعمل تلك التوازنات الدقيقة في العلاقات بين الشرق والغرب، جعلني أتعمق أكثر في كافة جولات سموه الخارجية، والتي تدعو للفخر والشعور بالإعتزاز.

والأمر الذي أود التأكيد عليه هو أن العلاقات الدبلوماسية بين الدول تجعل السلام يعمّ أرجاء العالم وترسخ العمق التاريخي المشترك بين الشعوب، كما أن الاستمرار في تجديد التعاون بين الدول تجعلنا في مقدمة الدول ذات التاثير الكبير.. إقليمياً ودولياً.

وقد استطاع سمو ولي العهد أن يجوب العالم ويرفع اسم المملكة وعلمها عالياً مرفرفاً في كل أرجاء العالم، وهو عمل مقدّر يعكس إدراك سموه لدور السياسة الخارجية في إرساء وترسيخ مكانة وتأثير المملكة في عالم اليوم الملئ بالتحولات.

 

مواجهة الإرهاب

 

* ما الذي أردتِ قوله في كتابك عن الإرهاب وتصدي المملكة وولي العهد له؟

– يظل “الإرهاب”.. بمفهومه الشامل.. أحد أخطر التحديات التي تواجه العالم خلال العقود الأخيرة لتنوع أشكاله وأساليبه، ولا سيما مع الثورة المعلوماتية والتكنولوجية الهائلة التي شهدتها، وما زالت تشهدها البشرية.

ولأن المملكة بمكانها ومكانتها تعد رقماً صعباً في المعادلة الدولية والإقليمية، فإنها عانت – مثل غيرها – من الدول من هذا الطاعون المدمر (الإرهاب)، وهو الأمر الذي استلزم أعلى درجات اليقظة من قيادة المملكة عبر السنوات لمواجهة هذا الطاعون.

ومع تولي الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد، نرى أن توجه المملكة لمعالجة ملف الإرهاب كان عبر عدة محاور:

* الأول: التصدي لتمدد النفوذ الإيراني في المنطقة حيث تعد دولة الملالي مصدر التهديد الرئيسي لأمن المملكة.

 * الثاني : الوقوف بقوة في مواجهة التنظيمات الإرهابية العابرة للحدود ( مثل: داعش).

* الثالث: مواصلة الجهود في محاربة الميليشيات المسلحة في الفناء الخلفي للمملكة، وتحديداً تهديد جماعة الحوثي الشيعية ذات الطابع المذهبي والطائفي المدعومة من إيران.

* الرابع : توثيق العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية في ظل إدارة ترامب على نحو يقود إلى مواجهة التهديدات الرئيسية، وخاصة التصدى لسياسات إيران المزعزعة للاستقرار الإقليمي، وهزيمة التنظيمات الإرهابية العابرة للحدود.

******************

 

د. شريفة العيافي في سطور:

 

* خريجة كلية “الادارة والاقتصاد” جامعة الملك عبد العزيز بجدة.

* حاصلة على الماجستير في “إدارة الاعمال الدولية”، وعلى درجة الدكتوراة في “العلاقات الدولية” من الجامعة الامريكية.

* رئيسة مجلس إدارة ورئيسة تحرير مجلة “سيدات الأعمال”، و رئيسة تحرير مجلة “مملكة الإقتصاد والأعمال”.

* عضو مجلس الإدارة ومستشارة العلاقات الدولية بمجموعة مملكة الإقتصاد والأعمال ( لندن).

كاتبة مقال بجريدة “الأسبوع” المصرية.*

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى