محليات

المبتعثون والمبتعثات السعوديون.. نماذج مضيئة تتلألأ

 


الرياض – واس:
إعداد : شوق العبدالجبار / لمى السعيد
في رحلتهم ومسيرتهم التعليمية للظفر بأعلى الشهادات ونيل أرفع الأوسمة في مجالاتهم المختلفة، يواصل المبتعثون والمبتعثات السعوديون بذل الغالي والنفيس لتمثيل الوطن خير تمثيل، وليكونوا خير سفراء لوطن أغدق عليهم الشيء الكثير، ورغم بعد المسافات التي تفصلهم جسدياً عنه؛ إلا أن روحهم وأحاسيسهم ومشاعرهم كامنة في الوطن، تعيش معه مناسبة اليوم الوطني الـ 92.
في هذا التقرير تسلط وكالة الأنباء السعودية الضوء على بعض من تلك النماذج المضيئة وما حققته في مسيرتها التعليمية، حيث أوضحت لـ”واس” رقية عجاج من ذوي الإعاقة البصرية أنها حصلت على درجة الدكتوراه في الفلسفة في تخصص دراسات التقييم من جامعة منيسوتا الأمريكية، وكانت رسالتها بعنوان “استكشاف التجربة الأكاديمية والاجتماعية للطلاب المكفوفين وضعاف البصر في الجامعات السعودية”، والذي يعد الأول من نوعه في الوطن العربي ومن المواضيع النادرة في البحث العلمي حول العالم؛ وهو ما حدا بها لاختياره لقلة البحوث عن الحياة الأكاديمية والاجتماعية لذوي الإعاقة البصرية، إضافة إلى رغبتها الشديدة برفع مستوى الوعي باحتياجات ذوي الإعاقة البصرية ودمجهم اجتماعيا لشغفها من الصغر بنشر الوعي عنهم وتمكينهم اجتماعيا؛ وبسبب ما مرت به من تحديات في المجال العلمي والاجتماعي كشخص كفيف.
وسخرت عجاج حياتها العلمية والعملية في اكتساب المهارات ونشر الوعي عن ذوي الإعاقة بعدة طرق ووضع حلول للتحديات التي يواجهونها في حياتهم؛ ولديها العديد من الإنجازات العلمية والاجتماعية التي تتراوح ما بين مقالات علمية ودورات تدريبة وبرامج وحملات توعوية من أبرزها: دورة كيفية دمج الكفيف في المجتمع ودورة مركزية التعامل مع المراجع الكفيف في المرافق الصحية، كما وقدمت العديد من الدورات لمنسوبي الجامعة عن بيئة دمج التعليم لذوي الإعاقة البصرية وحصلت خلالها على العديد من الجوائز المحلية والدولية أحدثها جائزة زمالة مسك؛ فحققت بمشاركة فريقها على المركز الأول في المسابقة السنوية.
ويعد الابتكار من أهم الموارد الاقتصادية لأي بلد ويحظى بأهمية عالية في رؤية المملكة 2030، وهو ما دفع فيّ محمد العقيل إلى حصولها على درجة الهندسة الكهربائية والإلكترونية مع مرتبة الشرف من جامعة كاردف على جائزة “أفضل مهندس واعد لعام 2022 “من معهد جنوب ويلز للمهندسين، حيث تم ترشيح طلبة الهندسة المتفوقين من جميع الجامعات في منطقة ساوث ويلز، وتم اختيارها بجائزة أفضل مهندس واعد, وشاركت العقيل بمشروع ابتكار جهاز إلكتروني رقمي يوفر سجلات وإحصاءات شخصية لتحقيق التباعد الاجتماعي يخدم متطلبات الصحة العامة مقابل تحديات الفيروسات لكافة المستخدمين، بما في ذلك الذين لا يستخدمون الهواتف الذكية، مشيرةً إلى أن تجربتها بالفوز بالجائزة شجعتها لإكمال دراستها في الاقتصاد والمالية لتكون مكملة لمتطلبات الابتكار وأن تسعى جاهدة لتقديم دعم الطلاب والمجتمع الواعد لخوض تجربة إيجابية في اختيار ودراسة تخصصات علمية وهندسية، مؤكدة أن الابتكار يعد أحد الروافد العلمية وخدمة اجتماعية تضاف للوطن.
كما برز المبتعث لدى المملكة المتحدة طالب الدكتوراه بقسم هندسة الميكانيكية في جامعة شيفيلد، حمزة خليل بمجال دراسته في تخصص تأثير الاهتزازات على جسم الإنسان للأشخاص الأكثر عرضة للاهتزازات بصفه كبيرة وبشكل مستمر مثل عمال المصانع والأشخاص العاملين في ورش السيارات وعمال البناء وكيفية إمكانية تقليل أعراض الاهتزازات الجانبية التي يمكن إن تؤثر على حياتهم أو نمط معيشتهم.
وأضاف خليل أنه قام خلال فترة ابتعاثه بعمل” بودكسات أضواء” الذي يستضيف طلاب الدراسات العليا والأكاديميين السعوديين للحديث عن رحلتهم العلمية وسبب اختيارهم لتخصصهم العلمي وتسليط الضوء على إنجازاتهم، معبرا عن فرحة مشاعره بمناسبة اليوم الوطني الـ92 الذي يعد فرصة لإيصال المشاعر الحقيقة التي تعكس اهتمام ورعاية حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- بأبنائه المبتعثين وهو أقل ما يمكن تقديمه للوطن الذي قدم الكثير لأبنائه من تسهيل الخدمات في كل أمور الحياة.
وأوضحت المبتعثة لدراسة الدكتوراه في تخصص “البصريات الكمية “بجامعة نوتنغهام ببريطانيا سمية المدخلي إن مجال بحثها الفيزياء الذرية والجزيئية، في مجال تبريد الذرات وحصرها واستخدام هذه الذرات الباردة في” تكنولوجيا الكم” مما سيساهم في تقليل استهلاك قدر كبير من الطاقة والتكلفة في أجهزة تبريد الذرات فبشكلها الحالي في غاية التعقيد والثقل والضخامة والحساسية، معبرة عن شكرها للوطن وأن نجاحها كمبتعثة هو أقل ما يمكنها تقديمه كهدية شكر وعربون وعرفان لوطن الخير والنماء.
وأبانت طالبة دكتوراه في قسم العلوم الطبية بجامعة أكسفورد مجد عبد الغني أن الهدف من بحثها في الدكتوراه هو زيادة فعالية العلاج الإشعاعي لمرضى السرطان عن طريق استهداف الجينات المختلة في الورم، فعرضت الخلايا للإشعاع في المختبر ثم فحص الجينات المتغيرة نتيجة الإشعاع، وبناء على ذلك يتم تحديد جين تؤثر كميته على استجابة الخلايا للإشعاع عندما تكون كمية الجين قليلة، تزيد فعالية الإشعاع في قتل الخلايا، مضيفة أنها تسعى لمشاركة وتبسيط بعض العلوم التي تتلاقها خلال فترة ابتعاثها خاصة فيما يتعلق بحصة الإنسان وجسمه من خلال فيديوهات صغيرة تشرح فيها تجاربها في المعمل بطريقة مبسطة باللغة العربية.
وأفاد مبتعث الدكتوراه الحاصل على منحة دراسية للمشاركة في برنامج الإقامة التخصصية في العلوم الإنسانية بالولايات المتحدة الأمريكية نايف مسرحي، بأن حصوله على المنحة للمشاركة في برنامج الإقامة التخصصية في العلوم الإنسانية بعد منافسة شريفة بين نخبة متميزة من طلبة الدكتوراه الدوليين والأمريكيين، بإشراف وتنظيم المركز الوطني للعلوم الانسانية بالولايات المتحدة الأمريكية.
وأشاد مسرحي بالجهود التي تقدمها المملكة لكل مبتعث ومبتعثة منذ المراحل الأولى للابتعاث وحتى الانتهاء والتي تشمل اهتمام ومتابعة الملحقية الثقافية في واشنطن لعملية تسجيل الطلبة في الجامعات ودفع الرسوم والتأمين الطبي والدور الكبير للأندية الطلابية السعودية في الجامعات الأمريكية لتسهيل سكن واستقرار الأسر والعائلات السعودية في مدن الدراسة, بالإضافة إلى تنظيم وإقامة العديد من البرامج الاجتماعية والدراسية المختلفة من أجل تسهيل ودعم الطلبة وعائلاتهم في رحلتهم العلمية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى