مقالات

الجيل الرابع من الحروب .. وتضليل الرأي العام (1)

بقلم حامد تاج الدين:

11121770_10200412412951072_98912349_nلم تعد الحروب الان باستخدام الاسلحة والمعدات العسكرية فقط كما كانت في السابق بل اخذت اشكالا جديدة واستحدثت وسائل واساليب اخرى لتحل محل الحروب التقليدية بين الجيوش المختلفة وذلك تزامنا مع التطور التكنولوجي المستمر خاصة في مجال الاتصالات والمعلومات حيث ظهر مؤخرا ما يعرف بحروب الجيل الرابع والتي استغلتها دول بعينها واثرت بشكل كبير في الكثير من دول منطقة الشرق الاوسط.

واذا نظرنا نظرة تمعن الى الحروب الحديثة فيمكننا أن نقسمها الى أربعة اجيال تبدأ بحروب الجيل الاول وهي الحرب التقليدية بين الجيوش النظامية للدول وظهرت تقريبا في الحقبة من 1648 وحتى 1860 وتكون فيها ارض المعارك محددة بين جيوش تمثل دول في حرب ومواجهة مباشرة.

ثم ظهرت حروب الجيل الثاني وتطورت بواسطة الجيش الفرنسي قبل وبعد الحرب العالمية الاولى وهي شبيهة بالجيل الاول من الحروب التقليدية .. ولكن تطورها جاء لاستخدام الدبابات والطائرات بين الاطراف المتنازعة كما حدث في الحرب العالمية الاولى.

وكانت بداية ظهور حروب الجيل الثالث في الجيش الالماني وهي الحرب وراء خطوط العدو وعرفها بعض المحللين العسكريين بالحروب الوقائية او الاستباقيه وهي ايضا كالحرب على العراق وافغانستان وتميزت هذه الحروب بالمرونة والسرعة في الحركة.

وفي عام 1975 كتب “اندرو مارك” في مقالة شهيرة اشار فيها الى اسباب انتصار الدول الضعيفة على الدول القوية وكان يتحدث بشكل مباشر عن سبب هزيمة الولايات المتحدة في حربها في فيتنام وضرب امثلة  متعددة من تاريخ صراعات كبرى تنتهي بانتصار الضعف ماديا وتسليحيا وترك سؤالا للاستراتيجين وهو كيف تنجح الولايات المتحدة في علاج هذه المعضلة لانها دائما ما ستكون الاقوى عسكريا واقتصاديا وقد تنتهي رغم ذلك الى الهزيمة.

هناك عوامل متعددة ذكرها “اندرو مارك” وكانت الاساس لما اصطلح على تسميته بالحروب غير النمطية التي لا يكون الحسم فيها لمن يملك قوة نيرانية اكبر وانما يكون الحسم فيها لمن هو على استعداد لمزيد من المعاناة او تحمل تكاليف اعلى وعادى ما يكون الأضعف اكثر استعداد لتحمل الخسائر في الارواح من الاقوى الذي عادة مايكون اكثر انفتاحا وديمقراطية بما يجعل خسائرة البشرية والمادية أداة ضغط عليه في الداخل كما ان الأضعف عادة ما يكون له ارتباطات قوية بجهات اجنبية تكون صاحبة مصلحة في استمرار الصراع كما ان العقيدة القتالية في كثير من لمعارك تكون محددا لثبات الاضعف.

وكانت الاجابة هي ان نجعل العدو يقتل نفسه بنفسه .. لماذا اقتله وهو يمكن ان ينتحر؟ لماذا اوحده ضدي وانقسامه في مصلحتي؟ لماذا اطلق عليه الرصاص والقنابل في حين انني لو استثمرت واحد بالمئة من التكلفة على الاعلام الخبيث و الشائعات المضرة لتمزقة وتفجره من الداخل دون الحاجة الى تدخل عسكري مباشر.

وهذا هو ما يحدث الان!

وكانت هذه هي الفكرة الحرب الجديدة غير النمطية والتي تعتمد بالاساس على الاعلام الخبيث والشائعات المضرة وما يمكن ان يوصف بالتضليل الاعلامي.

وللحديث بقية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى