مقالات

التعليم عن بعد: الماضي والمستقبلِ

لويزيانا – سويفت نيوز:

بقلم  الاستاذة / جواهر عبدالله العتيبي

في عام 2007 بدأت جامعة الملك عبد العزيز تاريخ التعليم عن بعد بالمملكة العربية السعودية وقدمت دورات عبر الإنترنت في حرمها الجامعي بعد ذلك أكملت المسيرة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية والجامعة الإلكترونية السعودية وجامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل اللاتي قدمن درجات علمية عبر التعليم الافتراضي وهناك جامعات قدمت دروسًا مختلطة هايبرد (تجمع بين الدرس الحضوري والإفتراضي) مثل جامعة القصيم وجامعة الطائف على الرغم من دخول الجامعات السعودية إلى التعليم عن بعد مؤخرًا إلا أنه أحد المجالات الأسرع نموًا وزادت جائحة كوفيد ١٩ من وتيرة تسريع عملية تطبيق التعليم الافتراضي في الجامعات
حيث روت الطالبة الجامعية فوزية الغامدي أنها كانت متحمسة للتعليم عبر الإنترنت لأن التعليم عن بعد أفضل من الدوائر التلفزيونية المغلقة التي يمكن أن تكون نسخة بسيطة من التعليم الالكتروني وشعرت بخيبة أمل اذ لم يتغير شيء ولا تزال الأمور على حالها وإلى جانب الصعوبات التقنية اشتكت الغامدي من بعض المحاضرين الأميين تكنولوجياً مما أثر على عملية التدريس والتقويم والتصحيح التلقائي الذي يعتبر مهارة يجب على المحاضر إتقانها والإلمام بنظام البلاك بورد وترى فوزية أن رأيها تغير بعد جائحة كوفيد19 حيث أهتمت الدولة بالتعليم عن بعد وقدمت كل ما يلزم من أدوات واجهزة ودورات لتطوير التعليم عن بعد وتؤكد فوزية الغامدي ان التعليم عن بعد حسن من ثقتها بتقديم العروض في المحاضرات والأنشطة وأشادت الطالبة فاطمة أن التفاعل مع المحاضرات أصبح سهل في التعليم عن بعد وعزز من ثقتها في نفسها .


واغلب الدول طورت من سياسة التعليم للتغلب على جائحة كوفيد 19 وواجهت الصعوبات حتى تحولت الى التعليم الالكتروني حيث أضافت الدكتورة دينس روجر بجامعة لوزيانا في لافييت بالولايات المتحدة أن الفصول الإلكترونية خلقت مشاكل للطلاب والمحاضرين في التكيف على النظام الجديد وقالت بأن أغلب المحاضرين بالجامعة غير مؤهلين للتدريس عن بعد حيث اخبرت بأن هناك برنامجين يجب على المحاضر اجتيازهما قبل التدريس عبر الإنترنت أحدهما هو برنامج الجودة وهو يعلم كيفية صناعة محتوى المنهج الإفتراضي باستخدام معايير مناسبة للفصل الإفتراضي والبرنامج الأخر يتعلق بالتدريب العملي حيث يعنى بكيفية تصميم الفصل الإفتراضي. وتعتقد الدكتورة روجر أنه قبل انتشار الوباء كان لدى الطلاب والمحاضرين الاختيار في تعلم وتعليم منهج افتراضي لذلك كانوا مستعدين نفسيا لحضور فصل دراسي عن بعد ولكن الأمر تغير بعد انتشار الوباء لان الطلاب والمحاضرين أجبروا على هذا الحل وأفادت الدكتورة دينيس ان من اهم الصعوبات التي واجهت المحاضرين قله الخبرة في تدريس الفصول الإفتراضية.
وأكدت السيدة روز هونيجر رئيسة قسم الطلاب الدوليين بجامعة لويزيانا في لافييت موافقتها الراي للدكتورة دينس روجر حيث ان الإنتقال الإجباري للدراسة عن بعد ساهم في سوء تجربه الطلاب التعليمية، حيث وجب على الطالب تعلم مهارات جديده ليتمكن من النجاح في التعليم الالكتروني.

لكن حين تتواجد الخبرة لدى المحاضر والمهارة لدى الطالب تتلاشى هذه الصعوبات حيث عبرت بفخر الدكتورة البتول أبا الخيل الأستاذ المساعد بجامعة القصيم بأن تجربة التعليم عن بعد حققت نجاحًا بنسبة 100٪ وذكرت أنه تم إدخال التدريس غير المتزامن في الجامعة قبل انتشار الوباء وأن المحاضرين والطلاب على دراية بالتقنيات الحديثة ولديهم اطلاع على المهارات الواجبة
وصرحت الدكتورة البتول أن الفصل الإفتراضي كان نشطا لأن معظم فصلها تفاعلي والعديد من الطالبات تعلموا أغلب المهارات التي ساعدت في توفير الوقت والجهد، واضافت بان النظام الجديد سهل الكثير من الأمور الإدارية من تتبع تقدم الطلاب الاكاديمي والإرشاد الاكاديمي وما إلى ذلك من مزايا اخرى.
الدكتورة البتول تابعت على الرغم من أن الفصل الحضوري يقدم مميزات عديدة إلا أن بيئة الإنترنت تقدم المزيد من الفوائد لطلاب اللغة الإنجليزية حيث أصبح تطبيق طرق التدريس أمرًا سهلاً من دون إحضار العديد من الآلات إلى الفصل كما هو معمول به في السابق في الفصل الحضوري واوضحت بأنه أصبح المحاضرين أكثر إبداعًا لإيجاد طرق لتنفيذ دروسهم، لقد دافعت البتول بشدة عن التعليم عن بعد من أن يكون مملًا واحالته إلى الحافز المنخفض للطالب الذي لا علاقة له ببيئة الفصل وفي بعض الأحيان أعزته لطبيعة المادة.
الأستاذة رشا الجابري محاضر بفرع جامعة الباحة في بلجرشي رأت أن الدراسة الذاتية تطورت لدى الطالبات بشكل ملحوظ ولاحظت الأستاذة رشا أن التعامل أصبح أسهل مع الطالبات في متابعة تطور الطالبات والأمور الإدارية. وأشادت بأن مستقبل التعليم الإلكتروني في المملكة العربية السعودية سيسير جنبا الى جنب مع التعليم الحضوري ومن هذا المنبر هنأت الأستاذة رشا الجابري وزارة التعليم التى واجهت هذة التحديات وتخطتها بنجاح وستكون باذن الله مستعدة لإي أزمات تطرأ في المستقبل.
في الماضي نظر المجتمع السعودي إلى التعليم عبر الإنترنت بازدراء معتقدين انه غير فعال، يمكن ارجاع هذا السبب لاكتشاف عشرات الشهادات الأكاديمية المزورة من جامعات دولية ذات اعتمادات عالية، بعض الشهادات المزورة تخص موظفين لم يغادروا البلاد ولو مرة واحدة للحصول على تلك الدرجة، هذه الظاهرة ليست جديدة ولا مفاجئة، لكنها ربطت الفكرة في أذهان المجتمع بأن حاملي الشهادات الأكاديمية يجب أن يذهبوا إلى الجامعة لإثبات أن شهادتهم لم تكن مزورة. بالنسبة لبعض الناس لم يتم احترام الحصول على شهادة عبر الإنترنت لأنهم اعتقدوا أنها لا تقيس التعلم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى