مقالات

الحياة والأقدار بيد الجبار

بقلم – محمد البكر:

منذ سنوات طويلة وأنا أردد – كما يردد غيري – أن الحياة مدرسة مفتوحة نتعلم من دروسها حتى آخر يوم من حياتنا . لكن فاتني أن أقول إن تلك الحياة نموذج مصغر للمدرسة التي نتعلم فيها ، بفصولها ومناهجها وما نحققه فيها من نجاحات ، أو رسوب وفشل .

سنوات نجتهد فيها فننجح ونفرح ، وسنوات لم تكتب لنا فنتألم ونبكي . لا نفكر أبداً بأن سر الحياة ، هو فيما يكتبه الله لنا ويقدره علينا .

في المدرسة مناهج للعلوم والتاريخ والأدب والشريعة وغيرها . أما الحياة فمناهجها ” ابتلاء وصبر وشكر وقبول ورضى” . وأما من يرصد درجاتنا فهو رب العالمين ، لا المعلم أو المشرف أو مدير المدرسة .

قد يمتحننا الله في فقدان حبيب أو قريب ، أو عسر بعد يسر ، أو مرض بعد صحة وعافية . فإن صبرنا واحتسبنا كافأنا الله ، إن لم يكن في الدنيا ، ففي الآخرة بين يديه سبحانه وتعالى . وإن قنطتا ويأسنا واستنكرنا ، فقد أضعنا الأجر والثواب . وبدلاً من الرسوب في مادة الإبتلاء ، إذ بنا نرسب في مواد الشكر والصبر والإحتساب .

الحياة يوم لنا ويوم علينا .. ولو دامت لغيرنا لما أتصلت إلينا . والحياة ليست بقالة نختار ما تريد ونترك ما لا نريد ، بل هي هبة من الرحمن ، الذي يكتب الأعمار ، ويحدد الآجال ، ويوزع أرزاقه ، ويسعد من عباده من يشاء ويبتلي من يشاء بحكمة وميزان وعدل . الحياة طريق لا مستقر ، فلا أنا ولا أنت ولا غيرنا من كل أقطار الأرض ، يمكننا تغيير ما كتبه الله وقرره .
ليتنا نتعلم بأن أعلى درجات الإيمان ، هو قبول ما كتبه الله علينا ، مهما كان الأمر مؤلماً أو موجعا . حفظكم الله من كل شر . ولكم تحياتي .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى