مقالات

مها العتيبي .. بنت الصحراء الأمية .. سيدة الأعمال العصامية

بقلم المستشار – خالد الجعيد:

نشأت البدوية مها بنت دغيم العتيبي في البيئة الصحراوية في بيوت خيام الشعر وما كان لها إلا أن تمارس حياتها بعيدا عن التعليم إذ أن الفتاة في عصرها محرومة من المدرسة بسبب العرف والعادات السائدة في ذلك الوقت مما حدا بها الى تعلم فنون الصيد والرماية وقيادة المركبة على يد أبيها الذي صقل كل ما تعلمه من مهارات في فلذة كبده وعندما شارفت سن 17 ربيعا تقدم إلى خطبتها أبن عمتها وأنتقلت معه الى المدينة حيث العصر المدني الجديد في المدينة حياتها غير فكانت تعشق السفر وتحاول إستخدام جهاز الحاسب الألي لمعرفة أسراره وكان لإبنة أختها فضل كبير في تعلمها فنون الحاسب الألي وكانت البدايات مع محرك البحث جوجل الذي حلق بها في عالم المنتديات السياحية وبالفعل قررت السفر مع زوجها لإكتشاف الكون والتعرف على ثقافات المجتمع حيث كانت الطريقة الوحيدة للتخاطب هي لغة الإشارة
وما هي إلا فترة وجيزة وأصبح الحلم حقيقة فقد عزمت بنت أبوها على التعليم فدرست ثلاث سنوات في محو الأمية وتابعت دراستها المتوسطة والثانوية عن بعد وتخرجت في زمن كوفيد 19 ونالت شهادة الثانوية العامة
ولم تتوقف عند هذا الحد بل أصبحت تعمل في مجال الإستثمار مع كبرى الشركات حتى أستقر بها المطاف في السياحة وخدمت في مجال التسويق السياحي وإكتسبت الخبرات من الشركات بصعوبة حتى أكتسبت خبرة كافية ولم تجد دولة أفضل من جنوب أفريقيا تشجع المستثمرين فكانت البداية من هناك
من خلف الكواليس عملت مها العتيبي عام 2016كمستثمر سياحي مع شركة خاصة مع الإحتفاظ بالإسم التسويقي فجر الغد حتى تمكنت من تأسيس شركة متكاملة للسياحة والسفر في 2017 باسم شركة فجر الغد للسفر والسياحة وبعد المشوار الطويل حدثت جائحة كوفيد 19التي شلت نشاطها إلا أن المفاجأة كانت مع مها أغرب حيث قررت تخفيض رواتب موظفيها طول فترة الجائحة مما إستنزفها أموالا كبيرة اوشكت بخسارة الشركة ولكن فضل الله ثم الدعم العاجل من أفراد قبيلتها وجيرانها غير مسار الشركة الى الأفضل
ومن العجيب أن مها العتيبي شاعرة وعلى عادة الشعراء يترجمون ما بداخلهم الى قصائد معبرة وقد كتبت هذه القصيدة بعد معاناة
يا عزوتي
العين منها النوم مسروق
على قول تخطيه وتخمه
الله يكفيني الشر والعوق
وطاعة الله فرض وسنة
يرزقني اللي رزق مرزوق
برزق ما لأحد فيه منه
يرفع رصيد بنت العود فوق
سحابته تجلا كل هما وغمه
ودانها ماله رعود ولا بروق
من غيث مزونه مستهله
نبت ربيعها جايله فروق
والأجواء صافية ومستكنه
وصلى الله على خير مخلوق
نبينا محمد شفيع الأمه
وقالت أيضا
بنت بدوي وأحب المواجيب
وأحب ديار نجد العذية
وأحب أرقى طوال المراقيب
وأحب أسافر بديار خلية
وما يميز مها البدوية أنها تحب رد الجميل ودائما تردد أبيات لأحد الشعراء
رد الجمايل من طبوع الوفيين
ولا للجمايل فالجمايل بدايل
واليا حداك الوقت لمواجه الدين
دين الفلوس ولا ديون الجمايل

 

 

 

 

 

ومن الجدير بالذكر ان نعرض قصة نجاحها في جنوب أفريقيا حيث واجهت مها العتيبي الصعاب حيث لم يكن الطريق مفروشا بالورود أمامها لتأسيس شركة فجر الغد للسياحة والسفر في 2017 ومن ذلك العام حققت لها مكانة متميزة في صنع البرامج السياحة المتكاملة التي تقدمها للوفود السياحية الى جانب الخدمات الرائعة للطلاب الوافدين من دول الخليج والشرق الأوسط مثل التسجيل لدارسة اللغة الإنجليزية والقبول بالجامعات ودراسة الطيران بالمعاهد الأكاديمية والحجز بالفنادق والمنتجعات وتنظيم رحلات السفاري والغوص
وفي بعدها عن الوطن لا تنسى بنت دغيم كرم الضيافة في مكتبها القهوة المهيلة والتمر الفاخر وترسيخ الثقافة العربية في كيب تاون .
وأشادت مها العتيبي برؤية المملكة 2030التي أطلقت العنان للأفكار الإبداعية للشباب السعودي وتمكين المرأة بالعمل في شتى المجالات
وأخيرا حققت بنت دغيم طموحاتها كسيدة أعمال سعودية تثق في قدرتها لتحدي الصعاب ونختم القصة بقول الشاعر
نطيح من عثرات الأيام ونقوم
وتزيدنا الطيحة شموخ وكرامة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى