اقتصاد

7,3 مليار دولار عائدات الاكتتاب في أسواق الخليج العربي

دبي – سويفت نيوز:

أظهر عام 2014 مؤشرات قوية على الانتعاش من حيث نشاط الاكتتابات العامة الأولية في دول مجلس التعاون الخليجي منذ تباطؤ أداء أسواق المال في أعقاب الأزمة المالية. كان التحسّن في أداء السوق وأساسيات الاقتصاد الكلي وكذلك البيئة التنظيمية المواتية من العوامل التي ساهمت في ارتفاع معنويات السوق الإيجابية وفتح شهية المستثمرين، وتشجيع الشركات المصدرة لتنفيذ خطط الاكتتاب الخاصة بها، بحسب ما توصل إليه فريق أسواق المال في بي دبليو سي الشرق الأوسط.

شهد الربع الأخير من عام 2014 ما مجموعه خمسة اكتتابات عامة أولية في دول مجلس التعاون الخليجي محققة عائدات بقيمة 7.3 مليار دولار أمريكي، ما يمثل زيادة كبيرة مقارنة بالربع نفسه من العام الماضي الذي شهد ما مجموعه ثلاثة اكتتابات بعائدات 179 مليون دولار أمريكي. وكان أداء الاكتتابات خلال الربع الأخير من عام 2014 أيضاً أقوى من الربعالسابق من العام نفسه، حيث بلغتعائداتاثنين من الاكتتابات ب 1.6 مليار دولار أمريكي.و شملت عمليات الطرح خلال هذا الربع البنك الأهلي التجاري الذي أدرج أسهمه في سوق تداول السعودية وحقق 6.0 مليار دولار أمريكي ما جعله أكبر اكتتاب خلال عام 2014 في دول مجلس التعاون الخليجي، إلى جانب شركةدبيباركسآندريزورتسشمع. التي أدرجت أسهمها في سوق دبي المالي وحققت عائدات بقيمة 695 مليون دولار أمريكي، وشركة أمانات القابضة ش.م.ع التي أدرجت هي أيضاأسهمها في سوق دبي المالي محققة 382 مليون دولار أمريكي، وشركة الصناعات الكهربائية ش.م.ع وأدرجت أسهمها في سوق تداول وحققت 194 مليون دولار أمريكي، وكذلك شركة المها للسيراميك التي أدرجت أسهمها في سوق مسقط للأوراق المالية وحققت عائدات بقيمة 21 مليون دولار أمريكي.

وبالنظر إلى أداء سوق الاكتتابات العامة الأولية لهذا العام، فقد بلغ عدد الشركات التي أدرجت أسهمها في أسواق المال ما مجموعه 16 شركة بإجمالي عائدات 10.8 مليار دولار أمريكي مقابل تسعة اكتتابات بعائدات 702 مليون دولار أمريكي خلال عام 2013. يستحوذ الربع الأخير من عام 2014 على نسبة 68% من إجمالي العائدات التي تحققت خلال السنة والبالغة 10.8 مليار دولار أمريكي. شهد النصف الأول من عام 2014 في المجمل تسعة اكتتابات بقيمة 1.9 مليار دولار أمريكي، في حين شهد الربع الثاني سبعة اكتتابات بقيمة 8.9 مليار دولار أمريكي. وبالتالي، كان النصف الأول الأقوى من حيث عدد الاكتتابات، بينما كان النصف الثاني الأقوى من حيث إجمالي قيمة الطرح.

استحوذت كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة على النصيب الأكبر من حيث نشاط سوق الاكتتابات خلال عام 2014، حيث بلغ نصيب المملكة العربية السعودية ما نسبته 38٪ من إجمالي عدد الاكتتابات و63٪ من إجمالي العائدات، بينما بلغ نصيب الإمارات العربية المتحدة ما نسبته 31٪ من إجمالي عدد الاكتتابات و27٪ من إجمالي العائدات المحققة. إذ  يواصل السوق السعودي”تداول” تربعهعلى عرش أسواق المال الأكثر سيولة في المنطقة، كما شاهدنا انتعاش النشاط في دولة الإمارات العربية المتحدة ولا سيما في سوق دبي المالي خلال عام 2014. بالإضافة إلى ذلك على مدار السنوات الأخيرة لقد شاهدنا اهتماماً متزايداً من الشركات الإقليمية بطرح أسهمها في بورصة لندن مثل شركة الخليج للخدمات البحرية ومجموعة مستشفيات النور وشركة داماك للتطوير العقاري المحدودة (“داماك”) وشركة أكشن للفنادق بي ال سي.

وأوضح ستيفن دريك، رئيس قسم أسواق المال لدى بي دبليو سي في منطقة الشرق الأوسط اننا قد شاهدنا في عام 2014 بعض الاكتتابات المؤثرة من بينها على سبيل المثال اكتتاب البنك الأهلي التجاري وما حققه من عائدات وهو ما يبرهن على تحسّن الإقبال على سوق الاكتتابات في المنطقة. ومع بقاء أسعار النفط عند مستويات منخفضة نسبياً وتدني عدد من مؤشرات السوق الإقليمية عمّا شاهدناه في الآونة الأخيرة، فإن التحدي الحقيقي هو ما إذا كان إقبال المستثمرين سيتواصل أم لا. سوف نعرف قريباً الإجابة على هذا التساؤل من خلال الاكتتابات المقررة للربع الأول من العام الجاري”.

وقد شهد سوق الاكتتابات العامة الأولية في أوروبا ارتفاعاً بنسبة 86.8٪ في قيمة الأموال التي تحققت خلال عام 2014 بعد مواجهة بعض التحديات/ العقباتفي السنوات الأخيرة بسبب عدم الاستقرار الاقتصادي. كانت الآمال معقودة على سوق الاكتتابات العامة في أوروبا كي يسجل أرقاماً قياسية خلال العام، غير أن نشاط الاكتتابات عانى من التقلب المتزايد في السوق خلال النصف الثاني من العام. اذ بلغت قيمة العائدات الإجمالية 69.3 مليار دولار أمريكي من 235 اكتتاباً، احتلت على إثرها بورصة لندن موقع الصدارة تلتها بورصة يورونكست والبورصات الإسبانية. شهد سوق الاكتتابات العامة الأولية في المملكة المتحدة 112 اكتتاباً خلال عام 2014 محققاً عائدات مجمّعة قدرها 27.9 مليار دولار أمريكي حيث جاء على رأس قائمة الاكتتابات شركة خدمات المساعدة على الطريق AA محققة 2.4 مليار دولار أمريكي وشركة الخصومات B&M التي حققت 2.0 مليار دولار أمريكي. ومن  بين 112 اكتتاباً في بورصة لندن، بلغت نسبة الاكتتابات الواردة من خارج أوروبا 14٪ ، وكانت غالبية جنسيات الشركات المصدرة من البلدان الآسيوية. وقد شهدت بورصة يورونكست أمستردام أكبر اكتتابين خلال عام 2014 في أوروبا، بينما كان أكبر اكتتاب شهده الربع الأخير من العام عندما حقق صندوق التحوط بيرشينغ سكوير الأمريكي 2.7 مليار دولار في بورصة يورونكست أمستردام. وفي الربع الثالث حققتمجموعةNN، ذراع التأمين لشركة الخدمات المالية الهولنديةمجموعةING، عائدات بقيمة 2.4 مليار دولار أمريكي. أما ثاني أكبر الاكتتابات في أوروبا خلال الربع الأخير فكان من نصيب البورصة الألمانية من خلال شركة روكت إنترنت التي طرحت أسهمها في صفقة جمعت 1.8 مليار دولار أمريكي. ومن ناحية أخرى، تواصل الاكتتابات المدعومة بالأسهم الخاصة المساهمة بشكل فاعل في نشاط سوق الاكتتابات الأوروبية في عام 2014 بما يمثل 27.7٪ من إجمالي عدد الصفقات و47.2٪ من إجمالي الأموال المحققة.

أسواق الديون

كما واصلت أسواق الديون في دول مجلس التعاون الخليجي نشاطها في عام 2014 بفضل تنامي ثقة الشركات المصدرة إلى جانب الطلب القوي من قبل المستثمرين. وعلى الرغم من الاضطراب الاقتصادي والسياسي العالمي، ظلت أسواق رأس المال نشيطة ورأينا دخول مصدري الديون إلى السوق بكل ثقة.

كانت دولة الإمارات العربية المتحدة لاعباً رئيسياً خلال الربع الأخير من عام 2014 من حيث سندات الشركات بإصدارات بارزة منها على سبيل المثال بنك الإمارات دبي الوطني ش.م.ع الذي أصدر سندات بقيمة 1.0 مليار دولار أمريكي، وشركة مبادلة جي إي كابيتال ش.م.ع التي أصدرت سندات بقيمة 500 مليون دولار أمريكي، وكلا الإصدارين بفترة استحقاق تبلغ خمس سنوات. كما أصدر بنك الكويت المركزي سلسلة من السندات خلال هذا الربع تشمل سندات على خمس شرائح قيمة كل منها 510 مليون دولار أمريكي، وسندات بقيمة 595 مليون دولار أمريكي، وسنداتعلى ثلاثشرائح قيمة كل منها 425 مليون دولار أمريكي.كما وأصدر بنك الكويت المركزي أيضاً أربع شرائح من سندات الخزينة قيمة كل منها 170 مليون دولار أمريكي.

وعلى صعيد سوق الصكوك، أصدرت شركة ممتلكات البحرين القابضة ش.م.ب أول إصداراتها من الصكوك بالدولار الأمريكي خلال الربع الأخير من العام بقيمة 600 مليون دولار أمريكي. وفي أول إصداراتها في سوق الديون، طرحت شركة فلاي دبي التي تتخذ من دولة الإمارات العربية المتحدة مقراً لها، الصكوك بقيمة 500 مليون دولار أمريكي في شهر نوفمبر. وكذلك على مستوى صكوك الشركات، أصدرت شركة مركز دبي المالي العالمي للاستثمار ذ.م.م، الذراع الاستثمارية لمركز دبي المالي العالمي، صكوكاً بقيمة 700 مليون دولار أمريكي. وعلى صعيد الصكوك السيادية، كان مصرف البحرين المركزي أحد أكثر المصدرين نشاطاً بثلاث شرائح من الصكوك قيمة كل منها 53 مليون دولار أمريكي، فضلاً عن ثلاث شرائح أخرى من الصكوك قيمة كل منها 95 مليون دولار أمريكي.

وأفاد ستيف دريك ان أسواق الديون واصلت مسيرة نموها وتطورها في المنطقة خلال عام 2014 حيث رأينا بعض الشركات تدخل السوق لأول مرة إلى جانب إصدار وتأسيسهيكلة ديون جديدة. وعلاوة على ذلك، فقد أصدرت بعض الجهات التنظيمية في المنطقة، أو سوف تصدر في القريب العاجل، قوانين جديدة لتحسين الإطار التنظيمي لسوق السندات والصكوك بما يساعد ويحفّز على المزيد من الإصدارات. تشير التوقعات إلى استمرار نشاط سوق الديون في المنطقة خلال عام 2015؛ إلا أننا لم نشهد بعد ما سيسفر عنه انخفاض أسعار النفط من تداعيات على أسواق الدين في المنطقة “.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى