مقالات

تكنولوجيا المعلومات وحماية الحياة (النفس)

بقلم / الدكتور سامح أبو طالب 

 تعتبر حماية الحياة وحفظ النفس والعناية بها من أهم مقاصد الشريعة الإسلامية الضرورية، فقد وضع الشارع جل وعلا من الأحكام الشرعية ما يكفل تحقيق تلك المصلحة ويحفظ تلك الكلية عن طريق جلب المصلحة لها ودرء المفسدة عنها، هذا ومقصد حفظ النفس قد تعددت التعريفات الفقهية الواردة عليه ومن ذلك:

– تعريف الإمام الغزالي في قوله: “حفظ النفوس والأرواح المقصود بقاؤها في الشرع”.
– كما عرفها ابن عاشور بأنها: “صيانتها من التلف أفراداً وجماعات”.
– وعرفها الخادمي بأنها: “مراعاة حق النفس في الحياة والسلامة والكرامة والعزة”.

دور تكنولوجيا المعلومات في حماية الحياة وحفظ النفس:

تلعب تكنولوجيا المعلومات دورًا هامًا في حماية الحياة وتحقيق كلية حفظ النفس، سواءً كان ذلك الدور من ناحية الوجود والذي يتم من خلال إبراز الأسباب الوسائل المادية والمعنوية التي من شأنها أن تساهم في المحافظة على النفس الإنسانية وبقاؤه متمتعًا بالقوة الذاتية، أو من جانب العدم وذلك من خلال كبح الأسباب التي تؤدي إلى فناء النفس الإنسانية أو هلاكها، ودفع أي اعتداء أو عدوان قد يطالها ويؤدي إلى عجزها أو إضعافها، ويتضح ذلك في النقاط التالية:

1- تساهم تكنولوجيا المعلومات بوسائلها المختلفة في التأكيد على أهمية الحياة الإنسانية وأن حق  الوجود والبقاء هو حق مصون ومقدس، ويجب حفظه وتحريم الجرائم التي تفتك به وفي مقدمة ذلك جريمة القتل وإزهاق الأرواح بأنواعه المختلفة وصوره المتعددة،  فوسائل الاتصال الحديثة بمحتوياتها المختلفة  باتت تلعب دورًا كبيرًا في منع ممارسة جرائم العنف بكافة ألوانها وأشكالها وفي مقدمة ذلك جريمة قتل النفس البشرية بمختلف صورها.

2- تقوم وسائل تكنولوجيا المعلومات ببث روح الأمل في النفوس بما يساعدها على البقاء   ويبعدها عن أي محاولة لإنهاء الحياة عبر الانتحار، وأثبتت التجارب الأثر الإيجابي لاستخدام مواقع  التواصل الاجتماعي ومنع الانتحار، من خلال توعية الأفراد عبر المبادرات الاجتماعية، والبرامج التي تقدم الاستشارات لمن يعانون من التفكير في الانتحار أو الاقدام عليه.

3- تعمل تكنولوجيا المعلومات على التشجيع على ما من شأنه أن يبقي على النفس الانسانية  ومن ذلك تيسير الزواج الشرعي، عبر وسائل التواصل الاجتماع الحديثة من شأنها أن تقرب العلاقات وتعمل على تيسير على التعارف والتألف بين الذكر والأنثى وفقًا لنهج شرعي،  بحيث يمكن عرض فكرة  الزواج عبر مواقع التواصل الاجتماعي وصفحات التواصل المنتشرة بكثافة هذه الأيام، بحيث يتم الزواج بهذه الطريقة كغيرها من الطرق التي تحقق هذه الغاية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى