سياحة وطيران

مؤتمر التحول الرقمي لصناعة بيانات الملاحة الجوية يرسم خارطة طريق للمستقبل

دبي- هشام رفعت:5efc6194-382e-466c-9138-d1c83b450294 54ea9b37-744b-477c-9308-4c783c823ee2 282246c0-8f19-4773-a3a7-d18a002268f4

اختتم مؤتمر التحول الرقمي من نظم خدمات بيانات الملاحة الجوية إلى نظم إدارة بيانات الملاحة الجوية الذي استضافت دبي أعماله مؤخرا بإصدار عددا من التوصيات الهامة التي ترسم خريطة طريق لتسريع وتسهيل وتنظيم عملية التحول الرقمي على مستوى العالم .

 ودعت التوصيات الختامية للمؤتمر إلى تعميق التعاون والتنسيق بين مختلف الدول  لتحسين مستويات الخدمات المقدمة، وتوحيد الإجراءات والمعايير .

وطالب المشاركون المنظمة الدولية للطيران المدني (ايكاو) بوضع قوائم بالاشتراطات المطلوب توافرها في العاملين في نظم إدارة بيانات الملاحة الجوية ونوعية ومستوى التدريب الذي يجب ان يحصلوا عليه والمهارات التي يجب ان يتمتعوا بها، ووضع معايير ومؤشرات لقياس مستوى كفاءتهم.

وطالبت التوصيات الختامية مقدمي خدمات بيانات الملاحة الجوية بمواصلة الاستثمار في تطوير التقنيات والبرمجيات المستخدمة لمواكبة عملية التحول الرقمي. كما طالب المشاركون ايضا بضرورة مواكبة التشريعات الوطنية في مختلف الدول للسياسات والمفاهيم والتوصيات التي تصدرها المنظمة الدولية للطيران المدني .

واكد المشاركون ضرورة تبني النموذج الاوروبي  في التعامل مع إدارة بيانات الملاحة الجوية، الذي يتعامل مع المجال الجوي للدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي باعتباره كتلة واحدة وفضاء متصل، مشيرين إلى ضرورة تشجيع الدول الخليجية التي شرعت في تطبيق مشاريع مماثلة .

ودعا المشاركون سلطات الطيران المدني في مختلف دول العالم إلى تفهم الدور الذي يمكن لنظم إدارة بيانات الملاحة الجوية أن يلعبهفي تحقيق التكامل مع الوسائل التقليدية لزيادة كفاءة وطاقة المجال الجوي.

ونبه المشاركون في  المؤتمر شركات الطيران إلى ضرورة مراعاة ان توفر التجهيزات التقنية في كبائن قيادة الطائرات الجديدة التي تقوم شركات الطيران بشرائها لإحلالها محل الاجيال القديمة من الطائرات، الفرصةللطيارين لاستقبال بيانات الملاحة الجوية بصورة فورية عبر كافة مراحل الرحلة، وهو ما يمكن ان يسهم في تحسين السلامة الجوية وتقليص نفقات التشغيل والحد من البصمة الكربونية لصناعة الطيران .

وطالب المشاركون في المؤتمر بضرورة توحيد البنية التحتية التقنية المستخدمة في إدارة بيانات الملاحة الجوية لضمان القابلية التشغيلية لحزم البيانات والمعلومات بصرف النظر عن النظم التقنية المستخدمة في إعدادها.

ودعا المشاركون في المؤتمر الشركات المصنعة لتقنيات وبرمجيات إدارة بيانات الملاحة الجوية لتبسيط وتطوير وتطويع التطبيقات لتناسب احتياجات مختلف شرائح مستخدمي المجال الجوي.

ولفت المشاركون في المؤتمر الذي استمر لمدة 3 ايام وتخلله عقد 6 جلسات، إلى ان التحول من انظمة خدمات بيانات الملاحة الجوية إلى انظمة إدارة بيانات الملاحة الجوية، مسؤولية جماعية لكافة الاطراف العاملة في صناعة الطيران، وليس مزودو خدمات بيانات الملاحة الجوية فقط .

وطالب المشاركون في المؤتمر الهيئات التعليمية ومراكز التدريب المتخصصة في مجال الطيران بوضع مناهج وورش عمل متخصصة لتأهيل العاملين في مجال إدارة بيانات الملاحة الجوية.

وقال ابراهيم اهلي المدير العام لمؤسسة ( دبي لخدمات الملاحة الجوية):”رسم المؤتمر الذي استضافته مؤسسة دبي لخدمات الملاحة الجوية، والذي يعقد لأول مرة في منطقة الشرق الاوسط خريطة طريق لتسريع التحول الرقمي من انظمة خدمات بيانات الملاحة الجوية إلى نظم إدارة بيانات الملاحة الجوية، وهو ما يبشر ببداية حقبة جديدة في صناعة النقل الجوي تتميزبأقصى درجات السلامة والانتظام والكفاءة”.

ولفت ابراهيم إلى ان جلسات النقاش التي تخللت المؤتمر اكدت ان دولة الإمارات العربية المتحدة متقدمة على الكثير من دول العالم في مراحل تطبيق التحول الرقمي لبيانات الملاحة الجوية، مما جعلها تمتلك خبرة موسعة يمكن للدول الاخرى ان تستفيد منها في انجاز عملية التحول بسرعة وسهولة .

وقال فيرناندو لوبيز رئيس الاتحاد الدولي لاتحادات إدارة بيانات الملاحة الجوية” ان التحول الرقمي اصبح ضرورة حتمية مع انتقال صناعة الطيران العالمية من الحقبة التي كان عدد الطائرات فيها صغيرا والمجال الجوي كبيرا، إلى المرحلة الحالية التي تتسم بزيادة عدد الطائرات وتقلص مساحة المجال الجوي المتاحة، مما يعني ان نموذج العمل القديم الذي كانت تطبقه شركات خدمات بيانات الملاحة الجوية لم يعد قادرا على استيعاب التطورات”.

واستحوذت تجربة مؤسسة (دبي لخدمات الملاحة الجوية) في التحول الرقمي من انظمة خدمات بيانات الملاحة الجوية إلى انظمة إدارة بيانات الملاحة الجويةعلى اهتمام المشاركين في المؤتمر.

واكد محمد الكرنز عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر ومسئول التدريب في مؤسسة (دبي لخدمات الملاحة الجوية) ان الشركة تلقت طلبات من العديد من الوفود المشاركة لتدريب العاملين في دولهم.

وكشف محمد ان مؤسسة دبي لخدمات الملاحة الجوية ستبدأ في عام 2016 في تشغيل اكبر واحدث مركز تدريب من نوعه في الشرق الاوسط لتدريب وتأهيل العاملين على خدماتالملاحة الجوية.ويستطيع المركز المجهز بأحدث التقنيات والبرمجيات والمدربين والمحاضرين تلبية الاحتياجات التدريبية للعاملين من مختلف أنحاء العالم.

وقال محمد:” قطعت مؤسسة (دبي لخدمات الملاحة الجوية) شوطا طويلا في رحلة التحول الرقمي وصياغة معايير ومؤشرات لقياس كفاء اداء العاملين وتحديد المهارات الفنية التي يجب ان يتمتعوا بها”.

وقامت مؤسسة (دبي لخدمات الملاحة الجوية) خلال الاشهر القليلة الماضية بزيادة عدد العاملين في إدارة بيانات الملاحة الجوية بنسبة 40% ليرتفع العدد الإجمالي للعاملين من 24 إلى 32  مهنياً ، كما قامت المؤسسة ايضا بشراء عددا من التقنيات المتطورة مثل نظم الرسائل الملاحية الاوتوماتيكية (AMHS) ونظام “افيتيك” (AVITECH) ونظام التتبع الاوتوماتيكي (AT3) واحدث اجهزة المحاكاة(SIMULATOR)

ويتلقى قسم إدارة بيانات الملاحة الجوية بمؤسسة (دبي لخدمات الملاحة الجوية) حوالي 3000 رسالة اوتوماتيكية في اليوم الواحد تتعلق بخطط الطيران، اي ما يعادل 90 الف رسالة شهريا .

ويصل عدد خطط الطيران التي تنجزها شهريا إدارة بيانات الملاحة الجويةبمؤسسة (دبي لخدمات الملاحة الجوية)36 الف خطة، أي ما يعادل 1200 خطة يوميا. ومن المتوقع ان يرتفع هذا العدد خلال العام الحالي ليصل إلى 1300 رحلة يوميا، تغطي مطاري دبي وال مكتوم الدوليين.

وتسعى(مؤسسة دبي لخدمات الملاحة الجوية) للارتقاء بصناعة خدمات الملاحة الجوية، من خلال مجموعة من البرامج والانشطة، التي تسهل نقل المعارف والتجارب العالمية بين العاملين في القطاع، وتسهم في الارتقاء بالممارسات، وصولا إلى أعلى مستويات الجودة والدقة على المستويين المحلى والعالمي.

وشارك في المؤتمر ألذي اقيم، تحت رعاية سمو الشيخ احمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران المدني، رئيس مؤسسة مطارات دبي، أكثر من 29  خبيرا و 80 عارضا من مزودي البرمجيات والتقنيات الخاصة بنظم إدارة معلومات الملاحة الجوية، ينتمون إلى 75 دولة من مختلف انحاء العالم. بالإضافة الى مشاركة نحو 200 من المهتمين والمعنيين بهذه الصناعة.

ويأتي انعقاد المؤتمر في وقت تشير فيه توقعات مجلس المطارات العالمي إلى ارتفاع عدد المسافرين جوا عبر العالم إلى 7.4 مليارات نسمة بحلول عام 2020، وزيادة حركة الطائرات بنسبة 3.5%، وحركة الشحن بنسبة 5.4% خلال نفس الفترة.

ووفقا لتقديرات الهيئة العامة للطيران المدني، تستحوذ دولة الإمارات العربية المتحدة على حصة كبيرة من الزيادة المتوقعة في حجم الحركة الجوية، حيث من المتوقع ان يرتفع حجم الحركة الجوية عبر مطارات الدولة إلى 1.13 مليون حركة جوية في 2015، تقفز إلى 1.63 مليون حركة جوية بحلول عام 2030.

شاركت في المؤتمر عددا من الشركات المصنعة والمزودة لبرمجيات وتقنيات إدارة معلومات الملاحة الجوية مثل “ايفيتيك” و”ثاليس” و”كومسوفت” و”إي أس أر اي” و”إي تي في” و”فركونتيس” و”اي جي اكس”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى