مقالات

أحاديث حظرٍ معقّمة (81)

بقلم – عدنان صعيدي

من اللافت أن الأعمال الأدبية المتحللة من القيم الأخلاقية او المجترئة على الذات الالاهية والانبياء تجد رواجا كبيراً لدى المتلقي فتنفد النسخ وتعاد الطباعة مرات عديدة، وأذكر أن الكاتب الكبير احسان عبد القدوس ــ يرحمه الله ــ قال لنا عندما التقيناه في القاهرة ــ وكنا مجموعة من طلاب قسم الإعلام في زيارة علمية لمصرــ إنه كان يغضب عندما يمنع الرقيب روايته او ما يكتبه ــ لسبب سياسي او أخلاقي ــ من التداول، لكنه اكتشف أن عدد المبيعات يزيد كثيراً في حالة المنع ففرح، وعلل ذلك بان المنع استدعى أن يكون لدى كل فرد من الأسرة نسخته الخاصة التي يخفيها بينما الروايات المسموحة يقوم رب الاسرة بشراء نسخة واحدة يقرأها كل من في البيت، وهذا تأكيد على قول الأستاذ الحساني عندما أشار الى ان الجهات المعنية بمنح الجوائز لا تمنحها الا لتلك الأعمال التي بها سقطات أخلاقية او جرأة على الجانب الديني، والأمر ليس بمستحدث كما يقول الأستاذ الحساني بل له امتداد تاريخي ومثال ذلك كتاب ( الأغاني لابي فرج الاصبهاني ) الذائع الصيت حيث التقط من أحوال زمانه ما هو مسيء الى اهل ذلك الزمن وقام بتدوينه ونشره .

واقعنا اليوم والذي له جذور ممتدة عبر العصور هو حب الناس لكشف المستور وتلقف السقطات ونشر المثير والمستفز ليس فقط فيما يطبع ولكن أيضا فيما يذاع عبر الإذاعة والتلفزيون ووسائط التواصل الحديثة . . يتبع .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى