سيارات

بورشه تتصدر المراكز الأولى في لومان على متن “919 هايبريد”

دبي- هشام رفعت:
M15_1646 M15_1985 M15_1986 M15_1987أنجزت بورشه مهمتها بنجاح عندما أحرزت الفوز الإجمالي السابع عشر لها في النسخة الثالثة والثمانين من سباق “لومان” Le Mans الأسطوري الذي يستمر 24 ساعة، وأنهت السباق بأسلوب مشرّف في المركزيْن الأول والثاني. وقد فاز النيوزيلندي ’إيرل بامبر‘ والألماني ’نيكو هالكنبيرغ‘ والبريطاني ’نيك تاندي‘ بالكأس المنشود على متن سيارتهم المُبتكرة بورشه “919 هايبريد” 919 Hybrid، بعد مرور 45 عاماً بالتحديد على أوّل فوز إجمالي لبورشه على حلبة “لا سارث” La Sarthe. واكتملت فرحة صانع السيارات الرياضية بحلول ’تيمو بيرنهارد‘ (ألمانيا) و’بريندون هارتلي‘ (نيوزيلندا) و’مارك ويبر‘ (أستراليا) على سيارة “919 هايبريد” الأخرى في المركز الثاني. أما بالنسبة إلى سيارة بورشه “أل أم بي1” LMP1 الثالثة، بقيادة الفرنسي ’رومان دوما‘ والسويسري ’نيل ياني‘ والألماني ’مارك ليب‘، فقد وصلت إلى خطّ النهاية في المركز الخامس.

يسطع نجم بورشه كصانع السيارات الوحيد الذي نجح في الفوز بأصعب سباق تحمّل في العالم لهذا العدد الهائل من المرّات، ما أتاح له تكوين رابط وثيق بأسطورة لومان. وقد حصدت الشركة في فوزها السابق المركزيْن الأول والثاني أيضاً، عندما أحكم البريطاني ’ألان ماكنيش‘ والفرنسي ’لوران اييلو‘ و’ستيفان اورتيلي‘ (موناكو) قبضتهم على المركز الأول على متن سيارة بورشه “جي تي1” GT1.

في هذه المناسبة، قال السيد ماتياس مولر، الرئيس التنفيذي لشركة بورشه الألمانية لصناعة السيارات: “فوزنا بالمركزيْن الأول والثاني في سباق لومان 2015 مذهل لدرجة تفوق الوصف. لقد عمل أعضاء الفريق جاهدين طوال الأعوام الثلاثة أو الأربعة الأخيرة، ويستحقون هذا النجاح عن جدارة.”

كما كان للسيد وُلفغانغ هاتز، عضو مجلس الإدارة المسؤول عن الأبحاث والتطوير لدى شركة بورشه التعليق التالي: “أعتبر فوزنا بالمركزين الأول والثاني في العام الثاني لنا فحسب على المشاركة في لومان، بمثابة مكافأة عظيمة لمهندسي سيارة ’919 هايبريد‘ على براعتهم وجهودهم وإصرارهم، وتقدير قيّم لجهود أعضاء فريق العمل المئتيْن وثلاثين.”

يجدر الذكر أنّ بورشه لم تدخل معترك قمة سباقات التحمّل سوى في العام الماضي، بعدما اجتذبتها القوانين الجديدة التي تركّز على الفعالية. بناءً لذلك، عمد مركز الأبحاث في “فايساخ” Weissach إلى تطوير أكثر سيارة مُبتكرة على الإطلاق في لومان، ألا وهي “919 هايبريد” 919 Hybrid، التي تنبض بمحرك توربو عصري صغير السعة مع نظاميْن لاسترجاع الطاقة بقوة إجمالية تبلغ حوالى 1,000 حصان. وتتألق هذه السيارة بكونها مختبر أبحاث لسبر أغوار الفعالية التي يمكن بلوغها في طرازات الشركة الرياضية المستقبلية المخصصة للإنتاج التجاري.

تمّ اختبار جميع أنظمة سيارة السباق هذه شديدة التعقيد حتى حدودها القصوى في النسخة الثالثة والثمانين من سباق “لومان 24 ساعة”. ونظراً للمنافسة الشديدة، بالأخص بين سيارات بورشه “919 هايبريد” و”أودي” Audi النموذجيّة، قاد السائقون سيارات بورشه بسرعة كبيرة وكأنهم في تجارب تأهّلية طوال 24 ساعة بالتمام والكمال. بالحديث عن التجارب التأهّلية، لم تكتفِ سيارات بورشه الثلاث باقتناص المراكز الثلاثة الأولى فحسب على شبكة الانطلاق، بل حققت وقتاً تأهّلياً قياسياً جديداً على الحلبة البالغ طولها 13.629 كلم. كما تألّقت بورشه بأداء فريق الحظائر لديها، الذي أجرى 90 توقفاً بالإجمال في زمن أسرع بكثير من الفرق المنافسة.

انطلقت سيارة بورشه النموذجية الفائزة بالسباق (رقم 19) من المركز الثالث على شبكة الانطلاق. لكن سرعان ما انحدر ترتيبها إلى المركز الثامن في بداية الأمر قبل أن تستقرّ في المركز السادس لفترة أطول. واللافت بالأمر، أنّ بورشه أوكلت مهمة قيادة هذه السيارة في السباق الكلاسيكي الملحمي إلى سائقين مُبتدئين نوعاً ما. فسائق الفورمولا واحد ’نيكو هالكنبيرغ‘، الذي استمتع بقيادة السيارة في أكثر فترات السباق تشويقاً، ألا وهي الانطلاقة والنهاية، لا يحظى بخبرة في لومان. وكذلك الأمر بالنسبة إلى ’إيرل بامبر‘. أما بالنسبة إلى المتسابق الثالث ’نيك تاندي‘، فخاض سباقيْ “لومان” على أقل تقدير لصالح بورشه ضمن فئة “جي تي” GT. وقد حافظ السائقون الثلاثة على رباطة جأشهم، ما أتاح لهم البقاء هادئين ومركّزين للغاية ليسجّلوا لفّات بسرعة فائقة من دون أخطاء.

تصدّرت سيارة بورشه رقم 17 المراحل الأولى لهذا السباق الماراثوني الطويل، الذي يستنزف الإنسان والآلة على حدّ سواء. لكنها تعرّضت إلى جزاء “توقف وانطلاق” لمدة دقيقة واحدة في نهاية الثُلث الأول من السباق، ما أرجعها إلى المركز الرابع. إلا أنّ هذا الجزاء لم يردع ’تيمو بيرنهارد‘ و’بريندون هارتلي‘ و’مارك ويبر‘ عن المثابرة بانتظام حتى الوصول إلى المركز الثاني.

على صعيد آخر، لم تكن مهمة سائقي سيارة بورشه “919 هايبريد” الثالثة سهلة بتاتاً، إذ خسر صاحب مركز الانطلاق الأول ’نيل ياني‘ الصدارة بعد الانطلاق مباشرة لصالح ’تيمو بيرنهارد‘. كما لم يكن السائقون مرتاحين بثبات السيارة رقم 18 أثناء الكبح، الواقع الذي ازداد سوءاً مع خروجهم مرّتيْن عن الحلبة. نظراً لهذه العوامل، لم يستطع الثلاثي السريع تسجيل أكثر من المركز الخامس.

تعليقاً على فوز بورشه المُبهر، قال السيد فريتز إنزينغر، نائب رئيس ’أل أم بي1‘: “يصعب عليّ تصديق فوزنا بلومان في المحاولة الثانية فحسب على عودتنا إلى هذا السباق، خاصة وأنّ كثيراً من الأشخاص عاش لتحقيق هذا الحلم وسعى إليه بالتزام مذهل. أودّ التوجّه بالشكر إلى فريقنا الرائع الذي نما باستمرار طوال الثلاثة أعوام ونصف، وبالأخص إلى مجلس إدارة بورشه الذي قدّم لنا الدعم المطلق في هذه المهمة. أحتاج إلى بضعة أيام لأستوعب ما أنجزناه.”

بدوره قال مدير الفريق أندرياس زايدل: “يصعب عليّ إيجاد الكلمات الملائمة لوصف شعوري نظراً لضخامة ما أنجزناه للتو. إنها مكافأة رائعة للجهود التي بذلها الفريق على حلبة السباق وفي ’فايساخ‘ طوال الأعوام الثلاثة والنصف السابقة. كنا على دراية باستعدادنا أكثر من العام الماضي بكثير، لكن لم نتوقع هذه النتيجة بتاتاً. واللافت بالأمر أنّ فوزنا لم يتأتّ عن حظ عاثر أصاب منافسينا، بل أتى عن جدارة واستحقاق على الأصعد كافة، إن كان من الميكانيكيين في المرأب أو المهندسين المسؤولين عن الإستراتيجية. كما كانت توقفات السيارات في الحظائر رائعة والسائقون ممتازين. أودّ التقدم بأحرّ التهاني من المتسابقين الثلاثة الفائزين.”

هذا وكان للسيد ألكسندر هيتزنغر، المسؤول التقني عن ’أل أم بي1‘، كلمات بهذه المناسبة: “نحن سعداء للغاية. الفوز بسباق لومان شعور لا يوصف، وأنا راضٍ جداً عن فريقنا الطموح الذي وظّف جهوداً استثنائية في هذا المسعى الطموح. لقد انكببنا على مشروع تطوير ضخم في العاميْن المنصرميْن، وما ذلك الفوز بالمركزيْن الأول والثاني سوى ثمرة أتعابنا.”

بالانتقال إلى السائقين، قال ’تيمو بيرنهارد‘ (السيارة رقم 17): “أحيّي زملائي في السيارة الفائزة رقم 19 على إنجازهم المذهل وسباقهم الرائع. كنا نخوض سباقاً جيداً، لكن لم يتسنّ لنا التعويض عن التأخير الذي تسبب به الجزاء. أما بالنسبة إلى خروجي عن الحلبة إلى منطقة الحصى، فالجميع يعلم أنّ السيارات الأبطأ يجب أن تبقى على خطّ التسابق، لكن هذا السائق غيّر مساره من دون إشعار مُسبق، ما اضطرّني إلى الخروج عن الحلبة إلى منطقة الحصى لتفادي الاصطدام به. على الرغم من أنّ العواقب لم تكن وخيمة، لكن هذا النوع من الحوادث يسبب مشاكل عديدة. لكن هذه حال السباقات.”

أما بالنسبة إلى ’بريندون هارتلي‘ (السيارة رقم 17)، فقال: “اغرورقت عينايَ بالدموع في اللفة الأخيرة، نظراً لمدى الجهود التي بذلها الفريق لتحقيق هذه النتيجة. اعتلاء منصّة التتويج بمثابة حلم تحقق، وأكاد لا أصدق ما أنجزناه. أنا فخور جداً بفوز سيارتيْ بورشه بهذا السباق، وأشعر بالسعادة لكل شخص هنا.”

بدوره قال ’مارك ويبر‘ (السيارة رقم 17): “لقد قام السائقون في السيارة رقم 19 بعمل رائع، وقادوا بشكل استثنائي طوال 24 ساعة. كانت سيارتهم سريعة جداً بالأخص في فترة الليل. لا شكّ في أنّه يوم عظيم لبورشه. أما بالنسبة إلينا، فقد خضنا سباقاً سلساً، لكنّ سرعتنا لم تكن كافية في نهاية المطاف. لقد أبلى ’بريندون‘ و’تيمو‘ جيداً ونحن فخورون لبورشه. عزاؤنا كان بفوز سيارة أخرى ضمن الفريق.”

بالانتقال إلى السيارة رقم 18، قال ’رومان دوما‘: “إنه نجاح هائل لبورشه، لكن للأسف لم يكن سباقنا جيداً بعد أن واجهتنا بعض المتاعب. المهم أننا برهنا عن قدرة بورشه على الفوز، وذلك هو الهدف الرئيسي. بالطبع لم يكن وضعنا مريحاً، لكن هذه حال السباقات. النجاح الذي حققته بورشه مكافأة كبيرة لجميع الجهود التي وظّفناها منذ أواخر العام 2012.”

بدوره قال ’نيل ياني‘ (السيارة رقم 18): “لم يكن السباق الذي يتمناه فريق السيارة رقم 18، لكن على الأقل أنهينا السباق وحصدنا بعض نقاط البطولة. أما النتيجة الأبرز، ففوز بورشه المدوّي بالمركزيْن الأول والثاني.”

أما بالنسبة إلى ’مارك ليب‘ (السيارة رقم 18)، فقال: “تمنّينا إحراز نتيجة أفضل، ولكنّ الحظ لم يحالفنا اليوم. على الرغم من ذلك، سنحتفل الليلة. فهذا يوم عظيم للفريق برمّته ولبورشه أيضاً، وأنا فخور بأنني جزء من ذلك الفريق والشركة. أوّد التوجه بأحرّ بالتهاني إلى سائقي سيارتيْ بورشه رقم 19 و17 على نتيجتهم المشرّفة. لا شكّ في أنّ ذلك الفوز بالمركزيْن الأول والثاني يحمل معانٍ كبيرة.”

بالانتقال إلى السيارة الفائزة رقم 19، قال ’إيرل بامبر‘: “شعوري لا يوصف، بخاصة وأنني استمتعت بكلّ مرحلة من مراحل السباق. لقد كان يوماً طويلاً جداً بعد القيادة ليلاً ومن ثمّ في فترة الصباح. وعلى الرغم من أنّه لم يتسنّ لي سوى أخذ قسط يسير من الراحة، إلا أنني لست متعباً على الإطلاق لأنّ جسمي ممتلئ بأدرينالين الفرح حالياً. كانت مقصورة السيارة تعبق بشتى الأصوات الغريبة، لكنها أطربت أذنيّ كونها ارتبطت بمعنى الفوز بلومان.”

بدوره قال ’نيكو هالكنبيرغ‘ (السيارة رقم 19): “استمتعت بكلّ لحظة من السباق. فقيادة هذه السيارات ممتعة للغاية بالأخص على هكذا حلبة طويلة وضخمة. سرعتنا كانت مرتفعة بعكس ما تتوقعه من سباقات التحمّل، وعندما انخفضت الحرارة ليلاً باتت قيادة السيارة ممتعة بشكل خاص. بالطبع لم أكن ساذجاً لأتوقع أن تكون مهمة القيادة سهلة، نظراً للتحدّيات التي يكتنفها السباق، لكننا نجحنا في إنجاز المهمة.”

أما بالنسبة إلى ’نيك تاندي‘ (السيارة رقم 19)، فقال: “هذا يوم خلاّب. يصعب عليّ تخيّل أنني بتّ فائزاً بسباق لومان مع بورشه.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى