مقالات

دردشات على جدار الزمن (٤-١٢)

بقلم – حمود بن علي الطوقي:

اخيرا اصبحت املك بطاقة الاقامة واصبحت طالبا مسجلا لدى جامعة محمد الخامس هذه الجامعة العريقة التي تأسست عام ١٩٥٧ ساهمت في تدريس عدد كبير من الطلبة من مختلف البلدان العربية والافريقية وهذه الجامعة فتحت ذراعيها لكل طلبة العرب والافارقة من من تقطعت بهم السبل لتكملة دراساتهم الجامعية وحتى العليا ، كنت اتمنى ان تقدم بلادنا دعما لهذه الجامعة كانشاء مكتبة عامة او انشاء مبنى سكني للطلاب او كرسي للبحوث العلمية مفيد لتنمية العلاقات الاكاديمية بين البلدين الشقيقين .
اذكر ان في عام ١٩٨٨ كان يدرس في الجامعات المغربية قرابة ٣٥٠ طالب عماني يتوزعون في عدد من المدن المغربية من الرباط وفاس ومكناس ومراكش ووجدة والدار البيضاء ولكن السواد الاعظم من الطلبة يتوزعون بين الرباط وفاس .
اخترت الرباط ان تكون محطة لدراستي الجامعية والاقامة ستكون في حي اكدال الجميل .
خلال هذه الاثناء كان يتوافد عدد كبير من الطلبة عائدين من عمان بعد انقضاء الاجازة الصيفية وتعرفت على عدد كبير من الطلبة خاصة الذين يقطنون في ( حي اكدال) وهناك مجموعة اخرى يقطنون في احياء متفرقة منها حي حسان وحي الرياض وحي سلا المدينة . وحي المنارة وحي ابن خلدون ، وحي التقدم ودور الجامع . وحي العكاري وحي يعقوب المنصور.
المسافة المتحركة بين هذه الاحياء وبعضها احيا شعبية تمثل وتعكس ذاكرة المكان بكل تفاصيلها للطالب العماني حلوها ومرها .
ما بين هذه الاحياء تتشعب الازنقة وكل زنقة تشم من بعيد رائحة القهوة العمانية لتؤكد للمارة على طيبة وكرم هذا الطالب العماني الذي طقع الاف الاميال ليجد نفسه متنقلا بين ازنقة حي اكدال مثل زنقة مالوية وزنقة واد زيز وزنفة ام الربيع وزنقة عقبة وزنقة ازاكزا وزنقة ضاية عوا وزنقة حمزة وزنقة ضاية الرومي وغيرها من الازنقة المتداخلة والمتشابكة والمتفرعة من شوارع الابطال وعمر بن الخطاب وفاس وفال ولد عمير . وفرنسا وتصحو هذه الشوارع بصوت الطالب العماني منذ الصباح الباكر وهو يسلم على العساس ( بواب العمارة ) .
اذكر انني بعدما تعرفت الى الاحياء في الرباط كنت اذهب الى شارع محمد الخامس في وسط البلد ويبعد عن حي اكدال بحوالي ١٠ دقائق نقلا بواسطة الطاكسي ، او مشيا على الاقدام .
وعندما كنا كطلبة نتجاوز باب الرواح وندخل من باب (الحد ) وندخل شارع محمد الخامس نعتبر انفسنا ندخل في عالم اخر حيث الحركة التجارية النشطة وزحمة السيارات والمارة فالكل يمشي فهناك تجد من يتسول وفي المقابل تجد من يتعارك على اتفه الاسباب وترى الاطفال يلاحقونك لكي تعطف عليهم بدرهم ، وفي المقابل تجد المحلات التي تصطف على الشارع وتبيع اجود انواع من الملبوسات والادوات ، ويقع مبنى في هذا الشارع محطة الرباط الرئيسة للقطار محطة ( المدينة ) ومبنى البرلمان ، ويوجد ايضا في هذا الشارع اشهر الفنادق ومكاتب حكومية وبنوك ومقاهي راقية ولعل مقهى (بليما ) الاشهر في شارع محمد الخامس ويعتبر ملتقى للشعراء والادباء والمثقفين .
في شارع محمد الخامس ايضا يوجد محطة اتصال (سنترال. ) حيث يعتبر الوحيد الذي نقوم من خلاله بالاتصال في مسقط والاطمئنان على الاهل . وعادة عندما تأتي للاتصال تجد الطلبة العمانيين وغيرهم ينتظرون الدور حيث يتم الاتصال عن طريق كابينات صغيرة ولابد ان تحجز دورك وتنتظر لحين يتم مناداتك لكي تكمل اجراءات الاتصال .
طبعا عندما تصل الى شارع محمد الخامس الشهير. لابد وان تكمل مشوارك لزيارة السويقة والسويقة مصطلح تصغير . للسوق وفي معظم المدن المغربية توجد السويقة ، ويعتبر السويقة في الرباط من اشهر الاسواق المغربية الشعبية وقد تحتاج لساعات طويلة وانت تتجول وتتسوق في هذا السوق الشعبي (السويقة) فهنا تجد البضاعة المتنوعة والرخيصة وكنا نأتي الى السويقة للتبضع وشراء الاحتياجات من الملابس والادوات الالكترونية وغيرها من البضائع المتنوعة . وعندما كان يأتينا سائحا من عمان من الاصدقاء فلابد ان نصطحبه الى السويقة واذكر تاجرا مغربيا يبيع الملابس الجلدية والحرف التقليدية واسمه عبدالرحيم ، كان صديق للطلبة العمانيبن ومن خلاله نقوم بتبديل صرف الدولار الى الدرهم وكان يعطينا سعر افضل من البنك ، واصبح عبدالرحيم صديق لمعظم الطلبة ومحله مشهور لجودة منتجاته من الملبوسات الجلدية . والملابس المغربية التقليدية .
يتبع
في الحلقة القادمة ساتحدث عن عادة رمضان في المغرب وكيف يستقبل المغاربة هذا الشهر الفضيل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى