منوعات

هذه السعودية التي خطفت جائزة “العُلا” للتصميم

العلا_سويفت نيوز :

خطفت معمارية ومصممة سعودية جائزة العلا للتصميم، بعد تقديمها مجموعة من الوشاحات الفاخرة، التي تعكس جمال محافظة العلا، وذلك من بين 400 مشترك من مختلف أنحاء العالم

وتقدم الجائزة دعوة مفتوحة للمصمّمين المحترفين والناشئين لتقديم تصوّراتهم الاستثنائية حول المنتجات الراقية، والهدايا المرموقة لكبار الشخصيات، كما تركز على أعمال التصاميم الاستثنائية المستوحاة من التّراث والمناظر الطبيعية والموروثات الفنية والثقافيّة للعلا

المعمارية والمصممة السعودية”ريم باشوري” تحدثت مع “العربية.نت” عن بداياتها، وقالت: “بدأت رحلتي الاستكشافية لأساسيات العمارة وفلسفة التصميم أثناء مسيرتي الجامعية، حيث حصلت على درجة البكالوريوس في العمارة والبناء من جامعة كينغستون بلندن، في حين فوزي بالجائزة ماهي إلا بداية لإنجازات أكبر وأوسع ستتحقق في قادم الأيام”

بداية المشاركة في الجائزة

وأبانت ريم “تعرفت على فرصة التقديم على جائزة العلا للتصميم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وفيها استلهمت من موضة الأزياء خاصة الوشاحات والشيلان، فقررت اتخاذ الفرصة لبدء علامة تجارية وإطلاق أول مجموعة من الشيلان الشتوية الراقية، التي تعكس تفاصيل جمال وعظمة منطقة العلا، وتم تقديم ثلاثة تصاميم تمثل ثلاث ممالك وحضارات متميزة، مملكة دادان ولحيان، والمملكة النبطية، والعصر الإسلاِمي، ونظًرا لوجودها في أزمنة مختلفة، تم عرض كل منها بطريقة مميزة ودقيقة لتعكس جوهرها الحقيقي وخصائصها الثرية”

وأضافت: “ابتداءً بجبل ِعكمه لمملكة َدادان ولحيان القديمة، الذي يقع بين وادي من الصخور القاسية والداكنة مع شقوق َصخرية حادة، فيعكس ذلك باستخدام خطوط كثيفة وكأنها رسم مقطعي للصخر، وأما بالنسبة لجبل أثلب للمملكة النبطية، فيعطي انطباعا َهادئا ومتناغما، ومن خصائص الجبل أن له سطحا أملس وتضاريس ناعمة، فيعكس ذلك من خلال تحديد الواجهة الأمامية للجبل باستخدام خط مستمر ومموج”

وتابعت حديثها: “لكن َمدينة العلا القديمة تتبع َشبكة من البيوت الطينية، تقطعها القلعة التاريخية التي تعود للقرن التاسع عشر، فتكوّن تَباينا ُممتعا بين الطباع والأشكال المختلفة، فتم َتمثيل ذلك باستخدام مقاييس مختلفة من العناصر المتنوعة لعرض َمنظور علوي متناسق”

فكرة التصميم

وأوضحت “أن فكرة مشاركتي في الجائزة، انطلقت باعتبار العلا سرد حي للمستوطنات البشرية والحضارات السابقة عبر مختلف الفترات الزمنية، من الممالك العربية القديمة إلى العصر الإسلامي، وتمنحنا الآثار والبقايا المتواجدة في العلا، تأملا دقيقا لثقافات أولئك الذين سبقونا، وتذكرنا بأن التاريخ هو خيط مستمر يربط بين الماضي والمستقبل.. فتشكلت التصاميم لتسرد قصة العلا وتنشر عمق الثقافات والحضارات بقطع تكون فريدة من نوعها بشكل عصري ومتجدد”

بداية التوجه إلى مجال التصميم

وقالت: “بدأت مسيرتي الفنية في سنوات المدرسة، من خلال دراساتي لمادة الفنون البصرية كجزء من شهادة دبلوم البكالوريس الدولية International Baccalaureate Diploma وظهرت مفاهيم أعمالي الفنية، من خلال اعتقادي أن الكون وما فيه، مكون من قياسات وأنماط معينة، ومن خلال الربط بين الأرقام والنسب والطبيعة، استطعت أن أمحور أعمالي الفنية حول موضوع (البحث عن الكمال)، وتأكدت أن أربط كل عمل فني بمفهوم النسبة الذهبية [The Golden Ratio]، نسبة رياضية ناتجة من متتالية فيبوناتشي [Fibonacci Sequence] موجودة حولنا في الطبيعة والهندسة المعمارية والرسم والموسيقى

استكشاف الشغف والميول

واستطردت القول: “من خلال حب الاستطلاع والبحث، اكتشفت أن مختلف الحضارات قديمًا استخدمت النسبة الذهبية ومفاهيم رياضية معينة عند بناء بعض المعالم العالمية مثل الأهرامات في مصر والمعابد في اليونان، لخلق هيكل متوازن ومتناسق من الناحية الجمالية. ومن هنا بدأ شغفي في العمارة والبناء”

أعمال سابقة

وكشفت أنه بعد تخرجها، بدأت العمل مع مكتب معماري على مشروع الحصن، وهو مشروع رياضي ترفيهي تم تصويره في أول موقع تصوير في السعودية، اكتسبت خبرة مكثفة في الموقع لتوجيه تصوير وإنتاج النسخة السعودية الأولى من برنامج الحصن التلفزيوني

وأضافت: “شاركت أيضاً في مرحلة اختيار هوية وتوجه التصميم للمشروع، فجمع المشروع الهوية العمرانية المتميزة والمتعددة في السعودية، حيث تعكس كل لعبة النواحي الجمالية المختلفة التي امتازت بها العمارة والتقاليد والثقافة السعودية، وذلك من خلال استخدام التفاصيل المعمارية والمواد والخامات المحلية في تصميم الألعاب، ومن هنا بدأت اكتسب قدرا كبيرا من المعلومات عن تاريخنا العريق وثقافتنا العميقة، وأصبح لدي شغف في إبراز جماليات حضاراتنا وتفاصيلها الفريدة والمتنوعة”

شاركت في مختلف المجالات في المشروع بدءًا من الفكرة والتصميم إلى الإشراف على تنفيذ التصميم وحتى بعض الخدمات اللوجستية في الموقع في الموسم الأول والثاني من تصوير البرنامج، ومن خلال هذه التجربة، فتحت لها أبواب وآفاق جديدة في مختلف مجالات التصميم

وتتابع: “بعد ذلك، كنت جزءًا من فريق عمل متكامل في مختلف المشاريع المعمارية التي حصلت على حضور عالمي والترشح لكل من جائزة مهرجان العمارة العالمي [World Architecture Festival Award] والآغا خان المعمارية المرموقة [AGA Khan Prestigious Award].. وايضاً شاركت في مسابقة القدية لحلبة الألعاب الالكترونية ضد مكاتب معمارية عالمية، فكنت جزءًا رئيسيًا من فريق العمل على تنسيق المخطط العام للمشروع وتصميم جماليات وروح المساحات.. وأيضًا مقترح موسم الدرعية حيث تم سرد حكايات وقصص المملكة العربية السعودية وتاريخ السيف الأجرب الذي يدل على قوة المجتمع وتقاليده وحضاراته من خلال تجربة ثقافية متفاعلة. وبالإضافة إلى ذلك عملت في مشروع المسرح الثقافي بجدة ليكون رمزا وطنيا له تأثير دولي وعالمي، يعكس ملامح جدة الجميلة فيشبه موجة بحرية راسية على ساحل المدينة.. إضافة إلى تجربة فريدة لتقديم مقترح تصميمي متكامل لمساحات مشروع الفورملا 1 بجدة وذلك في زمن قياسي”

وزارة الثقافة ودعمها لقطاع التصميم

وأكدت ريم، أن وزارة الثقافة استوعبت مكانة العلا، وعليه تم اختيار أعلى معايير التصميم والفن لتكون متواجدة في العلا، وتضعها في أرقى الوجهات الفنية حول العالم، كما نأمل من الوزارة والجهات ذات العلاقة زيادة واستمرارية الثقة بالمصمم السعودي وإعطائه الفرص الدائمة للإبداع”

وقالت: “أعتقد أن هناك تغيرا جذريا وكبيرا في مفهوم التصميم والإبداع في السعودية، وهذا تغير إلى الأفضل لأنه يفتح أبوابًا وفرص عديدة للإبداع، لكن تؤسفني جدًا التصاميم المتكررة، التي لا تروي قصة أو تعبر عن فكرة، فالتصميم هو شغف وأداة قوية لإحداث تغيير أو لرواية قصة ونشر المعرفة، فالمصمم الناجح يستخدم التصميم كأداة لتوصيل رسالته”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى