مقالات وآراء

حماية الأمن الفكري

بقلم – سلمان بن محمد العُمري

تتعدد الأسباب التي أدت لوقوع الشباب في الفكر الضال وهي أسباب نفسية، أو اجتماعية، ومنها الفكرية، ومنها اعتقادات دينية فاسدة، ومنها انحرافات في مصادر التلقي والفهم.. إلخ.

وتقوم عدد من القطاعات بين الحين والآخر بتنفيذ برامج تقليدية عن الأمن الفكري تتمثل في محاضرات وندوات (مكررة) لأسماء معينة، من غير أهل التخصص، أو ممن يغلب جانباً من الجوانب ولا يرى غيره، والبعض منهم ليس له قبول في المجتمع!.

ويجب على المعالج ألا يضخم الجانب الذي هو في دائرة اهتمامه ويقلل من الأسباب التي قد لا تكون تحت عنايته.

وقد يتصور البعض أن حماية الأمن الفكري قاصرة على محاصرة الأفكار المغذية للتطرف والإرهاب، وهو في الحقيقة يستهدف حماية العقل من كل انحراف في التفكير، سواء كان باتجاه التطرف والغلو، أو الانحلال الأخلاقي، والخروج على ثوابت المجتمع وأخلاقه، وخاصة في المجتمعات الإسلامية عموماً، ومجتمعنا بالذات الذي ينفرد بخصوصية ليست موجودة في شتى أنحاء العالم، فالشخص الذي يقدم على تعاطي المخدرات، يعاني من خلل في التفكير، والشخص الذي يستلم لوساوس شياطين الأنس لارتكاب المحرمات لا يختلف في انحراف تفكيره كثيراً عمن ينساق وراء الأفكار الجافية لوسطية الإسلام وسماحته.

إننا نحتاج إلى صيانة هذا الأمن، لإغلاق الباب أمام الجرائم الناجمة عند اختلال التفكير، أو الانسياق وراء دعاوى ضالة ومضلّة، وذلك سعياً إلى حماية الفكر من أي انحراف قد يتحول إلى سلوك إجرامي يهدد الأمن.

إن حماية الأمن الفكري يتمثل في تعزيز القيم وتعاهد الثوابت وترسيخ مكارم الأخلاق في المجتمع كمطلب شرعي ووطني.

في كتابي «خطورة الإرهاب ومسؤولية الأمن الفكري» خرجت بتوصيات مهمة ومنها «العمل على تحصين الشباب والناشئة من الأفكار المنحرفة والضالة، وذلك عن طريق المؤسسات الشبابية والتعليمية ووقايتهم، لأن الوقاية خير من العلاج، ووضع برامج توعوية للأسر حتى يقوم الآباء بدورهم تجاه أبنائهم، وحمايتهم من المنزلقات التي توقعهم في أتون هذه الفتن وتضر بهم وأهليهم ووطنهم وأمتهم، مع أهمية الشفافية والوضوح في طرح كافة القضايا التي تهم الشباب والناشئة والبحث عن سبل المعالجة وعدم ادعاء الكمال والتمام ومحي العيوب»، وغير ذلك من النتائج والتوصيات.

ولازلت أؤكد على أن الانحرافات الفكرية والسلوكية والأخلاقية المخالفة للشريعة الإسلامية ولعادات وتقاليد المجتمع لا ينبغي التهاون بها والتقليل من شأنها فهي تؤدي إلى تطرف وغلو وإرهاب بطرق وأساليب مختلفة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى