مقالات

صناعة الوهم ديدن الطغاة

كتب : د. نافل بن غازي النفيعي

هذه العبارة او بالأحرى النظرية التي ابتدعها “أفلاطون” ذلك الفيلسوف اليوناني الشهير منذُ اكثر من ثلاثة آلاف سنة لايزال البعض من الطغاة يستخدمها و (يدغدغ) بها عقول ومشاعر البسطاء والعامة والسذج، جاعلًا منهم دميةً في يده يُحركها كيفما يشاء، مُستغلًا بذلك حاجة الكثير منهم الذين يرغبون بتحقيق السعادة والعيش الكريم في بلدانهم ويحلمون بذلك.
وما ان تُطلق تلك الشعارات والدعايات الجوفاء من ذلك الطاغيه والتي يُسنادها في ذلك زمرته والمُنتفعين من تواجده و انتسابهم والعمل تحت لواء حزبه الاصولي والذي يضُم زمرةً من الانتهازيين.. حتى يكتشف اولئك المخدوعين من شعبه بعد ان يكتووا بتلك الأحلام التي لم تكُن سوى حبرًا على ورق ولم يكُن لها وجودًا على ارض الواقع المرير.
واشير هنا الى الأحلام التي أطلقها “ماو تسي تونق” مؤسس جمهورية الصين الشعبية، والذي وعد شعبه بقفزات هائلة خلال اعوام قليلة من خلال الشعار الذي اطلق عليه”القفزة العظيمة”.
لكن ماحصل هو مزيدًا من الفقر والبطالة والجوع الذي انهك وقضى على الملايين من الشعب الصيني الذين اكتووا بنارها المُستعرة، ولسان حالهم يقول••لا يمكن للظلم أن يدوم إلى الأبد.
الظلم هو الشيء الوحيد الذي لا يمكنك أن تدافع عنه، فإتباع الهوى يعمي عن الحق وطول الأمل ينسي الآخرة و هما مادة كل فساد..”ابن القيم”.
كما ان الحلم الذي حمل لواءه “هتلر” بجعل المانيا فوق الجميع، وشعار العرق الآري الذي طور مفهومه الحزب النازي البغيض، وذلك بعد تحريف”نظرية السوبر مان” او الإنسان الكامل والتي استحدثها الفيلسوف الالماني الشهير “فريدريك نيتشة”، والتي أشار فيها إلى الابيرمنش: وهو الإنسان الأعلى او المتفوق على بقية الإنسانية وهي فكرة تؤسس للرقي بالانسان: فكريًا بالعلم وجسديًا بالرياضة وروحيًا بالإيمان الحق الذي يصنع ارواحاً قوية لا انفس خانعة.
والتي للأسف جعلت من الشعب الالماني تحت سيطرة الدول العظمى في ذلك الوقت وذاق ويلات الذل والهوان، بسبب الأوهام والحماقات التي اقدم عليها “هتلر” واقنع بها الكثير من شعبه.
ولاينسى التاريخ المعاصر الرئيس الايطالي “موسوليني ونابليون بونابارت” وكذلك الطاغية “تشاوشيسكو” الرئيس التشيكي وغيرهم من المستبدين الذّين اقحموا شعوبهم في حروبًا لاهوادة فيها وشردت وقتلت الملايين منهم، وتجرعوا مرارة الجوع والفقر والحرمان فهل يعي بمن يحلم من الطغاة المعاصرين والذين يُراودهم الحلم بعودة الإمبراطورية الفارسية البائدة وامجاد رؤساء صنعوا الخرافات والأوهام لشعوبهم المُتعطشة للسعادة.
وأخيرًا أشير إلى ان الله منحنا قيادة حكيمة جعلت من المواطن وحتى المقيم على ارضها الرقم الأول في اهتماماتها، والتي اثبتت جائحة كورونا ذلك من خلال الخدمات الصحية الراقية من الطراز الأول والتي فاقت الكثير من الدول المتقدمة بحمدالله.
حفظ الله وطننا وقيادتنا من كل مكروه انه سميع مُجيب.
-خبير استراتيجي ومختص في العلاقات التاريخية بين الدول-

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى