صحة

«النظام الغذائي النباتي» يعالج مرضاً لا علاج له

سويفت نيوز – وكالات

تناول الأطعمة الكاملة، والنظام الغذائي النباتي قد يخفف من تقرحات الجلد المؤلمة ويعالج اضطراب الأوعية الدموية غير معروف السبب والذي لا يوجد له علاج حتى الآن، حسب دراسة جديدة نُشرت نتائجها في دورية BMJ Case Report.

تشمل الأعراض الأولية لاعتلال الأوعية الدموية تقرحات مؤلمة للغاية بأحجام مختلفة على القدمين والساقين، ما يترك ندبات مرئية عند الالتئام. تؤثر الحالة على 1 من كل 100 ألف شخص معظمهم من النساء في الثلاثينيات من العمر. يمكن أن تستمر الأعراض من أشهر إلى سنوات ويمكن أن تتكرر. غالباً ما يرتبط ضعف تدفق الدم بهذه الحالة، لكن السبب الدقيق يظل لغزاً، ولا يوجد حتى الآن علاج ناجع بشكل عام لذلك المرض.

في تلك الدراسة، أبلغ الباحثون عن حالة امرأة في أوائل الستينيات من عمرها، بدت عليها أعراض المرض لأول مرة في عام 2006. وفي عام 2013 تم تشخيص حالتها بأنها مصابة باعتلال الأوعية الدموية الحي بعد أخذ عينة من الجلد.

بعد 3 سنوات، وُصفت لها مضادات حيوية لقرحة مصابة في أسفل ساقها اليسرى. كما وصفت لها مضادات لتورم القدمين والحكة المتقطعة في ساقيها وقدميها. تطورت إلى تقرحات مؤلمة، تتراوح في الحجم من 1-6 ملم وبعضها وصل إلى أكثر من 10 ملم.

قالت السيدة إنها كانت تعاني تفشي القرحة كل بضعة أسابيع منذ عام 2008، لأسباب بسيطة كاحتكاك الملابس أو الإصابات الطفيفة، وكانت الأعراض تسوء بشكل واضح خلال الصيف.

ساعدت الجوارب الضاغطة على تقليل تشكل القرحة والتورم، ولكنها لم تكن خياراً جيداً، لأن عدم ارتدائها ليوم واحد أدى إلى ظهور المزيد من القرح.

وبالطبع، كانت هناك كلفة نفسية، إذ قالت تلك السيدة إن قبح شكل القروح أجبرها على ارتداء التنانير الطويلة والسراويل، وشعرت بقلة الحيلة لأن الأعراض لم تتحسن رغم ارتداء الجوارب الضاغطة وتجنب الأسبرين حسب التعليمات.

وأضافت السيدة، لقد وصلت إلى النقطة التي كنت فيها على استعداد لتجربة أي شيء. لذلك اقترح طبيب عائلتها اتباع نظام غذائي نباتي كامل الأطعمة، على أساس أنه يعزز صحة الأوعية الدموية وليس له آثار جانبية ضارة.

تضمَن النظام الغذائي جميع الخضراوات والفواكه والبقوليات والحبوب والأعشاب والتوابل، وكميات محدودة من الأطعمة النباتية عالية الدهون مثل الأفوكادو وجوز الهند، ولا تشمل اللحوم ومنتجات الألبان والبيض والأطعمة المقلية أو المعالجة بشكل كبير أو الزيوت المكررة.

بعد شهر، قالت السيدة إن القرحة كانت تلتئم، وأن أعراضها كانت أقل إزعاجاً مما كانت عليه منذ سنوات. وبعد مرور عام، اختفت القرحة تماماً. كانت هذه هي المرة الأولى منذ نحو 8 سنوات التي لم تظهر فيها أي أعراض، وكانت السيدة قادرة على التوقف عن ارتداء الجوارب الضاغطة.

منذ ذلك الحين، تكررت القرحة بعد أن ابتعدت عن النظام الغذائي. تم ربط الهفوات الطفيفة في النظام الغذائي بظهور القرحات على الرغم من أنها كانت أقل إيلاماً وتهيجاً من ذي قبل.

في عام 2018، كانت خالية تماماً من الأعراض لمدة 18 شهراً، وشعرت أن لديها «فترة جديدة جيدة في الحياة». لكن في عام 2019، عادت إلى نظام غذائي غير نباتي وظهرت على الفور تقرحات مؤلمة، الأمر الذي تطلب العلاج بالمضادات الحيوية.

وعلى الرغم من أن تلك الدراسة شملت حالة واحدة فقط، فإن الباحثين قالوا إن التكرار الفوري والمتكرر للأعراض الشديدة عند عدم الالتزام بالنظام الغذائي النباتي في هذه الحالة يشير إلى أن الحالة قد تكون مرتبطة بالمدخول الغذائي.

هناك حاجة بالتأكيد إلى مزيد من البحث، كما يؤكد المؤلفون، الذين يقترحون بعض التفسيرات المحتملة للنتائج. فبعض الأطعمة، بما في ذلك تلك التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون والملح والسكر، يمكن أن تتلف الخلايا المبطنة للشرايين (الخلايا البطانية). يقول الباحثون إن النباتيين يتمتعون بمرونة شريانية أفضل بكثير من الأشخاص الذين يتبعون نظاماً غذائياً آخر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى