عام

قصور وحصون الباحة التاريخية شاهدة على تأسيس الوطن

 

الباحة – واس :
تُعدّ القصور والحصون التاريخية في منطقة الباحة بمثابة الذاكرة الحية التي تحكي عبر الزمن تفاصيل من ملحمة تأسيس الوطن منذ البدايات، فلا تكاد تخلو قرية أو هجرة في محافظات ومراكز المنطقة من القصور والحصون.
وتشكل القصور والقلاع الشامخة بالمنطقة إرثًا له شأن عظيم من الناحية التراثية والتاريخية والوطنية بما لها من أدوار في تكوين البناء الحضاري وما شهدت من أحداث ومناسبات عديدة .
ومن تلك القصور التي اكتسبت خصوصية ومكانه تاريخية قصر بن رقوش الذي تحول إلى مركز ثقافي وتاريخي و حظي بزيارات العديد من الأمراء وسفراء ومسؤولي الدول، وقلعة بخروش بن علاس بمحافظة القرى، وقلعة وقصر آل عصيدان، و قرية شبرقة شمال مدينة الباحة ، فيما يطلّ حصن الأخوين على قرية الملد صامدًا ببنائه وشامخًا بتاريخه، ويجاوره العديد من المنازل التراثية القديمة، ونزل العايد للتراث بقرية بني كبير، وقصر مشرف التاريخيّ والتراثي ببلجرشي الذي يشرف على سوق السبت التاريخي .
وتطل القلاع الأثرية «الحصون» شاهدًا على تراث المنطقة، لا تزال شامخة رغم ما اعتراها من ظروف جوية بسبب التقادم إلا أنها ظلت على شموخها مؤكدة عظمة أولئك الرجال الذين قاموا بتشييدها وفق طراز هندسي معماري رائع.
ويتراوح ارتفاع تلك الحصون بين 20 مترًا إلى 25 مترًا تقريبًا، وتتكون من ثلاثة طوابق إلى أربعة طوابق ومدخل رئيس والسلالم أشبه بالرفوف، وتزين بأحجار بيضاء من «المرو» تكون بارزة لتعطي شكلاً جماليًا.
وقد بنيت تلك الحصون أثناء الحروب للمراقبة على الشكل المخروطي الهندسي المرتفع ، وتكون داخل أفنية المنازل أو ملاصق لجدرانها أو في وسط القرى، وتعد مكانًا آمنًا للحماية .
وقد حرصت عدد من الوزارات والهيئات على إنعاش تلك القصور والحصون وخصوصاً في المناسبات الوطنية كيوم التأسيس، من خلال تنظيم الفعاليات التراثية والفنية التي تعزيز الهوية الثقافية السعودية، وتنشر الوعي الثقافي الوطني، بالإضافة إلى الحفاظ على الإرث الثقافي والقيم الاجتماعية، واستعراض المواهب المحلية، وإثراء تجارب الزوّار بالمواقع التراثية.
وشهدت تلك القصور والحصون عودة كبير من الأهالي الذين قاموا بإعادة تأهيله واستثمارها مما جذب الزوار والسواح و محترفي التصوير الفوتوغرافي و شركات الإنتاج و الهواه لتصوير الأفلام التاريخية الوثائقية في مجال البناء والأزياء والحلى وأدوات الطهى والزراعة والأسلحة.
كما يستلهم السواح والزوار عند زيارتها من بناء القصور الحصون براعة الأجداد في الهندسة المعمارية وخبراتهم في تصميم وتنفيذ المباني الحجرية، فالمشاهد لها ومن الوهلة الأولى تتملكه الدهشة من روعة المكان ودقة العمارة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى