بقلم – المستشار عبد الله الحوطي:
يحظى الذكاء العاطفي حاليا بإهتمام كبير في سوق العمل حيث أقدم بعض أرباب العمل بوضعه ضمن إختبارات التقديم للتوظيف إنطلاقاً من أن الإنسان الذي يتمتع بدرجة عالية من الذكاء العاطفي سيكون قادراً على القيادة والتعاون مع الزملاء
فالقائد الذكي عاطفياً يتقن فن التأثير في الأفراد من خلال حسن إدارته لعواطفهم مما يجعلهم أفضل من غيرهم في تحقيق الأهداف .. كما يدرك الفرد الذكي عاطفيا نوعية الحالة العاطفية التي تعتريه حتى السلبية منها ويستطيع إداراتها بحيث لايؤثر سلباً على أدائه وسلوكه وهو قادر على فعل ذلك مع الآخرين
إن الذكاء العاطفي يعني قدرة المرء على إدراك مشاعره ومشاعر غيره وحسن إدارتها لتحقيق هدف ما وتعد هذه المهارة من أهم المهارات التي يجب أن يتحلى بها القائد تحديداً حيث يتميز الأذكياء عاطفياً بالوعي العاطفي أي قدرة الإنسان على تحديد نوعية المشاعر التي تعتريه والقدرة على تسخير هذه العاطفة لخدمة الأهداف والقدرة على إدارة العواطف وتنظيمها عند الضرورة لتتلائم مع الأهداف
وتتضمن مهارات الذكاء العاطفي خمسة مهارات يأتي في مقدمتها العلاقات مع الآخرين أي الكفاءة في بناء الروابط مع الأشخاص وإدارتها والقدرة على التفاوض والتفاهم مع الآخرين .. ثم تأتي مهارة التعاطف وهي القدرة على تفهم عواطف الآخرين ومشاركتهم ذات الشعور الذي يعيشونه
تليها مهارة التحفيز وهي المهارة التي تعلب دور مزدوج حيث ينبغي ان يقوم الشخص بتحفيز نفسه وتحفيز الآخرين بشكل مستمر
ثم تأتي مهارة ضبط الذات وهي توجيه الإنفعالات والمشاعر القوية تجاه الآخرين والسيطرة على حالتنا النفسية حتى نشعر بأننا في حالة أفضل
وفي الختام تأتي مهارة الوعي الذاتي وهو فهم الشخص لمشاعره وعواطفه واستعمال ذلك في اتخاذ القرارات.
بقي أن أشير إلى أن هناك دراسة تذكر أن أهمية الذكاء العطفي كفاءات العمل تمثل 50% مقابل 25% للمهارات المعرفية و 25% اخيرة للمهارات الفنية، واستدل على ذلك ان المقابلة الوظيفية لا يمكن اجتيازها دون أن يكون الشخصي ناجح في الذكاء العاطفي بنسبة عالية .. كما أنه في المقابل لن يفصل اي كان من عمله إلى في قصور بالذكاء العاطفي مثل عدم وعيه بذاته أو عدم ضبط أعصابه ويعيش بلا حافز أو أنه يفتقد للكفاءة في بناء العلاقات مع زملائه أو العملاء وهكذا
