مقالات

تسعون عاما من الانجازات ياوطني .. وهمتنا فوق القمة

بقلم – دكتور مهندس عبد الرزاق المدني:

في مثل هذا اليوم منذ تسعون عاما سجل التاريخ مولد المملكة العربية السعودية بعد ملحمة بطولية قادها المؤسس جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود – طيب الله ثراه – على مدى إثنين وثلاثين عاماً بعد إسترداده لمدينة الرياض عاصمة ملك أجداده وآبائه وإختار الملك عبد العزيز يوم الخميس الموافق 21 جمادى الأولى 1351 هـ الموافق 23 سبتمبر 1932 م يوماً لإعلان قيام المملكة العربية السعودية ، وتوحيدها ، وهو ما أُتفق على تسميته باليوم الوطني.
‎لقد نجح الملك عبد العزيز في تأسيس الدولة الحديثة التي واكبت عصرها وخططت لمستقبلها  فحقق الإنجاز تلو الآخر مثل  توطين البادية، وتشجيع التعليم، وإرسال البعثات، وإنشاء الوزارات والدوائر الحكومية، وتوسعة الحرمين، وخدمة بيت الله الحرام، وإستقدام الشركات للتنقيب عن البترول، وتكريره، وإنشاء شبكات الطرق، وشبكة المواصلات والاتصالات..وغيرها…وغيرها من المنجزات التاريخية، والحضارية التي تدل على إخلاص الملك المؤسس، وبعد نظره، وصفاء نيته، وقوة عزيمته.
‎ كما حقق الملك عبد العزيز إنجازات كبيرة في مجال إقرار الأمن والمحافظة على النظام في الدولة بتطبيق الشريعة الإسلامية لتوفير الراحة والاطمئنان للمواطنين والوافدين فضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه العبث بالأمن أو الإخلال بالنظام حتى أصبحت هذه البلاد مضرب المثل في جميع الأوساط الدولية على إستتباب الأمن والإستقرار . فقد كانت الحالة الأمنية في شبه الجزيرة العربية قبل الملك عبد العزيز في أوضاع يرثى لها من التسيب والانفلات،
‎وجاء الملك عبد العزيز وأعلن تطبيق شريعة الله وهي شريعة الأمن والأمان للمجتمع الإسلامي، وبهذا التطبيق قضى على عصابات اللصوص وقُطَّاع الطرق ، وإجتث شرورهم من جذورها، ونشر الأمن الشامل في جميع الربوع التي تتألف منها مملكته وصار هذا الأمن مضرب الأمثال في بلاد العالم
‎إننا نحتفل اليوم بذكري اليوم الوطني السعودي لكي تستلهم الأجيال الحاضرة الدروس والعبر من قصة الكفاح والتوحيد التي خاضها الملك المؤسس، فمن التاريخ يستلهم الناس الدروس، والعبر التي تفيدهم في بناء حاضرهم ، ومستقبلهم ، وتجعلهم يبدؤون من حيث إنتهى أسلافهم. وفي بداية التأسيس كانت المملكة تعيش أوضاعاً إقتصادية ضعيفة ، بحكم موقعها الجغرافي، وطبيعة المناخ السائد في معظم مناطقها، إلا أن الله أنعم عليها في عام 1357هـ / 1938، حيث تم إستخراج النفط بكميات تجارية في المنطقة الشرقية، مما ساعد على إزدياد الثروة النقدية التي أسهمت في تطوير المملكة وتقدمها وإزدهارها، وأنشئت مؤسسة النقد العربي السعودي بعد أن بدأت العملة السعودية تأخذ مكانها الطبيعي بين عملات الدول الأخرى ، وإشترت الدولة الآلات الزراعية ووزعتها على الفلاحين للنهوض بالزراعة . وأنشئت الطرق البرية المعبدة، ومد خط حديد ليربط الرياض بالدمام، وتم ربط أجزاء البلاد بشبكة من المواصلات السلكية واللاسلكية ، ووضع نواة للطيران المدني بإنشاء الخطوط الجوية العربية السعودية عام 1945، ومد خط أنابيب النفط من الخليج إلى موانئ البحر الأحمر، وأفتتحت الإذاعة السعودية عام 1368 هـ / 1949، وإهتم المؤسس ـ رحمه الله ـ بمحاربة المرض وتوفير الخدمات الصحية، فأنشئت المستشفيات والمراكز الصحية في مختلف مدن وقرى المملكة. وبلا شك فإن المنجز التاريخي والحضاري الذي حققه الملك عبد العزيز على ثرى هذه الأرض الطاهرة هو المدرسة الأولى لإنطلاقة أبنائه البررة، وأحفاده الذين ساروا على نهجه وكذلك أبناء شعبه في هذه البلاد حيث أصبحت في مصاف الدول المتقدمة في جميع المجالات. فنحن ـ جميعاً ـ حكاماً ومحكومين سنظل نتعلم في مدرسة المؤسس الملك عبد العزيز طيب الله ثراه، ونستلهم من شخصيته العظيمة، وكفاحه، ونجاحه أهم الدروس التي تفيدنا في مواصلة مسيرة التقدم والبناء الحضاري والاجتماعي والاقتصادي .

‎إننا نحتفل اليوم باليوم الوطني للإستعانة بإستعادة هذا التاريخ المجيد على بناء حاضر البلاد والتخطيط لمستقبلها الزاهر – بإذن الله ـ وهذا ما فعله و يفعله كل من تولى سدة الحكم  من أبنائه البررةـ فقد شهدت بلادنا تطوراً ملحوظاً في عهد كل ملك من أبناء المؤسس ـ طيب الله ثراه ـ، فهم يتبارون في إستلهام مسيرة والدهم ، والسير على خطاه في تنمية البلاد وتطورها، والأخذ بكل جديد ـ بما لا يتنافى ومبادىء الشرع الحكيم ـ لتحقيق المزيد من الرخاء والإزدهار لشعبها الأبي . فمنذ عهد الملك سعود، مروراً بعهد الملك فيصل ، ثم عهد الملك خالد ، وعهد الملك فهد  وعهد الملك عبد الله ـ يرحمهم الله جميعاً، وصولاً إلى عهد قائد مسيرة العزم والحسم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان ـ حفظهما الله ـ والمملكة العربية السعودية تسير في مدارج الرقي والتطور السريع الذي لُفت إليها أنظار العالم ، وجعلها ـ بتوفيق من الله ـ في مصاف الدول المؤثرة التي لها حضور قوي في مختلف المحافل الإقليمية والدولية. وستظل بلادنا الغالية تستمد قوتها وعزمها من الله تعالى، ثم من تاريخها العظيم الذي يتجسد في اليوم الوطني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى