مقالات

السفن ..ومواجهة المشكلات اثناء سيرها في البحار الملوثه بالزيت            

 

بقلم دكتور مهندس – عبد الرزاق المدني:

يعتبر الإبحار في المناطق الملوثه بالزيت من أخطر المؤثرات علي السفن لأن دخول المياه الملوثه إلى أجزاء السفينة يسبب مشاكل كبيره  ويمكن القول بأن السفن بشكل  عام تستخدم  مياه البحر لعدد كبير من الأغراض وأن هناك مداخل عديده لسحب المياه من البحر حيث تنقسم هذه المداخل إلى مدخل سفلي يقع بالقرب من قاع السفينه  ومدخل علوى يقع على بعد ثلاثه أمتار فوق المدخل السفلى حسب حجم ونوع السفينة وتستخدم هذه المداخل بصفه مستمره لسحب مياه التبر يد أو أغراض أخرى ولا يمكن إيقافها بأي حال من الأحوال
بالنسبه لإبحار السفن  في مناطق ملوثه بالز يت فأن المشاكل المتوقعه منحصره في الآتي :
(1) تلوث نظام التبريد .
2) تلوث خزانات الشحنه بعد انتهاء التفريغ وتلوث خزانات مياه الموازنه .
3) تلوث مياه الشرب التى يتم إنتاجها من محطة التحليه على السفينة .
4) تلوث أنظمة مياه مكافحة الحريق .
5) مشكلة رؤية الألغام البحريه في المناطق الملوثه:
ويمكن تفصيل النقاط الوارده بعاليه كالآتى :
1 ) تلوث نظام التبريد : –
إن هناك إحتمال بسيط في أن يتم تلوث هذا النظام في حالة الدخول إلى مناطق ملوثه حيث يمكن إستخدام المداخل السفليه للمياه والتي تبعد عن سطح الماء في حالة الإبحار بكامل الحموله حيث هناك فرق في إرتفاع الفتحات عن ذلك وهي فارغه حسب نوع السفينة وحجمها وعليه ففي حالة حدوث تلوث فإنه يمكن للسفينه تخفيض سرعتها حتى تتمكن من الموازانه بين درجة الحراره وسرعة دوران المحركات .

2 ) بالنسبة لتلوث خزانات الشحنه أو صهاريج التوازن ( الصابورة):
إن المداخل العلوية والسفليه هى نفسها التى تستخدم في سحب مياه الموازنة في كثير من السفن أو بعد إنهاء تفريغ الشحنه فإنه يجب سحب مياه موازنه بما يعادل 35% من وزن السفينة حتى تتمكن من الإبحار بسلام حيث يتم وضع هذه المياه في خزانات مستقلة , وفي حالة تلوث هذه المياه فأنه  من المستحسن إجراء فحص الخزانات قبل تفريغها مره أخري حتى لايحدث تلوث
ليس هناك اى علاقه بين خزانات الشحنه وبين حزانات مياه الموازنه ولاخوف من هذه الناحيه من عملية التلوث لأنها منفصله عن خزانات الشحنة . ولكن حين وصول الناقله إلى ميناء التحميل فإنها بحاجه إلى تفريغ مياه الموازنه وهذا قد يؤدى إلى تلوث بسيط ولكن معظم الموانئ يوجد بها صهاريج خاصة لتفريغ هذه المياه فيها ويجب أن لا تزيد نسبة التلوث عن نسبه معينه كما أنه يتم تفريغ هذه المياه في البحر بعد تنقيتها والتأكد من خلوها من المواد الضارة بالبيئة .

3 ) تلوث مياه الشرب : –
بالنسبه لأجهزة تحلية المياه والذى يستخدم لأنتاج مياه الشرب للسفينه فإنه يجب إيقافها فورا نظرا للخطوره الناتجه من تواجد بعض مخلفات الزيت فيها . وهنا يجب الإعتماد على المصادر الخارجيه لتموين السفينه بمياه الشرب إلى أن يمكن إستخدام الأجهزه مره أخرى بعد خروج السفينه من المناطق الملوثه .
4 ) تلوث أنظمة الحريق : –
يستحسن عدم إستخدام أجهزة مكافحة الحريق المرتبطه بمياه البحر ولكن فى حالة الضروره فإنه يمكن إستخدامها حتى وإن كان بها بعض التلوث البسيط حيث إن هذه النسبه  ستكون غير ذات فعاليه على عملية الاطفاء .

5 ) رؤية الألغام البحريه: –
إن وجود الغام بحريه فى منطقة ملوثه قد يؤدى على عدم القدره على التفريق بين الألغام والأجسام الأخرى الطافيه على سطح  الماء حيث أنها ستكون مغطاه بالزيت وهنا يجب الحرص وتوخى الحذر .

الاستنتاج : –
إن عملية التلوث سوف لن تكون عائقا لدخول السفن للمناطق الملوثه حيث أن التصميم الهندسي لمداخل المياه منخفض إلى الحد الذى يحمي من عملية سحب المياه وتكون شبه مأمونه كما أن هناك أجهزه حديثه للتنبيه عن وجود تلوث فون النسب الموضوعة من قبل المنظمة البحرية العالمية IMO. ولكن يجب في نفس الوقت توخي الدقه والحذر من قبل قباطنة ومهندسين السفن .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى