ادم وحواء

نورة المقيطيب حوّلت فكرة كتب الطبخ إلى مشروع مطعم نسائي في الشرقية

سويفت نيوز _الدمام

حولت نورة المقيطيب موهبتها وحلمها إلى حقيقة رغم كل الظروف القهرية التي تعرضت لها في بداية حياتها التجارية، فبعد أن أحبت المطبخ وفنون الطهي اتسع طموحها إلى افتتاح مطعم نسائي بالكامل في المنطقة الشرقية حيث لم يكن الطريق أمامها مفروشاً بالورود، ولكنها تحدت كل الصعاب ومن أهمها عدم قدرتها على استخراج رخصة ذلك المطعم، لكن وبعد أن تغلبت على ذلك أصبح لها شهرة كبيرة، وباتت كبرى الشركات تسعى للتعاقد معها لتأمين الوجبات حتى زادت مواردها المالية، ووسعت مشروعها، ووظفت السعوديات لتغطية الطلب الكبير على مشروعها الحلم وهو أول مطعم نسائي سعودي باسم «مطعم نوريات».

بداية طريق نورة كان عبر تأليف كتاب عن فنون الطهي، والذي رفضت طباعته جميع دور النشر التي طرقت أبوابها، إلى أن ساعدها أبوها في ذلك وخرج إلى المجتمع، ولاقى نجاحاً باهراً ونفدت طبعته الأولى من الأسواق، وطلبت دار النشر من نورة إعادة طباعته، وبالفعل وافقت وأعادت رأس مالها، وحققت منه أرباحا، وكانت هذه شرارة الانطلاقة للمضي بعزم نحو النجاح وتحقيق الحلم.
بعدها تتابعت الأحلام وحولت نورة فكرة كتب الطبخ إلى مركز نسائي متكامل يقدم خدمات التدريب على فنون الطهي للعاملات المنزليات، والقسم الثاني مطعم نسائي متكامل بكادر سعودي 100%، ومن ثم تواترت الاستثمارات في كتب الطهي وفي مجال التغذية وتموين الحفلات.
وبعد هذا النجاح، مد صندوق الأمير سلطان بن عبدالعزيز لمشاريع السيدات يديه لتقديم العون والمساعدة لنورة في إنشاء المطعم وتكفل بذلك، وكان ذلك في بداية الأمر (صدفة)، لكون المقيطيب ذهبت إلى الصندوق وهي صحفية تحاول إبراز دور الصندوق في مساعدة النساء الراغبات في العمل التجاري، وخلال اللقاء طرحت فكرة مشروعها عليهم، وأعجبوا بها، ومولوها.
أصابت نورة حالة من القلق، وانتابها شعور بخطر المسؤولية، لقد أصبح مشروعها واقعاً وسوف يمول ولا بد أن تبدأ وأن تنجح. حيث تقول:»كل هذه الأمور دارت في ذهني.. وأضحى أبي يبحث عن مكان للمشروع. ودفعني وأبي الحماس إلى تأجير المكان في مجمع تجاري قبل الحصول على التراخيص.. كان المجمع جديداً وعلق صاحبه إعلاناً عليه كتب فيه (ترقبوا افتتاح أول مطعم نسائي في المملكة). كان ذلك في عام 2008م.
تواصل نورة حديثها: «مرت سبعة أشهر وأنا أشتري أجهزة المطعم، وبدأت المشاكل تترى علينا.. الناس استنكروا الفكرة، وفي الوقت نفسه واجهت مشكلة مع البلدية، وليس لدي تراخيص.. يئست وأعدت الفلوس إلى مركز الأمير سلطان وأخبرتهم بأني جاهزة للعمل ولكني ما زلت أواجه صعوبة في استخراج التراخيص للمطعم».
وجهت نورة خطاباً إلى الأمير محمد بن فهد، وبعد مدة جاءها اتصال أخبرها بخروج الترخيص للمطعم، وحصلت نورة على التراخيص بسرعة، ثم جاءت أهم لحظة في عمر المشروع، وهي لحظة الافتتاح وأول يوم، والإعلام والناس لديها شغف لمعرفة ما الجديد في هذا المطعم؟ وأنشأت قسمين فيه: قسم نسائي وآخر رجالي، حيث عملت وأمي وأخواتي في القسم النسائي، وأبي وإخواني في كاشير الرجال، وحققت شهرة واسعة جعلت وسائل الإعلام تبحث عن قصتي وتنشرها للمجتمع.
لقد كتبت الصحافة الهندية عن المطعم بعد ثلاثة أيام فقط من افتتاحه، تحت عنوان افتتاح أول مطعم نسائي في السعودية.. ولقي الحدث ترحيباً خارجياً من الصحف الدولية بينما قوبل بالرفض داخلياً من قبل المجتمع الذي استنكر فكرة عمل المرأة وافتتاح مطعم نسائي خاص.
أخذت نورة تدخل في المناقصات، وبدأت الشركات تعطي المطعم عقود عمل، وأول مناقصة حصلت عليها كانت لتمويل اليوم الترفيهي لموظفي شركة أرامكو وعائلاتهم، حيث كانت نورة الجهة السعودية الوحيدة في هذه المناقصة، وقدمت أقل عرض للسعر وكان العدد 5 آلاف شخص، وهو ما مثل تحدياً كبيراً لها. اشتغل المطعم بكامل طاقته لتنفيذ المناقصة، وكانت الحفلة على البحر والمشروبات طوال الوقت والميزانية كبيرة وقد مثلت لنا تحديا كبيرا للنجاح وإثبات الذات في ظل مراهنة الكثير من الشركات العالمية على فشلنا في تنفيذ هذه المناقصة الكبرى، ونجحت نورة واجتازت التحدي وانبهر الجميع، وفي سنة 2011م، حصلنا على نفس المناقصة، وكان العدد هذه المرة 7 آلاف شخص، وكانت الثقة كبيرة في اسم نوريات».
في نهاية 2010م، حصل مطعم نوريات على جائزة الغرفة التجارية بالشرقية كأفضل مشروع واعد في المنطقة، وبعدها بشهرين حصل على جائزة محمد بن راشد آل مكتوم كأفضل مشروع عربي عام 2011م.
ثم قطفت في 2011م، جائزة التميز السياحي لأفضل مطعم مأكولات شعبية وخدمات تموين بالمملكة وفي 2012،
وحصلت أيضاً على جائزة الأمير سلمان بن عبدالعزيز لشباب الأعمال، وحصدت المركز الأول في القطاع الخدمي، وعام 2013م صنفتها مجلة فوربس الشرق الأوسط بالمركز 11 كأفضل رواد الأعمال بالمملكة من بين 60 رائد ورائدة أعمال، وفي عام 2014م حصلت على المركز الثالث بجائزة الإصرار لأفضل رواد الأعمال إصرارا على النجاح وقد تم اختيارنا من بين 800 مرشح للجائزة من جميع أنحاء المملكة.
بعد مرور ثلاث سنوات من افتتاح المشروع بدأت الطاقة الاستيعابية تنمو وتكبر، وخلال عام 2011م بدأت نورة توسع المطعم فأصبح ست فتحات، وفي 2012م فتحت نورة فرعاً وقسماً خاصاً للحفلات وزاد عدد الموظفات والموظفين، فبعد أن كانوا 12 أصبحوا الآن 56 موظفاً وموظفة، ومن سيارتي توصيل إلى 15 سيارة. وجاءت لنورة عروض كثيرة لافتتاح فروع أخرى في دول الخليج بميزانيات ضخمة جداً، لكن كانت العروض في بداية مشوارها فلم ترد الاستعجال؛ لأنها لم تكن تعرف السوق بعد.. حيث كانت تفكر في التأسيس الصحيح ثم التوسع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى