مقالات

الشيخ المليحي.. شموخ العطاء والخير

بقلم – خالد السقا:

حين نفتح سجلات السيرة والمسيرة فإننا نجد كثيرا من أفذاذ مجتمعنا ووطننا وقد كفوا وأوفوا وعملوا بكل جد وإخلاص وتفان من أجل نهضة وخير وصالح بلادنا والإسهام الفاعل في تنميتها، وذلك ما يجعلنا نتوقف عندهم لنقف على تلك السير والتجارب والخبرات التي تمنح الأجيال العمق الذي يدفعها لبذل جهد مماثل والمحافظة على تلك المسيرة والأعمال العظيمة التي قاموا بها.

وفي بعض جوانب تلك السير نقف عند الشيخ زيد بن ناصر المليحي الذي يعد أحد أعلام الاقتصاد والمجتمع في المنطقة الشرقية والمملكة، فهو أحد أولئك الرجال الذين سكبوا تجربة عريقة ورائدة في فنون الإدارة والتطوير والاستثمار والحنكة الإدارية، وقد كان له قصب السبق مثل جيل الرواد في عدد من المجالات التي أسهمت في وضع بذور وغرس التنمية الشاملة في المنطقة والمملكة.

الشيخ المليحي أحد الأعلام التي يعرفها القاصي والداني، وهو الذي يصله الملوك والقيادات الكبيرة من واقع مكانته الرفيعة وأدواره المهمة في المجتمع، ولعل منزله بمدينة عنك في محافظة القطيف يشهد بمن يأتيه تقديرا ومحبة ووفاء، وما ذاك إلا لعظم محبته في قلوب الناس من واقع ما يبذله من معروف وأعمال تبقى عنوانا عريضا وحيويا لأصالته وغوص جذوره في الأرض والمكان كنخلة باسقة يفيد ظلها وثمرها.

تتنوع عطاءات الشيخ المليحي في الحياة العامة وتقدم تلك التجربة التي تشكل الطاقة الدافعة للأجيال، ومن خلال مجلسه العامر ولقاءاته التي تشع حبا وألفة وقربا يقدم عصارة خبراته، ويعكس طبيعة الشخصية المؤثرة التي تبني غيرها وتجعلهم أكثر نضجا وقوة ورشدا، فهو لا يتوقف عن العطاء في كل فصوله وتفاصيله، لذلك يحصد المحبة وحسن السيرة والمعشر.

أحد إسهامات الشيخ زيد بن ناصر المليحي في الجوانب المعرفية والفكرية توليه منصب نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة الشرقية للطباعة والصحافة والإعلام “صحيفة الشرق”، ما يجعله من الرواد الإعلاميين فهذه المؤسسة الإعلامية العريقة نشرت وطبعت أحد ثلاث مجلات في المملكة وهي “الشرق” التي تحولت لاحقا إلى صحيفة يومية، وكان لها دورها المعرفي والثقافي في الشرقية والمملكة.

والشيخ المليحي بما ظل ينجزه طوال حياته من أعمال اقتصادية ومجتمعية ومعرفية يعد نموذجا لتكامل الشخصية الوطنية الملهمة والفاعلة التي تظل باقية في الوجدان والنفس، فمثله منابر إشعاع اجتماعي، ومنارات فكر وريادة فكرية وإدارية تتدفق عطاء وخيرا يبقى ويمتد ونحفظه في أعماقنا جيلا بعد جيلا لأن هؤلاء الرجال أسهموا في بناء ذواتنا بما أنجزوه وقدموه بكل صبر وصدق وإخلاص

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى