مقالات

الانتصار للحياء .. وتحية للنائب العام !!

 

بقلم : مجاهد خلف

[email protected]

الاستجابة السريعة للانتصار للحياء ورفض القبح والفحش في القول والعمل.. مؤشر مهم للغاية وواحد من المبشرات في مصر الجديدة على ان الخير قادم وان هناك املا في التغيير الى الافضل اذا اردنا بجد..

وهنا لابد من توجيه التحية لسيادة النائب العام المستشار حماده الصاوي على قرارته الجريئة وتفاعله مع الرأي العام والحس الوطنى والديني والغيرة على الاخلاق..

ثلاث ضربات مهمة في وقت واحد من اجل حماية الاخلاق ودفاعا عن الحياء المستباح.. حبس طالبة الاثار التى اتخذت من التطبيقات الحديثة للتكنولوجيا مرتعا لحرق الفضيلة والدعوة للانحلال ونشر الرذيلة بين الشباب ..

حبس سما المصري لما ترتكبه من عدوان صارخ على القيم والاخلاق في الشكل والمضمون..ونشرها صورا ومقاطع مرئية ومصورة خادشة للحياء على عدة حسابات خاصة بها..

الاعلانات الفجة الخارجة على كل القيم والاخلاق ولا تهتم بما تحدثه في المجتمع من تاثيرات ضارة وهدامة وتجرؤ على الفضيلة بكل سهولة..

اعتقد ان الحالات الثلاثة ليست مقصودة في ذاتها ولكن ما تمثله من توجه وتيارات تعيث في الارض فسادا في غفلة من الزمن ومع سبق الاصرار والترصد..

تحرك كثير من الجهات واللجوء الى النائب العام صحوة مهمة واشارة الى تيار محمود واهم من الوعي بدأ يعمل في المجتمع وهوما يؤكد ايضا اهمية الوعي العام وخطورة الاستهانة به في اي وقت من الاوقات..

اقول هذا لان كثيرين قد اصابهم الياس والاحباط من هول ما يجري على الساحة اشياء فاقت حدود اللامعقول على الفضاء الالكتروني وشيئا فشيئا تتسرب الى الشارع مع حالة من الاستسلام والتراخي والانامالية القاتلة..والكل يكتفي بمصمصة الشفاة ولعن الزمن الاغبر ويقول في نفسه فقط..الظاهر النهاية قربت او القيامة ستقوم والله ما احنا عارفين حنروح على فين..ماذا جرى للشباب واشياء من هذا القبيل.. حتى المؤسسات كانت ولا زالت في حالة استسلام بغيض ولم تنتفض عندما تعرضت الاخلاق للضرب في مقتل.. حينما كان خلق الحياء يصلب كل يوم على قارعة الطريق وفي برامج التلفزيون وفي لغة الخطاب وفي التعاملات وفي الافيهات في عصر الكوميكس حتى في لغة الاولاد مع الاباء .. ونحن نضحك وما ندري اننا نضحك على خيبتنا..وفي المدرسة في علاقة التلميذ بالاستاذ وبالمدرسة عموما.. سيل منهمر يجرف في طريقه بسرعة هائلة وكل وقت ليس فقط الحياء ولكن ما تبقى من خلق واخلاق حتى كاد المجتمع ان ينسلخ ليس فقط من عاداته وتقاليده الجميلة بل من دينه ايضا..

لم ينتبه الكثيرون الى ان التجرؤ على الحياء والخروج على الاخلاق هو الجانب الاخطر في الصراع الحضاري..نعم الحضاري لان ما يحدث هو لصالح الانتصار لقيم واخلاق اخرى غريبة وعجيبة من حضارات وبيئات غربية وليت الصراع على افضل مافي تلك الحضارات ولكن للاسف الشديد على اسوأ واردأ ما فيها..كان لصالح العري والتعري والانحلال والتحلل لصالح ماهو مرفوض تماما لديهم وموجود فقط لدى شرائح ضئيلة قليلة ومن عجب ان نتصارع نحن عليها ونريد ان نفرضها ونحميها ونهلل لها ونباركها باسم التحضر والمدنية وهي لا علاقة لها باي تحضر ومدنية ..بل وهناك اتهامات جاهزة واكليشيهات للرعب لمن يتجرأ ويحاول الانتقاد او يرغب في التصحيح من قبيل التخلف والرجعية والتزمت بل والارهاب ايضا.. واعتقد انها باتت بضاعة فاسدة وكاسدة امام نور الحقيقة الذي يسطع كل يوم..

دعونا نعترف ان اخطر مؤسسة تضرب الحياء في مقتل هي الاسرة حينما تلزم الصمت على ما تراه يتسرب من اخلاق ابنائها وبناتها تحت اي حجة..وحينما تعلم ابناءها كيف يتجرءؤن على الحياء والاخلاق بصفة عامة قولا وعملا..من بداية نعومة اظفار الابناء يعلمونهم كيف يشتمون كيف يسبون كيف يضربون وهم صغار عمه وخاله وحتى امه وابيه وهم يضحكون ولا يدرون انهم يغرسون البذرة وانهم سوف يحصدونها عاجلا ام اجلا..

اعجبني ذهاب البعض في تفسير هذا المنهج في التربية بانه من باب تضييع الامانة والتفريط فيها فإغماض الطرف عن تعرُّض الأطفال لأجواء سمعية وبصرية تُنافي الحياء والأسوأ التساهل في ثياب يَلبسونها وأعمال يقومون بها تخدش الحياء إلى حدِّ تخريبه أحيانًا ففي تلك الممارسات مخالفة مُجحِفة بحق الأطفال واعتداء على الفطرة التي فطَرَهم الله عليها.

الاسرة هي المسئولة عن رعاية بناء فضيلة الحياء وتنميتها وهي المسئولة عن نزعها واستئصالها لان الحياء جزء من الفطرة التى فطر الله الناس عليها ولذلك كان احد شعب الايمان بل واعلاها..

الاسرة هي التى تسمح بالتفريط وتغض الطرف عن الاهانة والاستهانة بالحياء..مرة حين تسمح بالجرأة الفاحشة والتعدي السافر على الاخلاق..ومرة حين تستجيب لنوازع شيطانية بالتحلل والانحلال او ما يسمونه دلعا او تبريرا للتفريط الموضة..الشباب كلهم كده..الزمن الاغبر..ماذا نفعل.. يعنى انهم حين يسمحون

وحين يغضون الطرف يعرفون انهم يكسرون القواعد وينتهكونها وانهم غير راضين ايضا.

بالله عليك هل خرجت فتاة ببنطلون مقطع او ماشابه الا برضا والديها..وهل تجرأ شاب على فتاة الا لانها تجرأت امامه وخلعت رداء الفضيلة وانتهكت غطاء الحياء فنادت الذئاب المسعورة الكامنة والمتربصة باي اشارة من اشارات السوء..

بالطبع هناك مؤسسات اخرى تساعد في عملية الهدم وتقدم الاغواء والغواية وتضعف دور الاسرة ومؤ سسات التنشئة الاجتماعية..لا يمكن ان نغض الطرف عنها باي وسيلة ولاي سبب..

الحياء الحياء الحياء.. لان الإنسان إذا فقد فضيلة الحياء فانه يصبح قليل المروءة ضعيف الإيمان لا يخجل من فعل الشر ولا يؤتمن على عرض أو مال أو سر وهذا يؤدي إلى جعله مكروها عند الله وعند الناس ويظهر هذا بوضوح في قول الرسول صلى الله عليه وسلم:( إذا ابغض الله عبدا نزع منه الحياء فإذا نزع منه الحياء لم تلقه إلا بغيضا مبغضا )

**اعجبني بيان النيابة العامة وما جاء في ختامه عقب التحقيقات مع المتهمة سما المصري : “حافظوا على الأخلاق واسعوا إلى مكارمها وتذكروا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم “ما كانَ الفُحشُ في شيءٍ إلَّا شانَهُ وما كانَ الحياءُ في شيءٍ إلَّا زانَهُ” (أخرجه الأئمة الترمذي وابن ماجة وأحمد) حفظ الله الوطن وشبابه”.(وفي رواية اخرى ما كان الرفق في شيء…..)

** قال الفضيل بن عياض : خمس علامات من الشقاوة :القسوة في القلب وجمود العين وقلة الحياء والرغبة في الدنيا وطول الأمل.

والله المستعان ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى