مقالات

تنمر الجهلاء والتعميم الجائر

بقلم – محمد البكر:

في الأيام الماضية ، تزايدت محاولات خلق الفتنة بين فئات المجتمع من خلال التعميم الجائر على إخواننا أبناء منطقة القطيف ، بأنهم هم السبب وراء وصول فيروس الكورونا للمملكة . بل وتنمر بعض الجهلاء الذين يهذون بما لا يعلمون ، ويتحدثون عبر وسائل التواصل الإجتماعي بما هو أكبر منهم ومن ثقافتهم . ولقد غردت يوم أمس بأن هناك من يستغل هذه المستجدات ليصطاد في الماء العكر إما عمدا أو جهالة . تلك التغريدة حققت أكثر من 180 ألف مشاهدة و 11 ألف مشاركة ، ناهيك عن عدد كبير من الردود المؤيدة لما أشرت إليه.

وحتى تكون الأمور واضحة فإن جميع العقلاء اعتبروا من سافر إلى إيران رغم منع الدولة ، هو مخطئ وعليه تحمل خطأه . وهو موقف اتفق عليه أهل القطيف وغيرهم من أبناء الوطن . أما أولئك الذين نصبوا أنفسهم دعاة فضيلة وزايدوا على الوطنية ، وأدانوا إخواننا الشيعة عن بكرة أبيهم وكأنهم جميعا قد سافروا إلى إيران ولم يفصحوا عن ذلك للجهات المختصة ، فإنه يجب إيقافهم عند حدهم ، فالتنمر صفة خسيسة لا تليق بمجتمع مثل المجتمع السعودي .

وإذا كنت قد طالبت في تلك التغريدة بضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة ضد كل من يحاول استغلال هذه الظروف للنيل من فئة عزيزة علينا وعلى الوطن ، فإنني في هذا المقال أطالب الجميع برصد أي تجاوز وإبلاغ الجهات المختصة والتي لا تقبل الإساءة لأي مكون من هذا البلد الطاهر .

لقد عانينا نحن أبناء السنة كثيرا عندما ظهرت علينا المجموعات الإرهابية مثل القاعدة وداعش وغيرهما من المنظمات الإرهابية ، لأن العالم كله ربطنا بتلك الجماعات رغم أننا أكثر من تضرر من تلك الفئات الباغية . وكما أننا لم نكن نقبل التعميم على أبناء السنة ، فمن غير المقبول التعميم على إخواننا الشيعة ، خاصة في مثل هذه الظروف التي تتطلب منا جميعا التكاتف والتعاضد . فمن خالف فإن هناك أنظمة تسنها الدولة وتنفذها الجهات المختصة دون غيرها .

نعلم بأن من تجاوزوا حدودهم هم من القلة ، بينما الغالبية رفضت الإساءة لأي مواطن آخر على أساس المذهب أو اللون أو المنطقة أو القبيلة ، وهذا هو المأمول من مجتمعنا النبيل . فلنكن جميعا على قدر المسؤولية ، وأن نفهم بأن الوطن للجميع وليس ملكا لفئة أو جماعة دون غيرها ، في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان – أيده الله – وسمو سيدي ولي العهد الأمير العادل الحاسم محمد بن سلمان ت حفظه الله . ولكم تحياتي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى