مقالات

عليهن من كبائر الذنوب ولنا حلال؟!

أسامة حمزة عجلان•

========

أؤمن إيمانا كاملاً بأن ما حُرِّم على الرجل حُرِّم على المرأة وما حُلِّل له حُلِّل للمرأة، وهذا بنص القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة، بل ما هو مكروه فعلى الاثنين معاً، وقد أعطي الرجل فيما هو حلال أكثر من المرأة وذلك بسبب أنَّ ما خُلقت له المرأة لا يتناسب مع تلك الأكثرية في الحلال، مثل تعدد الزوجات ولأن المرأة وعاء الحمل وهي الركن الأساسي في المحافظة على الأنساب حتى لا تختلط لأن الإنسان ينسب الى أبيه ولا مانع أن يكنى بأمه وإذا ما تعدد الأزواج فلا نسب حقيقي للمولود. ولم يجعل الله شيئاً حراماً على المرأة حلالاً للرجل. والإرث الرجل يرث الضعف لما عليه من مسئولية تجاه بقية الورثة من النساء.

أعود الى ما أود الوصول اليه ألا وهو الزواج بنية الطلاق، وقد كتبت فيه أكثر من ثلاثة عشر مقالاً، والحمد لله أخيراً من سنوات حرَّمه مجمع الفقه الاسلامي وقد قال بعض العلماء بحلِّيته لأن النية مخفية علماً بأني أقول وأتمسك بحديث الحبيب صلى الله عليه وسلم “إنما الأعمال بالنيات…”، وقد قال لي أحد الفضلاء في نقاشي معه أن الحديث عام مخصوص ولا يصح تعليق كثير من الأمور بالنية وأقدر قوله وعلمه، وأقول: لكن المعنى واضح في الحديث وهو تتعلق الأمور بالنية خاصة ما هو مخالف للشرع الحنيف فلا يصح وإن كانت النية حسنة أو لم يقصد الشخص سوء النية.. ومثال للنية الحسنة بقصد خير بفعل حرام أن يزني الشخص بقصد أن يأتي للزانية مولود يساعدها على أمور الحياة عند كبرها!!، ومثال لفعل لا أنوي فيه سوءاً أو إثماً مثل ما نراه اليوم من مد الأرجل تجاه المصاحف وجعلها عند أقدامنا، وهي كلام الله وله قدسيته فلا يجوز ذلك وإن لم ينوِ الشخص إهانتها أو التقليل من قدسيتها، ومثال للنية الحسنة من طرف واحد وهي الاستعفاف بالزواج بنية الطلاق وهو عندي ممقوت هو وصاحبه لأنه نوى الاستعفاف بغش وخداع وتبييت نية الطلاق الذي لم يعطَ للرجل للتلاعب فيه وبه والمرأة المسكينة وإن كانت كتابية مخدوعة (وكم من كتابية أسلمت وارتدَّت عندما طُلقت وعلمت بالغش والخداع، ذنبها في رقبة من؟!) وأهلها مغشوشون به ولا يحقق المقاصد السامية من الزواج ولم يراع فيه أنه رباط مقدس وميثاق غليظ، وقد قال العلماء ونشر بالبنط العريض في الصحف والكتب: أن الغش التجاري مأساة كبرى وجريمة نكراء، وفي معرض تفسيرهم للغش التجاري في العقود قالوا أن يبطن أحد الشركاء نقيض ما في العقد. وأكرر مع ميولي لتحريم زواج المتعة مع أنه قال به بعض الصحابة رضي الله عنهم فهو أهون وأنزه وأكرم من الزواج بنية الطلاق لأنه برضى الطرفين بما فيهم الأهل.

أعود لعنوان المقال وأضع تساؤلاتي التالية:

• أليس للمرأة متطلبات جسدية وعاطفية كما للرجل وعقوبة الزنا واحدة لكلا الجنسين؟.

• هل يُقبل من المرأة إذا ما سعت في نفس ظروف الرجل وعدم الرغبة في زواج دائم أن تتزوج وتعف نفسها فترة وتتقي الزنا وتسعى للطلاق أو الانفصال بأحد الطرق التي تمكنها من ذلك وتمنع الحمل عنها فترة زواجها، وطرق الانفصال لن تعجزها إما بخلع أو تنكيد وافتعال الخلافات أو اشتراط العصمة في يدها؟.

• هل إذا ما طلقت المرأة من أبي أبنائها طلاقاً بائناً وتزوجت بعده بنية الانفصال بالطرق التي أسلفت لتتحلل للأول لأن أبناءها صغار وبحاجتها، هل يقبل هذا الأمرمنها رغم أن فيه منفعة للمجتمع ولنفسها أسمى وأنفع وأكرم وأعف ممن يريد الاستعفاف بالغش والخداع؟!.

• هل الرجل إذا ما تزوج بامرأة مطلقة ليحللها بدون علم أحد لعلمه أنها وطليقها يريدان العودة لبعضهما من أجل الأبناء أو لرغبتهما في بعض، وهو بذلك أضمر نية تحقق هدفاً أسمى من الاستعفاف لفترة، أهو مأجور أم تيس مستعار؟!.

• لماذا من على المنابر نخطب ونقول ونحذر وننذر المرأة ونقول لجوء الزوجة إلى الخلع من أجل الحرية من رابطة عقد الزواج وبدون سبب شرعي من كبائر الذنوب ونكرر حديث الحبيب صلى الله عليه وسلم (أيما امرأة سألت الطلاق من غير ما بأس لم ترح رائحة الجنة )، (وأين السبب الشرعي لرجل نوى الطلاق أصلاً من قبل العقد وتزوج في رأي بهذه النية الفاسدة وبغش وخداع، ويحرم على المرأة الجنة إذا خالعت بلا سبب شرعي بل لم ترح رائحتها ونحن نتمتع بالزواج بنية الطلاق ونَرِيحُ رائحة الجنة بل نتمتع بالحور العين فيها وهن في جهنم يقبعن!!).

وما اتكالي إلا على الله ولا أطلب أجراً من أحد سواه.

—————

•عضو مجلس إدارة مؤسسة المدينة للصحافة والطباعة والنشر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى