محليات

سعودي يشن حربا علي البكتيريا والعالم يصنفه قائد المستقبل في العلوم والصحة

جدة- سويفت نيوز:

415754527318نجح العالم السعودي حسام زواوي في ان يحقق انجازا علميا للمملكة من خلال الحرب التي شنها علي البكتيريا في معامل البحث العلمي أثناء ابتعاثه لنيل درجة الدكتوراة في علم الاحياء الدقيقة من مركز كوينز لاند للابحاث السريرية بجامعة كوينز لاند.

وقد لفتت ابحاثة الانظار لدرجة حصلت مجلة تايم الامريكية الشهيرة تكتب تقريرا عنه من استراليا حيث حصل مؤخرا على جائزة رولكس للمشاريع الطموحة لتكريم قادة المستقبل في مجالات العلوم والصحة والتكنولوجيا والاستكشاف والبيئة والتراث، وهي جائزة تُمنح كل سنتين لخمسة علماء. كما تم تكريم زواوي في شهر سبتمبر الماضي في حفل أقامته جامعة كوينزلاند باحتفالها السنوي في ختام أسبوع البحث العلمي، وذلك بحضور الملحق الثقافي السعودي في أستراليا الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله بن طالب.

يُذكر أن حساب مجلة “TIME” على تويتر نشر وبشكل غير مسبوق تغريدة باللغة العربية جاء نصها كما يلي “تعرفوا على العالم السعودي الذي يقاتل لقهر الجراثيم الخارقة”، وذلك تشجيعًا ودعمًا للنشر والتعريف بهذا العالِم.

هذا وقد تقدم الملحق الثقافي في أستراليا الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله بن طالب بالتهنئة للمبتعث حسام زواوي على هذه الإنجازات المتتالية مثمناً جهوده الأكاديمية المشرِّفة التي ساهم بها، مشيراً إلى أن مثل هذه الإنجازات العلمية، والتي يُحتفى بها في المحافل الدولية، تدعو للفخر والاعتزاز وتؤكد قدرة الطلاب السعوديين على التميز في كافة المجالات والتخصصات.

وقامت الملحقية الثقافية السعودية في أستراليا بترجمة نص تقرير مجلة “التايم” إلى اللغة العربية..

“عالم الأحياء الدقيقة السعودي حسام زواوي يقهر البكتيريا الخارقة في عالمٍ مليء بالأوبئة والمخاطر – مثل فيروس الإيبولا والإرهاب وتغيُّر المناخ – تواصل بعض المُهدِّدات انتشارها في أرجاء العالم بحرية وفي خفاء، ومن ضمن هذه المُهدِّدات البكتيريا العادية التي أصبحت مقاوِمة للمضادات الحيوية، ما حدا بالعلماء إلى تسميتها بـ”الجراثيم الخارقة”.

وقد صرَّحت منظمة الصحة العالمية بأن قدرة البكيتريا على المقاومة وصلت إلى “مستويات تدعو إلى القلق في أجزاءٍ كثيرة من العالم”، مُحذرةً من خطورة المشكلة وتهديدها لفعالية الأدوية الحديثة.

إختار حُسام زواوي (وهو شابٌ سعودي يبلغ من العمر 30 عاما ويدرس في مرحلة الدكتوراه في الأحياء الدقيقة، وأحد الباحثين الذين يقاتلون لقهر الجراثيم الخارقة) البكتيريا الخارقة المقاومة للأدوية موضوعًا لبحثه العلمي لرسالة الدكتوراه، بعد أن أكمل عمله كمتدرب في مجال مكافحة الالتهابات في أحد مستشفيات مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية في العام 2006م.

وقد تعرَّفَ حسام زواوي منذ البدء على مشكلة الالتهابات التي يلتقطها المَرضى في المستشفيات: حيث يدخل المَرضى إلى المستشفيات للخضوع لعمليات جراحية كبيرة، ولكنهم في الوقت ذاته يُصابون بالتهابات هناك تسبب لهم إعاقات، وأحياناً تكون مميتة.

يدرس حسام زواوي حاليًا في مركز الأبحاث السريرية بجامعة كوينزلاند (UQCCR) في مدينة برزبن الأسترالية، ويعمل على تطوير اختبار تشخيصي سريع يُستخدم للكشف عن الالتهابات البكتيرية.

ويقول حسام إنّ الاختبار سوف يستغرق من ثلاث إلى أربع ساعات فقط للكشف عن أية جراثيم خارقة، بخلاف الاختبار المعمول به حالياً والذي يستغرق في المتوسط ثلاثة أيام، وسوف يصبح هذا الاختبار جاهزاً للاستخدام خلال شهور، وعلى الرغم من أنّ الاختبار يستند إلى أجهزة متطورة وباهظة الثمن – ولهذا سوف يكون متاحًا على نطاقٍ محدود – يأمل زواوي أن يكون الاختبار بمثابة خطوة أولى لوضع نهاية لوصفات المضادات الحيوية الخاطئة التي يصدرها الأطباء على سبيل التجربة، وذلك لعدم قدرتهم على إجراء تشخيص سريع للحالات الطارئة.

وصرّح زواوي قائلاً: “إنّ عهد الافتقار لأبحاثٍ مهتمة بالجراثيم المقاومة للأدوية على وشك أن يتغيَّر”، وقد عرضت مؤسسة نستا (Nesta Foundation) البريطانية في شهر يوليو جائزة كُبرى بقيمة 16 مليون دولار ليتنافس عليها عُلماء يستطيعون التوصل إلى اختبار دقيق زهيد التكلفة للكشف عن الالتهابات البكتيرية.

وبعد شهرين لاحقين، أعلن البيت الأبيض أيضاً عن جائزة قيمتها 20 مليون دولار للتوصل إلى اختبارٍ تشخيصي سريع من نفس النوع، ويعتقد زواوي أن موجة الاهتمام العارمة هذه دلالة على أن قادة العالم أصبحوا يولون أهمية بالغة للتهديد الذي تمثله الجراثيم الخارقة، والتي تتسبب حالياً في وفاة حوالي 50 ألف شخص كل عام في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا فقط.

وصرّح دكتور ديفيد لوك، رئيس الجمعية الأسترالية الآسيوية للأمراض المُعدية، قائلاً: “لا تزال المسافة بعيدة بيننا وستار تريك (Star Trek) آلة الاكتشافات العلمية الخيالية التي يقوم فيها العلماء بمجرد التلويح بجهاز فيحصلون على نتيجة فورية، ولكن ما يقوم به حسام يقرّب هذه المسافة بقدرٍ كبير”.

تُعد المملكة العربية السعودية، موطن حُسام، والدول المجاورة لها من المناطق الأكثر تأثراً بالجراثيم الخارقة في العالم؛ حيث إنّ الوصفات الطبية الخاطئة وتزايد الرحلات العلاجية والأعداد الكبيرة من الوافدين واللاجئين القادمين من مناطق النزاعات والاضطرابات في الشرق الأوسط أسهمت جميعها في انتشار البكتيريا الخارقة في المنطقة. ويقول البروفيسور بيتر كولينون، أحد أخصائيي الأمراض المُعدية بمستشفى كانبرا أنّ الوضع في أستراليا أفضل مما هو عليه في المملكة العربية السعودية، ويضيف قائلاً: “سوف يصل الوضع إلى مرحلةٍ يتعذر فيها القيام بالعديد من الإجراءات الطبية خشية حدوث التهابات مُصاحبة”.

وما أنّ بدأ تركيز زواوي على الجراثيم الخارقة في بحثه، سرعان ما أدرك أن هناك عدم وعي بالمشكلة في منطقة الخليج العربي، ويقول زواوي: “هذا جانب يحتاج لدراسة وبحث بغية رسم صورة عالمية عن الوضع”، وبدأ زواوي أخيرًا العمل في مشروع تعاوني تشارك فيه سبع مستشفيات من دول الخليج يسمح لها بتبادل معلومات بغية مراقبة نشوء الجراثيم الخارقة، ويأمل زواوي أن يصبح المشروع نظامًا رسميًا لمراقبة الجراثيم الخارقة، على الرغم من أن هذا سوف يتطلب الكثير من العمل والمثابرة.

يقوم زواوي بزيادة الوعي بالتهديد الذي تمثله الجراثيم المقاومة للأدوية في دول الخليج، وذلك من خلال حملة توعية بدأها بتغريدة عبر تويتر (Twitter) حول هذا الموضوع، ويقوم زواوي أيضًا بالقاء محاضرات عامة والمشاركة في مقابلات تليفزيونية.

يقول عمر باز، أحد الباحثين المبتدئين والذي عمل كمتطوع في مختبر زواوي في برزبن، أنه تعلّم من زواوي أهمية تحديد الأهداف، وأنّ زواوي لا يبحث في مجال الجراثيم الخارقة من أجل منفعة شخصية، بل هدفه هو تحقيق نتيجة ذات أثر”.

وقد قامت شركة رولكس لتصنيع الساعات في يونيو باختيار حسام زواوي كواحدٍ من ضمن خمسة عُلماء من فئة الشباب لعام 2014م لنيل جائزة “رولكس” للمشاريع الطموحة، والتي تبلغ قيمتها حوالى 60 ألف دولار لمساعدته على متابعة عمل،  ويدرس زواوي حالياً بموجب منحة مقدمة من حكومة المملكة العربية السعودية، ويخطط للعودة بعد ذلك إلى السعودية لتأسيس مؤسسة في مجال التكنولوجيا الحيوية لكي يواصل فيها تطوير اختبارات تشخيصية، كما يخطط زواوي أيضًا للعمل مع المستشفيات لمساعدتها على الكشف عن الالتهابات البكتيرية.

ويعتقد زواوي أنّ الحرب ضد الجراثيم الخارقة سوف تكون طويلة الأمد، ويقول: “حتى مع وجود مضادات حيوية جديدة، سوف تكتشف البكتيريا طُريقة للتغلب عليها، ولكنني متفائل حيال ما أقوم به وأعتقد أننا قادرين على تحقيق مبتغانا”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى