ثقافة

“عسر ويسر”.. شعر محمد خضر الشريف

 

مقدمة/

هذه قصيدة تظهر مدى تمكن العسر أحيانا بالإنسان، حتى إنه ليضيق الخناق على صاحبه فيرى الموت يخنقه خنقا ويتخيل من شدة الكرب أن الروح تكاد تقترب من الحلقوم، يصاحب ذلك يأس من البشر حتى من الخل الوفي والقريب المقرب..
الشاعر يتقمص قصة  من أطبق العسر على خناقه، فصور المشهد الخانق،  ثم مشهد الفرج بعد الضيق إثر توجه صاحب العسر إلى الله تعالى وسكبه الدموع بتضرع ولجوء إلى الله تعالى مفرج الكربات، في هذه الأبيات…

القصيدة/

وكم عسرٍ أناخ له ركابا/
فزلزلَ ساحتي دَكَّ الحِجابَا

وكشَّر منه أنيابا غِلاظا/
تعضُّ الجسمَ تخترقُ الإهِابَا

فخلتُ الروحَ بالحلقومِ تسري/
وخلتُ الموتَ قد خنقَ الرِّقابا

ولما لم أجدْ بشرا يُفدِّي/
بحولٍ منه أو يُعيي جَوابا

وراح الخِلُّ يهربُ في خفاءٍ/
وتخجلُ أن تدقَ يداه بابا

فلذتُ بخالقِي وطبيبِ قلبي/
أسكِّبُ أدمعي تجري سَحَابا

أبثُ الحزنَ مولايَ اللطيفا/
فولَّى العُسْرُ في التوِّ ذَهابَا

كأني لم أذقْ من قبلُ بؤسا/
أذابَ اللهُ شدَّته فذابا

فحمدًا للإله مليكِ أمري/
طلوعَ الشمسِ والليلَ المُهَابا

أزال الكربَ والخطبَ الجسيما/
لعلي أرعوي أرجو الثوابا

شعر محمد خضر الشريف

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى